توقع المعارض الليبي محمد فايز جبريل أن يتمكن الثوار في بلاده من حسم المعركة ضد كتائب العقيد معمر القذافي خلال أسبوع، وشدد جبريل في حوار اختص به «روزاليوسف» علي استعداد المجلس الوطني الانتقالي للتحالف مع أي دولة لتحقيق أهداف الثورة الليبية، مشيدًا بالموقف المصري منتقدا في ذات الوقت السعودية التي قال إنها تعادي الثورة الليبية. ووصف جبريل العقيد القذافي بأنه جزار يقتل شعبه وأشار إلي أن ليبيا لن تتحول إلي عراق جديد مبديا التزام المجلس الوطني بتنفيذ عقود النفط المبرمة قبل الثورة. • ما حقيقة الموقف العسكري الراهن في ضوء نجاح كتائب القذافي في استعادة بعض المناطق؟ وهل يعد هذا انتكاسة للثوار؟ - ليس صحيحا استعادة كتائب القذافي لبعض المناطق وهذه الأقاويل ليست سوي وسيلة لرفع المعنويات وهذه الكتائب لا تسير وفق خطة أو هدف معين ولو عرفت حقيقة الموقف لعرض أفرادها الاستسلام أما بالنسبة للثوار فكان انسحابهم من رأس لانوف وبعض المدن بعد السيطرة عليها تكتيكيا نظرا لضعف تسلحهم إذا ما قورنوا بكتائب القذافي وقتها. • هل يعني هذا أن معركة الحسم قاربت علي النهاية؟ - بالفعل فمن المتوقع أن تنضم قوات القذافي للثوار في النهاية لأنها أصبحت تفتقد الوقود اللازم للعربات العسكرية وأتوقع أن يتم حسم المعركة خلال أسبوع. • لكن بعض المحللين يقول إن تدخل الغرب في ليبيا يهدف إلي السيطرة علي البترول.. ما تعليقك؟ - هذا ليس صحيحا فنحن ملتزمون بتنفيذ عقودنا مع الدول التي أبرمت معنا عقودا لإمدادها بالنفط فضلا عن أن إنتاج ليبيا لا يتعدي مليونا ونصف المليون وهو إنتاج ضعيف إذا قورن بإنتاج السعودية علي سبيل المثال ونظرا لأن الغرب يمتلك التكنولوجيا والتقدم وهي أشياء غير موجودة لدي العرب فكان لابد من الاستعانة بهم للحصول علي حريتنا وللأسف فإن العالم العربي يحاول دائما أن يصور الغرب علي أنه مجرد من الأخلاق وهذا غير صحيح فالغرب يستضيف آلاف اللاجئين السياسيين المضطهدين في بلادهم فضلا عن وجود عقدة المؤامرة لدي العالم العربي منذ انهيار الامبراطورية العثمانية التي كانوا تبعا لها ثم خذلوها أثناء الحرب العالمية الأولي واكتشفوا في النهاية أنهم وقعوا ضحية خديعة الغرب ولكننا الآن ليست لدينا تلك العقدة فلقد حاربنا النازية والفاشية والآن نتحالف مع أي دولة بدون عقد سابق ما دام هذا يحقق مصالحنا وبعض المحللين يقولون ذلك من باب الخوف من أن تتحول ليبيا إلي عراق ثانية من أجل الاستيلاء علي البترول وهو الأمر الذي لن يحدث لأن الشعب الليبي متماسك وليست به صراعات طائفية وعرقية كما يحدث في العراق. • ألا تري أن التحالف الغربي خالف قرار مجلس الأمن الداعي لفرض حظر جوي دون التدخل لصالح طرف ضد الآخر؟ - هذا ليس صحيحا فقرار مجلس الأمن يهدف إلي حماية المدنيين وتوفير ما من شأنه نصرة الشعب الليبي. • هل تري أن الرأي العام العربي تعاطف مع القذافي بعد التدخل الغربي في ليبيا ووفاة أحد أبنائه وأحفاده؟ - الرأي العام العربي لم ولن يتعاطف مع جزار يقتل شعبه بالقوات العسكرية المنوط بها حماية هذا الشعب فالرأي العام العربي والمصري خاصة كانت له مواقف مشرفة للتعاطف والمشاركة مع الشعب الليبي فقد وجدنا مصريين في مسيرات إلي الجامعة العربية والسفارة الليبية للمطالبة برحيل القذافي وهذا ليس غريبا علي الشعب المصري ولكن الغريب هو موقف الرأي العام لشعب شمال إفريقيا لأنه يقف موقف المتفرج وعندما سيشاركونا ثورتنا حتي إن كانت عن بعد فإننا سوف نحترمه وكل ما يعنيني حاليا هو الشعب الليبي. • هل تري أن انتصار الثوار سوف يكرس لعلاقات جديدة بين ليبيا والعالم العربي والغربي؟ - أي شعب عندما يمتلك إرادته فإنه يقيم علاقات مع الشعوب من واقع المصالح والجغرافيا والتاريخ وبالفعل فنحن نري الثوار الليبيين والمجلس الانتقالي الليبي الآن يشكل وزراءه الذين بالفعل قاموا بزيارة أكثر من دولة عربية وأولها مصر التي رحبت به وإيطاليا وفرنسا ولكن للأسف من الدول المعادية للثورة الليبية والثورات العربية عامة هي دولة السعودية التي رفضت استضافة المجلس الانتقالي أو أحد أفراده بل رفضت مروره عبر مجالها الجوي متجهاً إلي قطر. • كيف تري موقف جامعة الدول العربية؟ - موقف جامعة الدول العربية معروف تجاه جميع القضايا فهي تكتفي بالشجب والإدانة خلال اجتماعات شكلية ولا تنفذ أي شيء علي أرض الواقع فهي لا تستطيع أن تقوم بالعمل المنوط بها مثل حماية الدول العربية التي تتعرض لاعتداءات أو أن تحمي الشعوب من الطغاة الذين يحكمونها ولا تستطيع أن تمنع المذابح اليومية التي تحدث في ليبيا وسوريا واليمن فهي لم تدعم الثورات العربية والأدعي أن تنحل.