عانى ضباط وأفراد الشرطة خلال السنوات الماضية فى مواجهة الإرهاب، ووقفوا جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة لإحباط مخططات حرق البلاد، ويكفى أن عدد شهداء الشرطة منذ يناير 2011 أكثر وأضعاف الضباط الذين استشهدوا وقت الاحتلال البريطانى على مصر حيث استشهد وقتها 60 من ضباط وأفراد الشرطة فى عمليات اشتباك مع الجنود البريطانيين حفاظا على البلاد بينما استشهد منذ ثورة 25 يناير حتى الآن 647 شهيدًا ما بين لواءات شرطة وعمداء وعقداء وأفراد شرطة وأمناء فى مواجهة مع الجماعة الإرهابية وتجار المخدرات والخارجين على القانون لكن كان النصيب الأكبر للشهداء فى مواجهة الإرهاب. وتقديرا لدور الشهداء قام رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى بتكريم أسر شهداء الداخلية بمناسبة «عيد الشرطة» وكان رئيس الجمهورية بمثابة الأب والأخ الأكبر لآباء الشهداء وزوجاتهم حيث استمع «السيسى» إلى بعض شكاوى عائلات الشهداء وكلف رئاسة الجمهورية بحلها فورا وفى موقف إنسانى يعبر عن صدق وحب القائد لشعبه قام السيسى بتقبيل رأس والدة الشهيد المقدم فادى سيف عندما همست والدته فى أذنه وقالت له ابنى راح فداك وفدى بلده وأنت لينا الأخ والسند والضهر ومن شدة تأثير الكلمات على رئيس الجمهورية قام بتقبيل رأس والدة الشهيد وقال لها أنا موجود ومكتبى مفتوح فى أى وقت لأسر الشهداء دون استثناء فبكت أم الشهيد من شدة فرحتها.. وهذا التقرير يستعرض شهداء الوطن من رجال الشرطة حسب طريقة الشهادة. ■ شهداء التفجيرات رغم سقوط 647شهيدًا للداخلية فإن طريقة استشهادهم ليست واحدة وكانت أكثرهم ألمًا لأسر الشهداء خاصة والشعب المصرى عامة هم شهداء التفجيرات التى لم تفرق بين قيادى كبير وبين ضابط صغير أو مجند حيث تناثرت أشلاء أجسادهم حماية للشعب المصرى وفداء لهم وقد استشهد العميد طارق المرجاوى رئيس مباحث قطاع غرب بمديرية أمن الجيزة أثناء انفجار قنبلة الجامعة الأولى حيث استهدفه الإرهابيون بقنبلة موقوتة وتم نصب كمين بالقنابل له حيث فجر الإرهابيون قنبلة أولى حتى يخرج الشهيد المرجاوى من مكتبه وبالفعل وقت الانفجار أسرع المرجاوى بصحبة اللواء الشهيد أيضا رءوف الصيرفى نائب مدير أمن الجيزة للاطمئنان على الضباط واستكشاف الانفجار لكن الاهاربيين فجروا القنبلة الثانية ليسقط المرجاوى شهيدًا لبلده فى المحاولة الثانية لاغتياله على يد الجماعة الإرهابية حيث نجا المرجاوى من محاولة الاغتيال الأولى عندما تم استهدافه بقنبلة أمام سينما رادوبيس وكان بجواره اللواء جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية، بينما اللواء الصيرفى يسقط مصابًا فاقدا للوعى من شده الانفجار ثم توفى ليلحق بزميله المرجاوى ويزيد اعداد الشهداء.. وفى تفجير قنبلة أخرى استهدفت المقدم محمد أبوسريع الشاهد الرئيسى فى قضيه «الهروب الكبير» والمتهم فيها محمد مرسى وأعضاء مكتب الإرشاد أمام وزارة الخارجية والذى تم نقله إلى إدارة الأندية بوزارة الداخلية كما استشهد المقدم خالد سعفان من قوة مديرية أمن القاهرة متأثرا بإصابته ووقوع إصابات فى صفوف رجال الشرطة المعينين فى المنطقة لتتخلص الجماعة الإرهابية من كابوس اسمه شهادة محمد أبوسريع. كما استشهد العقيد أحمد أمين عشماوى، خبير المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة أثناء محاولته إبطال مفعول قنبلة فى شارع الأهرام بمحيط قصر الاتحادية حيث انفجرت فى وجهه وسقط غريقا فى دمائه وسط صراخ المواطنين. كما استشهد 11 مجند شرطة وضابطا برتبة