«90 دقيقة» ل«أبوالفتوح»: قرفنا منكم

يبقى الذيل الأخير لجماعة الإخوان المسلمين حرا طليقا يبث سمومه للرأى العام، متظاهرا بوطنيته الزائفة، إلا أن تصريحاته جعلت منه «محروقا» إعلاميا، فكثرة تضارب الرؤى ووجهات النظر التى اشتهر بها، أفقدته الجزء المتبقى له من المؤيدين، ليصبح رصيده الجماهيرى «صفرًا» بلا منازع، وهو ما أضفى عليه تطرفا فوق تطرفه، فعندما شعر أن «سجاد» النفوذ السياسى ينسحب من أسفل قدميه، انتهج أسلوب الهجوم لمحاولة اكتساب التأييد الشعبى مرة أخرى، لكن الفشل كان مصيره المحتوم رغم تعدد المحاولات التى كان آخرها تصريحات تضمنت هجومه على رئيس الجمهورية والحكومة، مهددًا بقيام ثورة ثالثة.
أثارت تلك التصريحات الصادرة عن القيادى الإخوانى السابق الدكتور «عبدالمنعم أبوالفتوح» غضب الكثيرين، وهو ما ترتب عليه تقدم الدكتور سمير صبرى المحامى بالنقض ببلاغ ضده أمام نيابة أمن الدولة العليا لتحريضه على قلب نظام الحكم، مؤكدا أن أبوالفتوح جميع تصريحاته تحمل رسائل تهديد واضحة للحكومة والرئيس عبدالفتاح السيسى بما يضعه فى خانة المساءلة القانونية.
وكان «أبوالفتوح» قد أدلى بتصريحات خلال حواره لصحيفة المونيتور الأمريكية زعم فيها أن الحكومة لا تريد انتخابات برلمانية وتعصف بالمعارضين، فى إشارة إلى موقفه الصريح المتواطئ مع الإرهاب، مدعيا أن «الجيش» هو الحاكم الفعلى للبلاد، وهو ما دفع الإعلامى محمد مصطفى شردى إلى الهجوم عليه خلال برنامجه «90 دقيقة» المذاع على قناة «المحور» قائلاً: «لماذا تهاجم السيسى فى حوارك لصحيفة المونيتور الأمريكية وتقول إن المصريين هيعملوا ثورة إذا استمرت الديكتاتورية.. لماذا تهتم بالحوارات التى تدين الإدارة المصرية وفى هذا التوقيت تحديدا؟! كفاية يا أخى احنا قرفنا منكم جدا».
ونلاحظ هنا حرص الإعلام الغربى على الاصطياد فى الماء العكر خاصة فى تلك الفترة الحرجة التى تمر بها مصر قبيل المؤتمر الاقتصادى عن طريق استضافتها القيادى الإخوانى رئيس حزب «مصر القوية» وترك المجال له للخوض فى الدولة ورئيسها وحكومتها محاولا لفت الانتباه إلى أن مصر لا تنعم بالديمقراطية وغيرها من الإساءات التى يتوهم أنها قد تؤثر سلبا على الحالة السياسية فى مصر حاليا.