أحدث مسلسل «حارة اليهود» العديد من الانتقادات خلال الفترة الماضية، والتى ظهرت فى بيانات السفارة الإسرائيلية التى انتقدته فضلا عن انتقاد رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر للعمل، وفى نفس الوقت حقق العمل أصداء جيدة فى الشارع المصرى. من جانبه عبر الدكتور مدحت العدل مؤلف مسلسل «حارة اليهود» عن مدى سعادته بردود فعل الجمهور التى تلقاها حول العمل، والتى شاهدها من المقاهى فى الشوارع، حيث شاهد الجمهور وقت عرض العمل الكل يجلس لمشاهدة «حارة اليهود». وتابع قائلا: «مهما تحدثت عن كمية القنوات العربية والعالمية التى تتحدث لى هاتفيا يوميا، لم أكن أتخيل كم هذا النجاح وردود الفعل التى شاهدتها حول العمل». أما بخصوص السفارة الإسرائيلية أوضح قائلا: «أرى أنها كل يوم تقوم بإصدار بيانات، وأعتقد أن ذلك على حسب سير الأحداث فى كل حلقة من المسلسل». وعن تصريح أحد الكتاب الإسرائيليين المتشددين بمقاضاته لصناع مسلسل «حارة اليهود» فى المحكمة الدولية، وذلك فى حالة استمرار عرضه، علق مدحت العدل قائلا: «نحن جاهزون لأى قضايا من أى نوع، ولدينا محام دولى يمكنه الدفاع عن العمل». وأكد أن عزوفه عن الرد الفترة الماضية حول الهجوم على العمل من قبل البعض يعود إلى أنه قدم عملاً للمشاهدين كى يستمتعوا به، وهذا ما يعنيه، وأى مناقشات أيديولوجية أو غيره لن يتحدث فيها إلا عقب انتهاء المسلسل وذلك من خلال عمل ندوات لمناقشة العمل. وتابع قائلا: «لا يمكننى الرد على هذه الانتقادات لأن الرد الوحيد سيضر بالمسلسل، وبالتالى كنت أطالب من يريد انتقادى مشاهدة العمل كاملا أولا ثم مناقشتى فيه، وإذا لم يعجبك المسلسل يمكنك تغيير القناة وشاهد أى عمل درامى آخر». وكشف العدل عن أن هناك مكالمة تليفونية جاءت له وللمخرج ماندو العدل ليهودى مصرى مقيم فى كرواتيا، بكى خلالها وأخبره عن رغبته للعودة إلى مصر.. واستكمل حديثه: «الحمدلله حارة اليهود عمل ناجح ومكسر الدنيا، والجمهور سعيد جدا بالعمل، وهل أنا كمصرى أرفض مسلماً داعشى، يقوم بذبح الناس وأفضل مسيحياً مصرياً أو يهودياً مصرياً مسالماً ومحب لبلده، وهذا ما أظهرته فى المسلسل حيث وضعت نماذج لذلك ما بين ليلى هارون اليهودية المحبة لبلدها مصر وشقيقها موسى اليهودى الذى يخون بلده ويذهب لإسرائيل، وهناك مزيد من المفاجآت خلال الحلقات القادمة تشمل قضية التجسس لصالح إسرائيل وفضيحة لافون، وهذا ما يزعجنى بأن من ينتقدنى لا يستطيع الصبر لكى يشاهد ما يحتويه العمل من أحداث. وأشار: «وفى النهاية أرى أن الجدل حول المسلسل فى حد ذاته نجاح، خاصة فى ظل وجود أكثر من خمسين عملاً درامياً آخر، ولكن «حارة اليهود» المسلسل الوحيد الذى طوال الوقت الكل يتحدث عنه معنى ذلك أنه تتم مشاهدته بنسبة كبيرة، لما يتضمنه من مستوى عال دراميا وصورة مبهرة وديكورات مضبوطة، اما على المستوى العادى أرى أن الجمهور مشدود للشخصيات التى كتبتها والتى كلها من لحم ودم والعلاقات بينها، وهذا عملى ككاتب، أما أى أشياء ايديولوجية يتم انتقادى عليها يمكننى كتابتها فى مقالة وأظهر رأيى بها، وهذا ليس أساس العمل الدرامى. وكشف مدحت العدل عن أن كل المشاهد الخاصة بمنازل اليهود والمعبد اليهودى والصلاة الخاصة بهم استعان فيها بأحد الأشخاص من الطائفة اليهودية يدعى هانى وهو يهودى مصرى. وعلق العدل على بيان ماجدة هارون رئيس الطائفة اليهودية متسائلا: «يا استاذة ماجدة أنا احترمك واقدر تاريخك، لكن هل أنا اقدم فيلماً تسجيلياً عن حارة اليهود، بالتأكيد لا وإنما اقدم عملاً درامياً من تأليفى ولدى رؤية عنه، وليس عملاً تسجيلياً، ويكفينى فخرا أننى أول من اقدم اليهودى بدون تشويه كما كان يحدث من قبل بأن الشخص اليهودى اما «أخنف، أو بأتب» وغيره، لاننا لا ننسى أن ليلى مراد التى كنا نعشقها كانت فى الأصل يهودية، وحينما ننظر إلى مجلس إدارة بنك مصر عماد الاقتصاد المصرى رئيس كان طلعت حرب، والعضوان المنتدبان كانا قطاوى وشويرى وهما يهود. مؤكدا بأنه يستطيع ان يخرج بياناً كل يوم للرد على كل هذه الانتقادات، ولكنه يرى أن الأفضل ألا يرد كى لا يضيع مجهوده ويتعطل عن العمل خاصة أنه مازال لديه عشرة أيام تصوير من المسلسل. ومن جانبها تساءلت الناقدة ماجدة خير الله قائلة: «هل عيوب تكنيك، أو تفاصيل صغيرة، تجعلنا لا نقدم أعمالاً درامية بهذا الشكل الضخم لوجود عيوب صغيرة بهذا الشكل، بالتأكيد لا يجوز». وأضافت قائلة: «وجود أخطاء يقال عنها إنها أخطاء، لا تمنع من نجاح هذا العمل».. كما أشاد الناقد الفنى محمود قاسم بمسلسل «حارة اليهود» لاظهاره مدى حب الشعب المصرى لبعضه على الرغم من اختلاف الديانات سواء مسلم أو مسيحى أو يهودى.