بلا شك شهد الإعلام المصري جملة من المتغيرات النوعية والكمية في السنوات القليلة الماضية، انعكست بشكل مباشر وغير مباشر، علي واقع الحياة السياسية والاجتماعية، وهامش حرية الرأي والتعبير ليصل لسقف غير مسبوق. وقد ساهم ذلك المناخ الإعلامي بوسائطه ومتغيراته وآلياته الجديدة في الاهتمام بالمشكلات الحياتية للمواطنين عامة والفقراء خاصة، بحيث أصبحت هناك قنوات تمكن أصحاب المظالم من رفع أصواتهم إلي المسئولين ونقل ما يعانونه من آلام. وهنا يكمن الدور الخدمي للإعلام والدور الإيجابي الذي لا يقل أهمية عن الدور التثقيفي والإخباري، لكن المؤسف أن عددًا ليس قليلاً من وسائل الإعلام تجاوز حدود المساعدة إلي المتاجرة بآلام المواطنين، والتضخيم السياسي للحركات الاحتجاجية وتسييس المطلبية منها، وهنا مكمن الخطر حيث تحول أصحاب المظالم إلي وقود للإثارة والتوظيف السياسي للميديا ذات الأجندات السياسية المدروسة. وفي ظل اتساع رقعة السواد الإعلامي، أطل علينا الإعلامي والزميل البارز عمرو الليثي بشعلة نور محققًا التوازن ما بين دور الإعلام في نقل هموم ومشكلات المواطنين للمسئولين، والدور التنموي للإعلام من خلال برنامجه المتميز «واحد من الناس» الذي حصل علي جائزة اليونسكو في التنمية البشرية لعام 2009 مناصفة مع مرشح المكسيك. عمرو الليثي اعلامي متميز حقق انجازًا للاعلام المصري، وتمكن من تحقيق المعادلة الصعبإعلانات الشكاوي والسب والتشهير حولت صفحات الصحف إلي ساحة لمعارك رجال الأعمال وآلام البسطاء للمسئولين وساهم في إدخال البهجة في نفوس من حلت مشكلاتهم، كما ساهم في تفعيل الدور الاجتماعي لرجال الاعمال من خلال التبرعات وتوفير فرص العمل، كما اضاف للحكومة علي عكس ما يتصوره قصار النظر من المسئولين، فسلط الأضواء علي القصور والإهمال، فكثيراً ما جاءت ردود أفعال الجهات التنفيذية سريعة للإعلان عن إجراءات حل المشكلات. إذن هناك إمكانيات، فلماذا أنتظر المسئول حتي يأتي ويفجر الإعلام القضية؟! يضاف إلي ذلك أن ما يتحمله المجتمع الأهلي من أعباء علاج وإسكان وفرص عمل وغيرها من خدمات تقدم بوساطة البرنامج، تخفف عن كاهل الدولة والحكومة التزامات وحقوقًا تستوجب عليها تأديتها للمواطن؟ فالمواطن طالب العلاج الذي يتحمل رجل أعمال علاجه، خفف عن ميزانية وزارة الصحة المخصصة للعلاج علي نفقة الدولة. تحية إلي الأستاذ عمرو الليثي وكل من يساهم في تقديم نموذج للإعلام التنموي الحقيقي.. عمرو لم يتاجر بآلام الفقراء بل سعي لمساعدتهم لم يسع لربح معنوي وادعاء البطولات من داخل الأستديوهات بل نزل إلي الشارع، لذلك لاقي تقديرًا واحترامًا عامليا فهل من نماذج إعلامية جديدة تضيء الطريق؟!