«البريد» يشعل المنافسة على كعكة الودائع العائلية

قال خبراء مصرفيون إن البريد أصبح منافسًا قويًا للبنوك فى الاستحواذ على ودائع القطاع العائلى التى تمثل مدخرات الافراد بمختلف الفئات ومنهم محدود الدخل واصحاب المعاشات وحسابات الورثة والأرامل وغيرهم وهى شريحة ضخمة لا يستهان بها وتمثل اكثر من 60% من عدد المتعاملين مع الجهاز المصرفى.
ولفت الخبراء إلى أن ما يميز الاقبال الواسع من المودعين على الادخار لدى هيئة البريد اعتمادها على قاعدة ضخمة من الفروع بجميع انحاء الجمهورية حتى القرى والنجوع وهو ما تعجز عن تحقيقه جميع البنوك العاملة فى السوق لقصور الفروع لديها أو لارتفاع تكلفة انشاء فروع جديدة لها تنافس البريد.
وأكد د. مجدى عبد الفتاح المستشار المصرفى أن هناك نسبة لا يستهان بها تفضل الادخار فى البريد حيث يضع فائدة مرتفعة،فضلا عن قاعدة ضخمة من الفروع الى جانب سهولة التعامل.
وأكد ضرورة قيام البنوك بإصدار حزمة من المنتجات ومزايا تناسب هذه الشرائح من العملاء لجذب مدخراتها، مشيرا الى انه لا يزال هناك تحديات تتعلق بتوظيف السيولة لدى الجهاز المصرفى فحجم الودائع بلغ 1.5 تريليون جنيه يتم توظيف 60 % منها فقط لتمويل المشروعات والتسهيلات الائتمانية المتعددة وفى أدوات الدين المحلى من اذون خزانة وسندات بينما تمثل النسبة المتبقية سيولة راكدة لدى البنوك.
وقال محمد بدرة الخبير المصرفى وعضو مجلس ادارة لدى احد البنوك العامة إن الهيئة القومية للبريد تمتلك 2700 مكتب على مستوى جميع المحافظات والقرى والنجوع وبالتالى هى منافس قوى لجذب ودائع القطاع العائلى.
وأضاف أن ضعف الوعى لدى المواطنين وراء تراجع نسبة المتعاملين مع البنوك، حيث يصل عدد الحسابات لدى البنوك نحو 10 ملايين حساب وهى تمثل نسبة 10 % من السكان مما يعنى أن هناك خللا ما مؤكدا ان قرار وزير المالية بميكنة اجور الموظفين وصرفها عبر البنوك الأمر الذى سوف يضاف من الحسابات البنكية لتصل الى 17 مليون حساب على اعتبار ان لدينا 7 ملايين موظف.
وأشار إلى أن هناك مبادرات اتخذها البنك المركزى مؤخرا سوف تشجع بدورها على زيادة معدلات الايداع والادخار لدى البنوك ومنها خفض رأس المال المطلوب لإنشاء فروع للبنوك لدى الوجه القبلى بمعدل مليون جنيه و2 مليون جنيه للوجه البحرى وهو ما سوف يؤدى لمزيد من التوسع الجغرافى للبنوك وانتشارها والوصول الى شرائح اكبر من المدخرين.