يظل فانوس رمضان رمزاً خاصاً بشهر رمضان ومصر هى أكثر الدول استخداماً للفانوس كتقليد فى شهر رمضان وانتقل هذا التقليد من جيل إلى جيل، ويعود هذا التقليد إلى العصر الفاطمى حيث كان الفانوس يصنع من النحاس وبداخله شمعه وبعد ذلك أصبح الفانوس يصنع من الصفيح والزجاج الملون. أما الآن فأغلب الفوانيس الحديثة من البلاستيك ولها أحجام وأشكال مختلفه وقد كان الأطفال فى العصر الماضى قبل انتشار الكهرباء يستمتعون بالفانوس وبالخروج به فى الشوارع بعد الإفطار. وعن أصل الفانوس فهناك العديد من القصص: إحدى هذه القصص أن الخليفة الفاطمى كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية يستطلع هلال شهر رمضان وكان الأطفال يخرجون معه ليضيؤوا له الطريق بالفوانيس ويغنوا أغانى رمضان، وهناك قصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضىء شوارع القاهرة طوال ليالى شهر رمضان فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تتم إضاءتها عن طريق شموع بداخلها، وهناك قصة ثالثة تقول إن الفانوس تقليد قبطى مرتبط بوقت الكريسماس حيث كان الناس يستخدمونه مع الشموع الملونة فى الاحتفال بالكريسماس. وفى هذا العام تحتفل الأسواق بقدوم شهر رمضان بطريقه تتماشى مع روح الثورة فنجد أن الفوانيس الصينية المستوردة تحمل أشكال الشخصيات المشهورة مثل «أبو تريكة» و «المفتش كرومبو» وهى تتربع على العرش. فقرر التجار كأحد أشكال التغيير بعد الثورة الاستغناء تدريجياً عن المنتج الصينى من الفوانيس واستغلال اسم الثورة فى الترويج لفوانيس رمضان فى هذا العام وقاموا بإدخال علم مصر إلى فوانيس رمضان وفوانيس أخرى تحمل أشكال الرشاشات والمدافع والدبابات. وظهرت فى محلات الفوانيس مجموعة كبيرة من الفوانيس أطلق عليها أسماء (فوانيس الثورة) و(25 يناير) و(فانوس الجيش) و(فانوس المدفع) و(التحرير) وكلها ملونة بألوان علم مصر وتحمل صور الشهداء وبعض صور المظاهرات هذا بجانب الفوانيس التقليدية مثل ( كرومبو، كلبوظه، الشحات، ابو تريكة) وأكد التجار أن فوانيس أعلام مصر والثورة هى الأكثر رواجاً أما الصينى هذا العام فشهد تراجعاً كبيراً مما يحمل التجار على بيع الفوانيس المصرية والفوانيس الصاج عن الصينى التى تتلف سريعاً وسعرها باهظ ونتيجة لقلة الاستيراد بسبب الانفلات الأمنى كان المعروض قليلاً مما ساعد على رجوع الاسعار. ويقول محمد ابراهيم إنه يتاجر فى الفوانيس المصرية ولا يفضل الفوانيس الصينى وأكد أن سعر الفانوس المصرى يبدأ من 5 إلى 250 جنيهاً وهناك فوانيس بداخلها شمعه ومنهم، فانوس عبد العزيز ب 5 جنيهات وفانوس الدلاية ب 10 جنيهات فانوس فاروق 15 جنيهاً وهناك أيضاً الفوانيس المصرية التى تعمل بالكهرباء ومنهم فانوس البرج الذى يبدأ سعره من 30 إلى 200 جنيه وفانوس شويبس ب 25 جنيهاً وفانوس تاج الملك ب 40 جنيهاً ويقول عادل عبد الله بائع فوانيس أبو تريكة وهو يحمل علم مصر فى يده اليمنى وأمامه كره وهناك فانوس الدبابة وعليه