«بكام الفانوس ده ياعم؟ ».. «150 جنيه».. «طيب لو هتصور معاه بس معاليك؟!».. هكذا دارالحوار بين شاب وأحد باعة الفوانيس فى حى السية زينب حيث أكبر تجمع لأسواق الفوانيس لينسف مقولة تدنى أسعار المنتج المصرى وغلاء أسعار الصينى .. فلازال «الصينى صينى» و«المصرى أصلى» يقبل على شرائه كل ذى عقل وذوق عال .. لكن العين بصيرة واليد قصيرة.. يقول عمر: جيت لأساعد صديقى على شراء فانوس هدية لخطيبته فى عامهما الأول ولأن معظم الفتيات يفضلن الشكل القديم للفوانيس ويعتبرونه الأصل اقترحت عليه شراءه من موطنه الأصلى بجوار السيدة زينب حيث الأسعار فى متناول اليد لكن صعقتنى أشكاله وأسعاره .. لا أحد ينكر أنها الأفضل والأرقى لكنها حالياً الأغلى. يحكى «فتحى» الذى بدأ العمل فى تجارة الفوانيس منذ 30 عامًا، عندما كان فى الثامنة من عمره، أن الفانوس الصاج هو أهم وأفضل الفوانيس المنتشرة فى الأسواق رغم انتشار الفوانيس البلاستيكية وارد الصين، مضيفاً : «الفانوس الصفيح تقليد قديم جداً من أيام الفاطميين، كانوا يصنعون الفانوس من النحاس وبداخله شمعة، وبعد ذلك أصبح يصنع من الصفيح والقصدير والزجاج الملون والألفوانية وهى بودرة اللحام الخاص بالفانوس، ويوضع داخله شمعة أو لمبة كهربية». عن صنايعى الفانوس يقول توفيق: «صنايعى الفانوس لازم يكون فنان لأنه بيشتغل باللحام مش بماكينة أو تعشيق أو استمبات، بيقص الصفيح والقصدير ويلحمهم بطريقة خاصة حوالين الزجاج الملون، كله شغل يدوي، فبيكون صنايعى محترف وماهر جداً»، مستطرداً: «لكنه بيشتغل بمزاجه، لما يكون مزاجه رايق يخلص الطلبية فى يومين، ولما يكون مزاجه سيئًا ممكن يفضل شهر كامل يشتغل»، مضيفاً أن ورشته تنتج ما يقرب من 20 ألف فانوس من الحجم الصغير الذى يضاء بالشمع ويصل سعر الفانوس إلى 5 جنيهات، أما الفانوس ذو الحجم الكبير فتنتج منه ورشته حوالى 2000 فانوس يتراوح سعره ما بين 60 و150 جنيهاً، والإقبال عليه هذا العام كبير جداً. «أصل الفانوس عاد من جديد وبقوة وأشكال لا تنافس».. هكذا بدأ إبراهيم حديثه عن أشكال الفوانيس المتعددة مؤكداً أنها تختلف عن العام الماضى بعيداً عن الشخصيات، فموضة الفانوس النحاس عادت من جديدة واصبح عليها اقبال عالى فى الشراء. وأسعارها هذا العام بها ارتفاع من سوق الجملة ذاته، حيث تبدأ من 10 الى 120 جنيهًا للفانوس الخشبى وهو الاحدث فى السوق.. أما النحاس فيبدأ من 100 إلى 150 من جملته.
