منافسة شرسة تشهدها السوق المصرفية بين الهيئة القومية للبريد والبنوك لجذب مدخرات القطاع العائلي الذي يمثل ودائع الافراد بمختلف الفئات ومنهم اصحاب المعاشات وحسابات الورثة والارامل وغيرهم وهي شريحة ضخمة لا يستهان بها وتمثل اكثر من 60% من اجمالي ودائع الجهاز المصرفي وسط حالة من الاستياء تسود بين مودعي البنوك لتدني اسعار الفائدة والتي تتراوح ما بين 6-7% مقارنة بسعر الفائدة 9% بهيئة البريد. أكد المصرفيون ان الفترة القادمة سوف تشهد اجراء سحوبات من قبل العملاء واتجاههم لادوات تحقق عائدًا مرتفعًا كالادخار في البريد لاسيما وان البريد قد حقق معدلات نمو مرتفعة وبلغ اجمالي الودائع لديه 80 مليار جنيه حسب مصادر بالهيئة مدعوما بقاعدة ضخمة من الفروع تشمل مختلف انحاء الجمهورية من القري والنجوع وهو ما تعجز عن تحقيقه كافة البنوك العاملة في السوق لقصور الفروع لديها أو لارتفاع تكلفة انشاء فروع جديدة لها اضافة لتطوير البريد لكافة فروعه واستخدام ماكينات ATM وميكنة كافة الاعمال المالية وفقا لاحدث الانظمة العالمية SAP والتي شملت نظم الاعمال المؤسسية ERP، واعمال صندوق التوفير حسب المصادر، مما سوف يشعل المنافسة ويدفع البنوك لتقديم منتجات مصرفية جديدة وحوافز لجذب ودائع العملاء والحد من هروبها الي مصلحة البريد. أكدت بسنت فهمي المستشار المصرفي لبنك البركة- مصر أن الهيئة القومية للبريد باتت تقوم بدور مماثل ومنافس للبنوك في تقديم بعض الخدمات المالية واجتذاب شريحة ضخمة من العملاء سواء من غير المتعاملين مع القطاع المصرفي أو من يقومون باجراء سحوبات لودائعهم من البنوك وتحويلها الي هيئة البريد سعيا وراء العائد المرتفع حيث يمنح البريد سعر فائدة مرتفعًا علي الارصدة الدائنة يبلغ 9% وتفوق البنوك بمعدل 2.5% والتي تمنح فائدة تتراوح بين 6-7% علي الودائع قصيرة الاجل. واضافت ان ما يدعم تواجد هيئة البريد كمنافس قوي داخل السوق المصرفية اعتماده علي قاعدة ضخمة من الفروع بجميع انحاء الجمهورية وداخل القري والنجوع والتي يصعب علي كافة البنوك العاملة بالسوق التواجد بها للقصور في عدد الفروع أو للتكلفة المرتفعة التي يتطلبها انشاء فرع جديد للبنك الي جانب التوسع في طرح البطاقات الائتمانية وتوفير ماكينات الصراف الالي ATM في معظم الفروع اضافة الي القيام بانشطة جديدة تشجع علي الادخار وجذب مدخرات قطاع عريض من العملاء. ويتفق معها مجدي عبد الفتاح مستشار قطاع الاوراق المالية لدي احد البنوك ان هناك حالة من الاستياء بين مودعي البنوك ناجمة عن تدني اسعار الفائدة تماشيا مع التخفيضات التي اجراها البنك المركزي علي اسعار الفائدة خلال الفترة الماضية مشيرا الي ان نسبة كبيرة من المودعين يعتمدون علي الفائدة بشكل اساسي في تيسير امورهم المعيشية.. ويختلف معهم محمد بدرة المدير الاقليمي لبنك المشرق سابقًا قائلا ان هيئة البريد لديها قاعدة كبيرة من العملاء يتم تصنيفهم فئات B.D وهي الطبقات ذات الدخل المحدود موضحا ان عملاء البنوك لن يقوموا بسحب ودائعهم والعملاء الجدد وادخارها في البريد لتحصيل سعر فائدة مرتفع نظرا لان احتساب الفائدة بالبريد يتم علي ادني رصيد كل 3 شهور اضافة الي نوع الخدمة ومستواها الذي يتناسب وهذه الفئات من العملاء علي خلاف ما تقوم به البنوك من حساب سعر الفائدة علي ادني رصيد شهري مما يعوض فارق اسعار الفائدة للايداع بين البنوك والهيئة القومية للبريد.