"وحوى يا وحوى" كلمات اعتدنا على تكرارها مع إقبال شهر رمضان المبارك، مستخدمين الفانوس الذي تتلألأ شوارع المحروسة به كمظهر أساسي للاحتفال بالشهر الكريم، والفانوس يعد علامة مميزة في التراث الشعبي المصري، وقد استطاع الفانوس المصري أن يستعيد جزء من رونقه بعد تطويره بأشكال مختلفة تجذب المشترى وبعد أن ظل الفانوس الصيني هو المتربع على عرش الفوانيس بأشكاله المختلفة على شكل ألعاب ورؤساء ومؤخراً على أشكال الجيش والرئيس السيسي، تدرج الفوانيس بدءا من الفانوس النحاس الذى تُوضع بداخله شمعة ثم الذى يُصنع من الصفيح والزجاج الملون، والآن يصنع من البلاستيك ويضاف إليه بطارية بها أغاني رمضانية كما هو الصيني. وتعد منطقة الحسين والجمالية والدرب الأحمر وشارع السد بالسيدة زينب أشهر المناطق في صناعة الفوانيس، وهناك تجد ورش الفوانيس والعمال الذين يجمعونها في أشكال مختلفة تجذب المشترى، حيث يبدأ في تصنيعها قبل شهر رمضان ببضعة أشهر، ثم البدء في بيعها بداية من شهر شعبان، فمن داخل أحدى ورش الفوانيس بحي الحسين يتواجد عبد النبي دسوقي، 40 عاماً، ورث المهنة عن والده، يجلس وأمامه مواد خام الفوانيس من "صاج، زجاج ملون بالطبعة، دمغ للزق ونار"، يستجمع ذكريات الفانوس المصري الفاطمي ويؤكد أنه في ظل رونقه عن الصيني، قائلا:" نحن أساس نشأة الفوانيس بداية من الدولة الفاطمية، ورثت المهنة عن أبى، ونقوم بتجميع الفانوس بعد شراء الصاج من بعض المصانع والزجاج ثم نقوم بتلوينه ووضع الأشكال عليه، حيث يبدأ الفانوس من مرحلة القص، ثم الكبس، والكربنة ثم اللحام في أشكال وأحجام مختلفة، تبدأ من 7 جنيه، وأنه يقوم بتصنيع من 20:25 فانوس في اليوم، مؤكداً أن الإقبال في تزايد عن المواسم السابقة، وأن المواطنين أصبحوا على وعى بالفانوس الصاج.
وأضاف بأن هناك بعض المشاكل التي تواجه الورش بداية من غلاء أسعار المواد الخام التي زادت بمعدل كبير عن السابق، وأن الصاج زاد 5 جنيه، والأزيز زاد الضعف ، وهذا أدى إلى إغلاق العديد من الورش لعد قدرتها على استيعاب غلاء الأسعار ورش تصنيع الفوانيس في مصر على وشك الانهيار والإفلاس بسبب عجزها عن منافسة الفانوس الصيني الذي يتميز بانخفاض الأسعار، وتعدد الأشكال والأحجام ، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأسماء التي تطلق على الفوانيس من "أبو دلاية، شمامة، بوتز، لوتس، برميل، إستيكر".
وعن الفانوس الصيني، أوضح بأن الفانوس الصيني كان يتصدر المشهد وأدى لتغيب الفانوس المصري، ولكن قمنا بتطوير أشكال الفانوس المصري لكى يتناسب مع العصر من خلال تطوير ألوانه، وتزويقه وتغير نقوشه، وتصدر اليدوي الفانوس الصيني.
ومن جانبه، قال كرم أحمد، أحد مصنعي الفوانيس بالورش، بأن الفانوس الصيني لعبة ولا يقارن بالفانوس اليدوي، وذهاب المواطنين لشرائه نظراً لقلة ثمنه ويجذب الأطفال، ما جعلنا نعمل على تطوير الفانوس الصاج وتزويقه بأشكال وألوان مختلفة، وبينما الفانوس الصيني الذى أغرق السوق العربية يعتمد على الشخصيات الكرتونية والسياسية، وتعمل معظمها بالريموت كونترول، تجد فوانيس البلاستيك على شكل الألعاب من فوانيس بطوط وكورومبو وميكي ماوس وبكار، والسيسي مؤخرا بسعر 65 جنيه، مع تزويده بعجلات وبطاريات ليتحرك ويصدر اصواتاً، وسعره يتراوح ما بين 10 و 60 جنيهاً، أما الفانوس المصري فيتراوح سعره بين 10 إلى 300 جنيه، بحسب الحجم والشكل وجودة التصنيع.
كما أشار إلى أن الفانوس المصري يستعيد قيمته بتطويره وإقبال المواطنين على شرائه كما هو ملاحظ الشراء على فوانيس النحاس والصاج الكبيرة لمليء الشوارع بها، مطالباً بضرورة تخفيض قيمة الخامات حتى لا يكون الفانوس المصري أغلى عن الصيني ويكون حسب إمكانيات المواطن.