على الرغم من توجيه مجلس الوزراء للمحليات من محافظين ورؤساء أحياء بضرورة إنهاء أزمة القمامة نهائيا خلال شهرين إلا أن مدارس شبرا ما زالت تغرق فى تلال من القمامة، «روزاليوسف» رصدت تلك المشكلة تزامنا مع بدء العام الدراسى الجديد، حيث تؤثر سلباً على الطلاب صحيا وعلميا، وردود المسئولين حيالها. ففى مدرسة العِزة الإعدادية بنين.. ووسط القمامة تقول سحر محمد، مدير المدرسة: شكونا للإدارة التعليمية مرتين من القمامة لتتواصل مع الحى لحل المشكلة القديمة، ورغم نقلها من هذا المكان إلا أنها سرعان ما تعود فى اليوم التالى بسبب بعض المخالفين يلقون بالقمامة أمام المدرسة، وفى حالة الاعتراض يتم تهديدنا بإلحاق الضرر بنا، وتواصلنا مع عمال النظافة لنقل القمامة من خلال سيارة الحى لمكان آخر، وحاولنا وقف تلك العادة لكن دون جدوى حيث تؤثر سلبا على صحة الطلاب بسبب كثرتها ورائحتها الكريهة. وترى عفاف عبد المحسن - مدرسة – أن من يقبل على هذه الأفعال هم الباعة الجائلون فى السوق المجاورة لهم، حيث ينتج مخلفات الخضروات وخلافه أمام المدرسة، خاصة أنها تغلق بعد الظهيرة، إضافة إلى أنها أصبحت مخزنا لمخلفات البناء، كما يلقى الأهالى بمخلفات البيوت بنفس المنطقة، لافتة إلى أن الحى يوفد سيارة القمامة كل أسبوع مما يزيد الأمر سوءا، ولا توجد استجابة لمطالبنا بوضع حاويات كبيرة لجمع القمامة بها. وفى مدرسة نور العلم قال المهندس فوزى قنديل - مدير المدرسة – إن الحى كان يهتم بالمشكلة حتى قبل 7 سنوات، والآن يلجأ إلى دفع الإكراميات من أجل الاهتمام بنقل القمامة من أمام المدرسة، وأجريت بعض الترميمات بالمدرسة وأسفرت عن بعض المخلفات حول المدرسة، وطلب من الحى إزالتها إلا أنه وقع غرامة ألفى جنيه على المدرسة بتهمة البناء بدون ترخيص، مما دعاه للتواصل مع محافظة القاهرة والإدارة التعليمية لتوضيح أنها مجرد ترميمات للمدرسة فتم تخفيض الغرامة إلى 150 جنيهًا لصدور أمر مباشر من رئيس الحى. وفى معهد «الساليزيان» يقول صبرى بخيت - المدير المصرى للمعهد - إن مشكلة القمامة تفاقمت بسبب البلطجية، وتصل لتلال لا يستطع أحد المرور بجانبها لسوء الرائحة حيث تحتوى على مخلفات بناء وحيوانات نافقة وغيرهما، واستطرد: تواصلنا مع الحى ولم يستجب إلا بعد إرسالنا شكاوى عديدة لمحافظ القاهرة، ووزارتى الصحة والبيئة، ومجلس الوزراء، والقوات المسلحة، وذلك من خلال تلغرافات بعلم الوصول، وبعدها بدأ الحى يتابع عمله بانتظام. رصدنا آراء أولياء أمور التلاميذ فى هذه المنطقة، وردود أفعالهم تجاه الشكاوى المقدمة للحى دون استجابة، فقالت إيلين جرجس – أم احد التلاميذ - يمكننى المشاركة فى أى شكوى ضد هذه القمامة التى تقف حاجزًا أمام دخول ابنى إلى مدرسته، فأضرارها جسيمة على حالته النفسية والصحية، فهى تسيطر على شارع بأكمله، فإما أن أسير وسط السيارات وإما على الجانب الآخر من الشارع، مشيرة إلى أن الرصيف المخصص للسير عليه إما أن يكون مكسرًا وإما ممتلئا بالقمامة. وأشار وليد أحمد – ولى أمر - إلى أن المدارس الخاصة تحظى باهتمام أكبر من المدارس الحكومية من حيث النظافة وسرعة الاستجابة لمطالبهم من قبل الحي، فالمراقبة والمتابعة هما الحل الأمثل للقضاء على هذه المشكلة، مناشدًا المواطنين بالاهتمام بنظافة شوارعهم لأنهم جزء من تفاقم المشكلة إلى هذا الحد. وأبدى جمال يوسف – ولى أمر - استياءه من هذا المظهر السيئ الذى يحيط بأغلب المدارس فى شبرا، مشيرا إلى أن بعض المواطنين لا يعرف ثقافة النظافة، وهو الأمر الذى يصعب تغييره فيهم ما لم يبدءون بأنفسهم. نقلنا المشكلة إلى د. مها بشير - مسئول قطاع المخلفات بوزارة العشوائيات والتطور الحضارى – وقالت نؤسس منظومة جديدة فى أغلب المحافظات بالتعاقد مع شركة مصرية وطنية لتكون مسئولة عن جمع القمامة، ويتم هذا بالتعاقد بين الشركة والحي، وتم توقيع بروتوكول بين محافظ القاهرة ووزيرة العشوائيات والتطور الحضارى، وبين البنك الدولى عبارة عن دراسة منظومة المخلفات بعد انتهاء عقود الشركات الأجنبية، ونجحت وزارة التطور الحضارى فى تأسيس هذه المنظومة فى 18 محافظة، وتم البدء فى خطوات يتم تنفيذها على التوالي، وفى خلال 3 أشهر يتم الانتهاء من هذا المشروع بباقى المحافظات، وتكوين شركات من الشباب وجامعى القمامة الأصليين، ويتم تقسيمها على القطاعات، إضافة إلى نشر أنشطة توعوية للمواطنين بعدم إلقاء القمامة فى الشوارع وإعطائها لجامع القمامة، كما نقوم بعملية تأهيل للمصانع الموجودة فى المحافظات كى تستقبل القمامة. وأكد خالد مصطفى – مدير العلاقات العامة بمحافظة القاهرة – أن المحافظ أصدر تعليمات صارمة برفع جميع المخلفات من محيط المدارس للحفاظ على المظهر العام للمدارس، ودائمًا ما نطالب الأحياء بالتنسيق مع مديرى المدارس بعدم السماح بوجود أى مخلفات فى محيط أى مدرسة، مشيرا إلى أن النظام المتبع على مستوى جميع المدارس هو وجود حاويتين كبيرتين أمام المدرسة، للتخلص من مخلفات المدرسة ثم تمر عربات القمامة يوميًا لنقل محتوياتها، مشيرًا إلى وجود بعض المناطق التى لا تطبق هذا الأمر، لكن بمجرد الإبلاغ عن مظهر غير لائق من القمامة المتراكمة أمام المدارس يتم أخذ إجراءات فورية ضدها، وتلك الشكاوى إما أن تصل إلينا من خلال الخط الساخن للمحافظة رقم 114 وإما من المواطنين، وأغلب الشكاوى المقدمة تكون بسبب عدم تعاون الحى أو إبداء تكاسل تجاه الشكاوى المقدمة له.