بدأ الاهتمام بالشباب واضحا بعد ثورة يناير من خلال ظهورهم في العديد من البرامج التليفزيونية سواء بالتليفزيون المصري أو القنوات الخاصة وظل هذا الاهتمام لفترة اعترافا بدورهم المهم والقوي في التغيير حتي إن الكثيرين اعترفوا بالتقصير نحو الشباب منذ فترة طويلة وعدم إدراك أهميتهم, بينما تطول الاتهامات الإعلام منذ فترة بتراجع الاهتمام بالشباب كما حدث بعد الثورة مباشرة بل وعاد مرة أخري الاهتمام الأكبر بالمسئولين والقيادات وحول هذا الموضوع كانت لنا لقاءات مع بعض الإعلاميين والخبراء. يقول علي سيد الأهل رئيس القناة الأولي: لدينا عدة برامج للشباب بالقناة منها ما هو يومي وما هو أسبوعي ونحرص علي تقديم رسائل للشباب من خلالها ومن هذه البرامج التي تناقش قضايا الشباب وتستضيفهم وتستعرض مشكلاتهم( أحلام عمرنا) و(رسالة) ولذلك فدور الشباب موجود بشكل قوي علي القناة الأولي ونشعر بمدي أهمية مشاركتهم ونحن نفتح المجال لتلقي أي اقتراحات يمكن أن نلقي الضوء عليها من الشباب للاستفادة منهم, كما نقدم تقارير مصورة من الخارج معهم, وأضاف أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الاستفادة من الشباب وكفاءتهم وخبراتهم سواء من خلال البرامج القائمة أو استحداث برامج جديدة وتوظيف البرامج الموجودة حاليا. وتقول سوزان حامد رئيس قناة القاهرة: نحرص علي تقديم جرعة كافية من البرامج للشباب فلدينا برنامج يومي بعنوان شباب اليوم يذاع00.5 مساء يتناول كل ما يخص الشباب وخدماتهم ومشروعاتهم واقتراحاتهم وخاصة شباب الثورة ذوي الاحتياجات الخاصة, وأضافت كما نقدم لقاءات متنوعة من داخل الجامعات مع الشباب الذين يعتبرون ضيوفا دائمين وهم القاسم المشترك في برامجنا بالقناة, كما نقدم برامج لتشجيع الشابات المقبلات علي الزواج وتدريبهن علي الحرف المختلفة كالخياطة وغيرها مع تقديم خدمات لهن. وقال د.عبد الله زلطة رئيس قسم الإعلام بجامعة بنها: إنني غير راض عن إتاحة الفرص للشباب في الظهور سواء في تليفزيون الدولة أو القنوات الخاصة ويجب إتاحة الفرص للشباب المثقف الواعي في مختلف المجالات وعدم التركيز علي وجوه بعينها كما حدث بعد ثورة يناير حينما تم( تلميع) بعض الوجوه من شباب الثورة مع أن هناك الكثيرين من الشباب في المحافظات يستحقون إتاحة الفرص لهم لإبداء وجهات نظرهم إزاء القضايا العامة, فأقترح أن تخرج الكاميرا الي بعض المناطق خارج القاهرة للتعرف علي مشكلات الشباب من قيادات الرأي العام الذين يمكنهم التعبير عن أهم المشكلات التي يعاني منها المجتمع وعدم اختزال مصر في العاصمة لأن مصر ليست هي القاهرة فقط ويستحق أن يجد الشباب مكانهم علي الساحة الإعلامية وبصفة خاصة في أوقات الأزمات. ويقول د.محمد معوض أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس وعميد معهد الجزيرة العالي للإذاعة: كنا نتوقع أن يحدث تغييرا في كل ما تقدمه وسائل الإعلام ولكن للأسف مازلنا نفتقد الحرفية وأقصد بذلك الاعلام في كل مكان فلابد أن يهتم بالجميع وليس بالمسئولين فقط فما يهمنا في المقام الأول هو أراء واقتراحات الشباب ونقل وجهات نظرهم ومشكلاتهم وطموحاتهم ولكن للأسف أري ان الاهتمام الأكبر يكون بالمسئولين علي حساب الناس ولذلك فلابد من إعادة النظر في البرامج المقدمة للشباب. وتقول د.هويدا مصطفي رئيس قسم التليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة: منذ فترة وأشعر بتهميش للشباب واختفاء لصورتهم من الإعلام إلا من نماذج بسيطة يوجدون في البرامج بل ويشكلون تكرارا في الظهور في كل القنوات وكأن هناك توجيهات ممن يملكون المحطات طبقا لاتجاهاتهم السياسية وكنت أتوقع أن أري دورا للشباب في مناقشة الدستور مثلا وكان لابد من رؤيتهم علي أجندة الإعلام خاصة أنه كان قد بدأ الاهتمام بالشباب وقضاياهم واستضافتهم بعد الثورة مباشرة ولكن حدث تراجع فيما بعد بشكل كبير.