حاصرت القمامة العديد من المدارس التعليمية بمناطق متفرقة بالإسكندرية بشكل غير مسبوق، حيث وصلت أكوام القمامة إلى ارتفاعات بلغت متراً ونصف فيما يشبه الجبال الصغيرة، وذلك فى ظل غياب تام لجامعى القمامة عن أداء عملهم، ووسط غضب واستياء شديد من الطلاب وأولياء الأمور الذين اعيتهم السبل وبح صوتهم من الشكوى للمحافظة ولكن لا حياة لمن تنادي. ورصدت الأهرام المسائي، بالصور تراكم القمامة حول عدد من المدارس بعدة إدارات تعليمية مختلفة، حيث حاصرت تلال القمامة أسوارها ومداخل الخروج والدخول اليها. من جانبهم شكا أولياء الأمور من تراكم القمامة أمام المدارس، وعدم قيام الأجهزة التنفيذية بالمحافظة إزالتها، حيث يقول على حسن، ولى أمر طالب بمدرسة العباسية الثانوية العسكرية، ان القمامة تتراكم لأيام أمام أسوار المدرسة حتى أنها تصل إلى بوابة دخول الطلاب وتعيقهم عن الدخول إليها. أضاف: أن السبب الرئيسى فى انتشار القمامة حول المدارس هو استغلال الشركة المسئولة عن جمع المخلفات بالمدينة للأسوار فى وضع صناديق ضخمة يلقى بها الأهالى مخلفاتهم، لتتحول مع الوقت وغياب عمال رفع القمامة إلى أكوام كبيرة تحاصر أسوار المدارس وتابع: وذلك لأن أحداً من المسئولين بالتعليم لم يعترض على ذلك فى الوقت الذى يرفض الأهالى وأصحاب المحلات وضع تلك الصناديق أمام منازلهم ومحالهم. وقال محمد نصحي "مهندس" وولى أمر طالب بمدرسة الجيل الجديد التابعة لإدارة شرق التعليمية: تقدمت وعدد من أولياء الأمور بشكاوى إلى الإدارة التعليمية المحملة بالأمراض والحشرات، بجوار المدارس، مما يهدد صحة ابنائنا، وأضاف: القمامة منتشرة فى كل مكان بالإسكندرية ومع ذلك يستمر المسئولين فى إطلاق التبريرات وتحميل المواطنين المسئولية، ولكن أن تنتشر أمام مدارس بها أطفال فهذه كارثة حقيقية - بحسب قوله. من جانبها حذرت الدكتورة هناء عبدالرحمن "مدير قطاع البيئة بمديرية الصحة بالإسكندرية" من خطورة انتشار القمامة بجانب المدارس، وخاصة وإن كان بها نفايات طبية لأن الحشرات الطائرة والتى تكثر مع وجود القمامة تنقل الأمراض منها الى الطعام المكشوف للطلاب كما أنها من الممكن أن تصيبهم بأمراض أخرى ومنها أمراض العيون. أضافت عبدالرحمن أن دور وزارة الصحة هنا هو عمل دوريات منتظمة لمراقبة المناطق المختلفة وخاصة العامة منها بالمدينة للتأكد من عدم وجود تراكم للقمامة وأن الصناديق موجودة فى الأماكن المخصصة لها، مضيفة: وفى حال تم ضبط أى مخالفة يتم إخطار الحى والسكرتير العام للمحافظة وتحرير المحضر اللازم للشركة المسئولة عن جمع المخلفات. وناشدت هناء عبدالرحمن المواطنين إبلاغ مديرية الصحة بالإسكندرية عن رصدهم لأى حالات تراكم للقمامة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد المسئولين عنها. من جانبه اعترف يحيى عبدالقادر "مدير مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية" بوجود عدد من المدارس محاطة بأكوام من القمامة بالفعل، محملاً المواطنين المسئولية عن ذلك قائلا: بعض الأهالى لا يعوا معنى كلمة مدرسة ويلقون القمامة أمامها. وأضاف: هناك تعليمات صدرت لمديرى المدرسة بإبلاغ مسئولى الحى الذى تقع مدرسته بنطاقه عن وجود أي تراكم للقمامة بجوار مدرسته، مضيفاً فى الأغلب الأحيان يستجيب الحى ويقوم برفع القمامة وفى أحيان أخرى لا يستجيب فنضطر لتصعيد الأمر لرئيس الحي. وتوجهت الأهرام المسائى إلى الدكتور تامر حرفوش "الطبيب النفسى المعروف بالإسكندرية" لاستطلاع رأيه حول تأثير هذه الظاهرة (حصار القمامة للمدارس)، على نفسية الطلبة وتنشئتهم التربوية، فقال: أن اعتياد الطلاب على مشاهد القمامة تؤثر على تكوين الذوق العام لديهم، وتجعلهم يفقدون الحس الجمالى للأمور، مضيفاً أن ذلك أيضاً من شأنه إخراج أجيال لديها لامبالاة وعدم مسئولية لأن مراقبتهم يومياً لهذه الأكوام من القمامة تحاصر مدارسهم دون تحرك سريع من أى مسئول يسلكون نفس هذا المسلك عندما تسند إليهم أى مسئولية.