الخبراء: البرامج الخدمية مسئولية الإعلام الرسمى.. وتتبنى قضايا المواطن

أكد خبراء الإعلام أهمية البرامج التليفزيونية الخدمية التى تعرض خدمات ومشكلات الجمهور وتقدم معلومات ونصائح تساهم فى توعية وتنوير المشاهد او المتلقى ،بما يضمن عرض شكاوى وهموم المواطنين بشكل حيادى ودون متاجرة بهم ،وتبنى قضاياهم ومشكلاتهم بدون تقليل او مبالغة.
وطالبوا باهتمام وسائل الاعلام وبالاخص التليفزيون الرسمى والقنوات الفضائية وكذلك الصحف بتقديم برامج وصفحات تهتم بتقديم خدمات ومعلومات تمس المواطن البسيط وتوصل صوته للمسئولين حتى يمكن ان يحقق الاعلام هدفه بتوصيل نبض الرأى العام للاجهزة الحكومية ومؤسسات الدولة المعنية.
فى البداية تقول الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقا إن البرامج الخدمية التى تعرض خدمات واستشارات قانونية أو طبية أو عرض مشكلات وقضايا تهم المواطنين مهمة جدا ومطلوبة لانها تساهم فى مساعدة المواطنين فى معرفة امورهم وتسهل لهم اجراءات وخدمات تهمهم، وتعرفهم باحتياجاتهم وتقدم بشكل جيد لمن تخاطبه هذه البرامج.
واشارت ليلى إلى أن القنوات الرسمية المحلية مع بداية ظهورها كانت متميزة فى تقديم هذه البرامج الخدمية وكان نجاح هذه القنوات مرتبط بهذه النوعية من البرامج وكانت تفيد الناس وتقدم خدمات حقيقية وتعرض مشكلات وتطرحها للحل والمتابعة، وبالتالى يجب ان تعود هذه البرامج لكى تساعد الناس فى حياتها.
وطالبت عبدالمجيد بعودة برامج الخدمات وصفحات هموم الناس وبريد القراء والعمل على تطويرها واهتمام الإعلام الرسمى بمثل هذه الخدمات ويجب ان يقوم به بشكل مهنى ومتابعة وعدم الغاء هذه البرامج تحت رغبة أو شهوة الإعلام الخاص وما يقدمه من برامج حوارية لا تعود بالنفع بشكل كبير على المواطن البسيط، وخدمة الناس وعرض قضايا جماهيرية بشكل جيد وقوى دون مزايدة أو نقصان.
وقال الكاتب صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة: لا اظن ان البرامج الخدمية قلت أو ليس هناك اسهام لها بشكل كبير بل بالعكس بعض البرامج التليفزيونية تحولت الى برامج شكاوى وخدمات، وبدى لفترة ان هناك اتجاهًا فى اغلب القنوات بعدم الاهتمام بشكل كبير بالقضايا السياسية العامة، واصبحت لدرجة من المبالغة تتوسع فى مناقشة القضايا الفرعية والمشكلات البسيطة.
واشار عيسى الى ان هناك بعض البرامج تهتم بالمشكلات البسيطة مثل ما شهدناه مؤخرا من التركيز على وجود مشاكل بمبانى بعض المدارس وتحولت الى حملة ضد وزارة التربية والتعليم، رغم انها اشكالية معروفة ومتجددة، وبالتالى اصبح هناك اهتمام من بعض البرامج التليفزيونية بمثل هذه القضايا التى تتناول مشكلات المواطنين.
واوضح ان هناك بعض البرامج التى تعرض مثل هذه القضايا تفتقد المهنية فى الواقع لانها فى الاغلب الاعم لا تتقصى الحقائق، وعدم التحرى من الشكاوى التى تقدم على الهواء، فى حين انه لابد من تقصى مدى صحة الشكوى من عدمه ،ومن ناحية اخرى نجد ان بعض الاعلاميين يعاملون المسئولين الإعلاميين بالوزارات او الهيئات المعنية بطريقة جافة تفتقد احيانا الى اللياقة الواجبة ما يدفع بعض المتحدثين الإعلاميين الى مقاطعة القنوات الفضائية وعدم الرد عليها.
وطالب صلاح عيسى الاعلاميين بخلق شىء من التوازن فى عرض القضايا الخاصة بالجمهور وهى عملية مفيدة وهناك وقائع تحقق استجابة فى بعض القضايا مثل المشكلات العامة فى الريف على سبيل المثال، وبعض المشكلات الشخصية من طالبى المعونات او المساعدات أو الخدمات الطبية وبالتالى تحتاج الى تجديد وإلى رؤية وتقديم برامج مفيدة ويقدم بها الاعلام نتائج ايجابية وبشكل جيد.
وتابع عيسى: إن الصحافة أيضا يجب ان تهتم بشكل أكبر بالصفحات والأبواب المتخصصة التى تعرض مشكلات وهموم المواطنين وتوصل صوت الناس للمسئولين، وكان ذلك موجودا وكان هناك اهتمام من المسئولين بهذه الابواب والخطابات التى توجهه لهم من خلال الصحف ،وتسعى للرد وطلب معلومات ومتابعة ما ينشر من قضايا اهمال او شكاوى المواطنين، ولكن للاسف قل هذا الاهتمام مع زيادة البرامج التليفزيونية.
وأكد الدكتور سامى الشريف استاذ الاعلام بكلية الاعلام بجامعة القاهرة: ان برامج الخدمات التى تعرض مشكلات وتقدم نصائح تساهم فى توعية وتنوير المشاهد، يجب ان تلقى اهتمامًا من معدى ومقدمى البرامج التليفزيونية، بما يضمن عرض شكاوى وهموم المواطنين بشكل حيادى ودون متاجرة بهم، وتبنى قضاياهم ومشكلاتهم بدون تقليل او مبالغة، وبالتالى على وسائل الإعلام المتعددة الاهتمام بالنواحى التى تهم المواطن وتساعده على الحياة والعمل بشكل جيد، وتوعيته وتثقيفه وتزيد من وعيه وادراكه لكل الأمور.
واشار الشريف الى انه يجب ان يهتم الاعلام الرسمى والقنوات الفضائية وكذلك الصحف بتقديم برامج وصفحات تهتم بتقديم خدمات ومعلومات تمس المواطن البسيط وتوصل نبضه للمسئولين حتى يمكن ان يحقق الاعلام هدفه بتوصيل صوت الرأى العام للاجهزة الحكومية ومؤسسات الدولة المعنية، وبالتالى يمكن ان تقوم البرامج بمد حلقة الوصل بين المواطنين والمسئولين بشكل يضمن رد المظالم واعطاء كل ذى حق حقه.