تمنح حديثى الولادة حياة جديدة.. لكنها غير متوافرة لهم.. والحكومة عجزت عن توفيرها بالمتطلبات والأعداد الكافية.. هى الحضانات التى تمنح كل أسرة الأمل فى بقاء أولادهم على قيد الحياة بعد الولادة خاصة فى حالة تعرضهم لأزمات صحية.. أو الولادة قبل الميعاد.. الحكومة تسعى لتوفيرها.. والقطاع الخاص يستغل حاجة المواطنين إليها.. والغلابة هم الضحية.. «روزاليوسف» رصدت حال الحضانات وأزماتها فى هذا الملف. رغم أنه مستشفى مركزى وسط القاهرة .. وله تأثير فى الأحداث واستقبال الحالات عند الأزمات والاشتباكات .. إلا أن أزمة الحضانات لحقت به، هو مستشفى «أحمد ماهر التعليمى»، ففيه تجد طفلاً مريضًا بالقلب، وآخر يعانى من مشكلات بالتنفس، وهناك أطفال اخترقتهم الأمراض المعدية، وآخرون التهمتهم الفيروسات. فبمجرد صعودك للدور الأول بالمستشفى تجد أمامك قسم الأطفال، وبه غرفة لحضانات الأطفال المبتسرين المصابين بالأمراض المعدية، حيث توجد 5 حضانات فى كل حضانة طفل، يتابعهم ممرض أو ممرضة ويمر عليهم كل 5 دقائق، ورغم ذلك لم يتمكن الأطباء من علاجهم بسرعة حيث ضرورة استغراق وقت داخل الحضانة. كانت بداية لقاءات «روزا اليوسف»، بعدد من أهالى الأطفال الموجودين فى الحضانات، ثم الأطباء والتمريض لرعاية الأطفال حديثى الولادة. هند محمد - والدة أحد الأطفال بالحضانات - قالت: إن طفلها موجود منذ 36 يوما فى الحضانة ويعانى من مشاكل فى التنفس والتهاب فى الرئتين والصفراء، مضيفة إلى أن المستشفى تعاملت معها باتخاذ الإجراءات الرسمية اللازمة وذلك بدفعها 200 جنيه كرسوم ومصروفات. وفى الغرفة المقابلة رأينا «هناء رضا الجميل» ويبدو على وجهها ملامح الحزن تألما على طفلها «غير مكتمل النمو» مختبئة فى عباءتها السوداء والدموع تنهمر على خديها، وقالت إنها تقيم فى أوسيم بمحافظة الجيزة، وأجريت عملية ولادة قيصرية فى مستشفى إمبابة قبل موعدها بشهرين، فاحتاج طفلها إلى حضانة نظراً لأنه من الأطفال المبتسرين، مضيفة أنها اتصلت بالخط الساخن رقم 137 لوزارة الصحة، وتم تحويلها إلى مستشفى أحمد ماهر التعليمي، وبدأت رحلة علاج طفلها بوضعه داخل حضانة لأنه يعانى من ضيق فى التنفس، وثقب فى القلب. وأضافت أن المشكلة الأكبر التى تواجهها هى شراء علاج «التغذية الوريدية» من مستشفى قصر العينى التعليمى الجديد «الفرنساوي»، ويبلغ سعره 130 جنيهًا فى اليوم الواحد وغير متوفر فى صيدلية مستشفى أحمد ماهر، مشيرة إلى أن تكلفة الحضانة رخيص جداً، تساوى 20 جنيهًا فى اليوم الواحد تدفعها للمستشفى، مشيرة إلى أن والد الطفل يعمل سائق توك توك، ولا يستطيع تحمل نفقات علاج طفله الذى أكمل 15 يومًا فى الحضانات، فنصحها الأطباء فى المستشفى بتحويله إلى لجنة الزكاة والصدقات بمشيخة الأزهر لتحمل نفقة العلاج. وأثناء تجولنا داخل المستشفى وجدنا أم تسيطر عليها نظرات الحزن والوجع وتتوسل التدخل لإنقاذ طفلها، وتدعى «سمر محمد» والتى أكدت أن طفلها يعانى من فيروس فى الدم بسبب الإهمال فى المستشفى عقب الولادة، ويخضع للعلاج بحضانات المستشفى منذ عيد الفطر المبارك، ورفضت تحمل آية مصروفات بالمستشفى حيث ضيق ذات اليد، وقالت بان طفلها ولد ناقص الوزن «كيلو ونصف الكيلو»، ويتطلب منها شراء عبوة لبن صناعى كل يومين للطفل بخلاف المستلزمات الأخرى. وأضاف زوجها محمد عثمان أنه دفع مبلغ 700 جنيه مصاريف فى المستشفى خلال فترة تواجد طفله. وبعد الانتهاء من سماع شكاوى أهالى الأطفال التقينا بعدد من الممرضات، فقالت نادية علي»، أن دور الممرضة فى الحضانات هوعمل كل شيء للطفل سواء «استحمام» أو رضاعة صناعية أو تركيب» كالونات طبية»، إضافة إلى شغل الدفاتر والورديات، وأكدت أنها تتعامل مع الطفل كأنه طفلها، لأنه لا يسمح لأمه بالدخول داخل الحضانات. وأضافت منى ضاحى - ممرضة بالمستشفى - أن أجهزة التنفس منفصلة عن الحضانات، مشيرة إلى أنه يتم بالفعل دفع 100 جنيه كل 5 أيام للمستشفى، موضحة أن رضاعة الطفل تكون كل ثلاث ساعات، وعلبة اللبن قد تكفى يومين أو ثلاثة، وأشارت إلى أن هناك 3 أجهزة علاج مكثف لمرض الصفراء، و8 أجهزة تنفس صناعي، و7 أجهزة أكسجين، و2 جهاز تدفئة الربو. وفى لقائنا بمدير عام مستشفى أحمد ماهر التعليمى الدكتور محمد فوزي، أكد أن هناك عجزًا شديدًا فى عدد الممرضات فى المستشفى خاصة وفى تمريض الحضانات بصفة خاصة، حتى يكون هناك ممرض لكل حضانة، موضحاً أن عدد الممرضات فى الحضانات 10 فقط، وكان يجب ألا يقل العدد عن 30 ممرضة، لأن زيادة عدد الممرضات قد تزيد من أعداد الحضانات الموجودة فى المستشفى. وأضاف «فوزي» أن التجهيزات الطبية متوفرة داخل المستشفى، ولكن بعض الأدوية غير متوفرة للأطفال الموجودين بالحضانات مثل دواء نمو الرئة للحالات التى لديها صعوبة فى التنفس، مشيراً إلى أن هناك إجراءات لضمه للتأمين الصحى خلال الفترة المقبلة فى المستشفيات لأن سعره يصل إلى 3 آلاف جنيه. وأشار إلى أن عدد الحالات الموجودة فى المستشفى 10 حالات فى 10 حضانات موجودة، وفى حال توافد حالات جديدة تحول إلى الرقم الساخن 137 والطوارئ بوزارة الصحة لتدلهم على المستشفيات التى تتوافر بها أماكن، منوهاً إلى أن متوسط عمر الحالات داخل الحضانات 10 أيام.