جندى جيش يحمل فانوساً صغيراً ويطلق أعيرة نارية ويغنى وحوى يا وحوى ويصل سعره إلى 50 جنيهاً وفانوس المركب، فانوس الثورة وفانوس الميدان ويبدأ من 5 جنيهات وفانوس التحرير ب 30 جنيهاً. وفانوس المدفع ب 35 جنيهاً وفانوس الدبابة ب 35 جنيهاً. ولقد جاء علم مصر ليشكل أهم سمات التغيير فى فانوس رمضان هذا العام كما أن الفانوس المصرى احتل مكانة أكبر من الفانوس الصينى وبشكل ملحوظ تجد أن ثورة يناير أحدثت تغييرا شاملاً فى شكل وصناعة فوانيس رمضان التى تلونت بعلم مصر وتزين بصور الشهداء وتجد روح الثورة مسيطرة على فوانيس هذا العام ولكن كانت شكوى التجار من عدم رواج سوق الفوانيس الرواج المنتظر حتى الآن. أما عن الفانوس المصرى فيقول الأسطى يونس إن الفانوس المصرى المصنوع من الصاج والزجاج الملون مازال موجوداً وصناعته ما زالت مزدهرة وفى تقدم مستمر رغم المنافسة من الفانوس الصينى ولكن المصرى هو الفائز نظراً لغلاء ثمن الصينى ولأنه يتلف سريعاً أما المصرى فسهل إصلاحه ولا يتلف سريعا ويبدأ سعره من 5 إلى 2000 جنيهاً وذلك حسب الحجم، وهناك أيضاً الفانوس الخشبى المتوافر بأشكال وأحجام متنوعه وهو مطعّم بالأركيت ويقول عنه (خالد نجار أرابيسك) إن الأقبال على الفانوس الخشبى كبير وأحجامه تتراوح من 35سم إلى 4م وأسعاره تبدأ من 35 إلى 1500 جنيه ويعمل بالكهرباء وله منظر جمالى رائع خاصة إذا كان مغطى ببعض التصميمات والأرابيسك. ويقول أحمد عزت أقدم صانع فوانيس فى منطقة تحت الربع إن الفانوس المصرى المصنوع من الصاج له أنواع كثيرة منها (صدام الحسين والبراميل، المقرنس والقدس) وكلها أحجام كبيرة يبدأ سعرها من 200 إلى 1300 جنيه ويقبل على شرائها أصحاب الخيم والمحلات أما الأحجام الصغيرة مثل الميدالية ، البطارية و على شكل طيور ويبدأ سعرها من 6 إلى 20 جنيهاً. ويقول محمد رضوان إن سوق الاستيراد هذا العام قل بسبب الثورة كما أن حركة البيع شبه متوقفة عن العام الماضى نظراً لارتفاع سعر الفانوس الصينى بشكل مبالغ فيه وأصبح الاقبال على شراء الفوانيس المصرية التى تحمل علم مصر وأضاف أن الفوانيس الصينى التى تعبر عن الثورة كمياتها محدودة بسبب الانفلات الأمنى ولا يوجد فى أغلب الأسواق إلا فوانيس صينى على شكل مدفع ومركب ودبابة والفوانيس المصرى التى تلون بعلم مصر. ويقول عبد الرحمن على صانع فوانيس إن السوق يشهد ركوداً وإقبالاً ضعيفاً المواطنين مما جعل التجار يرخصون الأسعار لأن كميات الفوانيس المعروضة قليله وأضاف أن هناك فوانيس صينية مستوردة باضاءة تتراوح سعرها من 20 إلى 100 جنيه والفوانيس المصرى بأحجام واشكال مختلفة لنحو 50 جنيهاً وهى مصنوعة من الصفيح والزجاج الملون. ويبدأ أحجامه من 15سم إلى 180سم والأكثر بيعاً هو المتوسط فى الحجم. ويصل سعره إلى 30 جنيهاً أما الأهالى فيقبلون على شراء الفوانيس كبيرة الحجم للزينه ويتراوح سعرها من 10 جنيهات إلى 300 جنيه وهذا العام تم تزيينه بعلم مصر والوانه الثلاثة ليعبر عن الثورة.