نقيب فى انفجار قنبلة زرعها الإرهابيون فى مدرعة الشرطة أثناء سيرها بمنطقة رفح وشيعت جنازتهم فى موكب عسكرى وسط دموع أمهات الشهداء وزملائهم، كما استهدفت الجماعة الإرهابية الرائد محمد جمال من قوة مرور الإدارة العامة لمرور الجيزة حيث استهدفه الإرهابيون أثناء جلوسه فى «كشك» المرور بميدان لبنان وألقوا عليه قنبلة انفجرت فى جسده وتناثرت الدماء فى المكان بأكمله واستشهد جمال فى وقتها وسط تظاهرات من المواطنين مرددين «لا إله إلا الله الإخوان أعداء الله». وفى مأساة إنسانية لن ينساه قيادات أمن الجيزة استشهد النقيب ضياء فتحى فتوح من قوة الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة أثناء محاولة إبطال مفعول قنبلة زرعها الإرهابيون بجوار قسم شرطة الطالبية محطة تموين الوقود لإحداث كارثة إنسانية إلا أن الضابط الشهيد تقدم بكل جرأة وابتسم حينما قال له عامل محطة الوقود «خد بالك يا باشا» فرد عليه قائلا «تحيا مصر» ثم ردد الشهادتين وحاول إبطال مفعول القنبلة إلا أنها انفجرت فى وجهه وتناثرت أشلاؤه وتمزقت ذراعاه من شدة الانفجار. كما استشهد الشرطى أشرف فتح الله سعدى أحمد أثناء تواجده بالخدمة إثر انفجار عبوة ناسفة بدائرة قسم الدقى بمحافظة الجيزة واستشهد بإصابته «توماس قصدى فكرى» عجايبى بسبب سيارة مفخخة حال اقترابها من الحواجز الخرسانية التأمينية المواجهة لمبنى المديرية ما أدى إلى استشهاده. ■ الاغتيالات بالرصاص والأسلحة لم تكتف الجماعة الإرهابية وتنظميها بالانتقام من ضباط الداخلية بسبب تأييدهم وحمايتهم ووقوفهم بجوار الشعب فى ثورة 30 يونيو، ضد طغيانهم وإرهابهم عن طريق القنابل بل قاموا بعمليات مسلحة ضد قيادات الداخلية وضباطها، واستشهد الكثير منهم بينما نجا منهم أيضا القليل. ففى منطقة عين شمس تربص مجموعة مسلحه تنتمى للجماعة الارهابية بالعقيد وائل طاحون مفتش الامن العام وامطروه بوابل من الاعيرة النارية واستشهد طاحون وسط دموع اسرته وزملائه الذين اكدوا انه قدوة للضابط المنضبط والماهر وقد اقتصت وزارة الداخلية من قاتل الشهيد طاحون وقتلته فى منطقة جبلية فى التجمع الخامس ويدعى اسلام عطيتو طالب الهندسة. أبرز الناجين من التنظيم الإرهابى رغم سقوط شهداء غدرًا، على أيدى الإرهابيين الإخوان، فإن هناك قيادات كُتب لها عُمرٌ جديد، كان أبرزهم... وزير الداخلية السابق، محمد إبراهيم، عندما تم استهدافه، بسيارة مفخخة، فى محاولة فاشلة لاغتياله، وتحطمت السيارة، المدرعة ماركة «نيسان» التى كان يستقلها وزير الداخلية، من شدة التفجير ولأنها مجهزة، ضد القنابل، والرصاص، نجا محمد إبراهيم من الاغتيال. كما نجا أيضا الرائد محمد العشرى، معاون مباحث قسم شرطة الطالبية، من محاولة اغتيال أمام منزله، حيث أطلق 3 أشخاص النيران عليه.. وبكل جرأة رد العشرى عليهم بالرصاص، من سلاحه الميرى.. ففروا هاربين، وسقط هو فى بركة، من الدماء، مصابا ب3 طلقات، وتم نقله لمستشفى الشرطة، وإنقاذه من الموت المحقق. ما زال قطار شهداء الداخلية يسير لحماية الوطن والشعب المصرى، لكنه يسير فى صمت، دون احتجاجات، أو أى مطالب لضباطه، الذين يقضون الأسابيع، بعيدا عن أسرهم، ودون أى اعتصامات، أو مطالب فئوية. من جانبه.. أكد العميد أيمن حلمى، وكيل الإدارة العامة للإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية، أن الوزارة عازمة على اقتلاع الإرهاب، وحماية الشعب المصرى، وإن شهداء الداخلية فداءٌ للوطن، وسوف نعمل ضد الإرهاب، بكل جهد، ولن نخشى إرهاب التنظيم، وقنابله وأسلحته.