يواجه اتحاد كرة القدم ثلاث أزمات فى غاية الصعوبة خلال التفاوض الرسمى مع المدير الفنى الفرنسى لمنتخب كوت ديفوار هيرفى رينار الذى تفوق على أقرانه من المدربين جورج ليكينز وأولى شتيلكه ووفرانك ريكارد وآلان جيريس خلال مرحلة تصفية الأسماء المطروحة على مائدة الجبلاية. وتتلخص أولى الأزمات فى إفلاس خزينة اتحاد الكرة والتى دفعت جمال علام رئيس الاتحاد للتسول وطلب مساعدة رجال الأعمال أملا فى المساهمة فى راتب المدير الفنى الأجنبى الجديد لكن باءت جميع الاتصالات والمحاولات بالفشل التام حيث تسبب العجز المالى فى تأخير إعلان اسم المدرب الجديد للفراعنة طوال هذه المدة وتحديدا منذ استبعاد شوقى غريب من المهمة بعد اخفاقه فى التأهل إلى نهائيات الأمم الإفريقية الأخيرة. أما عن ثانى الأزمات فتتلخص فى تمسك الاتحاد الإيفوارى بمدربه الشاب حتى يونيو 2016 موعد انتهاء عقده بشكل رسمى على الرغم من وجود شرط جزائى بقيمة 100 ألف يورو يحق لرينار دفعها والخلاص من عقده مع الأفيال الا أنهم أبدوا تمسكًا شديدًا به بل وبدأوا فى مفاتحته بشأن التجديد لفترة أخرى مقبلة لكن رينار رفض لرغبته فى خوض تجربة جديدة مع منتخب إفريقى آخر بعد أن دخل تاريخ القارة السمراء من أوسع أبوابه بحصوله على نسختين للأمم مع منتخبين مختلفين زامبيا 2012 وكوت ديفوار 2015 ويرى أن العمل مع منتخب مصر قد يزيده بطولات وألقابا لسابق اقتناص الفراعنة سبع نسخ فى رقم قياسى يصعب تكراره. أما ثالث الأزمات فخاص بحالة التوهج والتألق اللافت للنظر والذى يعيشه هيرفى رينار هذه الأيام الأمر الذى صب فى ترشيحه على موائد كبار المنتخبات والأندية العربية آخرها من الهلال السعودى الذى رشحه بقوة لخلافة الرومانى لورينت ريجيكامف ليضع النادى السعودى مزيداً من الصعوبات أمام مفاوضات اتحاد الكرة الذى بدأ يتحرك متأخرًا بسبب غموض موقف مسابقة الدورى العام وعدم توافر سيولة مالية فضلا عن بعض الخلافات القائمة داخل اجتماعات الجبلاية فى هذا الخصوص. النادى السعودى ينوى خلال ساعات الدخول فى مفاوضات مع رينار لكونه أحد أبرز المدربين على الساحة من ناحية وعدم مبالغته فى الطلبات المادية من ناحية أخرى حيث يتقاضى حاليًا مع كوت ديفوار 35 ألف يورو و15 ألف يورو لمساعديه شهريًا بالإضافة إلى 100 ألف يورو قيمة الشرط الجزائى فى عقده حال اقدامه على الفسخ قبل الموعد المحدد يونيو 2016 وهو ما يستطيع النادى السعودى تقديمه بسهوله مع عرض أضعافه أيضًا. يأتى هذا تزامنًا مع حالة تراخ مسيطرة على مسئولى الجبلاية فى حسم المفاوضات واستغلال ترحيب رينار نفسه بالمفاوضات حيث سبق أن عرض المدرب الشاب موافقته لوسائل الاعلام دون أن يفاوضه أحد مما يدل على ترحيبه الشديد ورغبته فى خوض التجربة دون النظر لوضع الأمور المادية على قمة أولوياته لكن يظل هناك حاجز يصعب التنازل عنه بعد أن بات رينار من المصنفين والمطلوبين داخل وخارج القارة السمراء وهو ما يدفعه لرفع سعره من 35 إلى 60 ألف يورو مع زيادة راتب العاملين معه من 15 إلى 25 ألف يورو ليصل المجموع إلى 85 ألف يورو بخلاف ما سيتقاضاه الطاقم المصرى المساعد له. اتحاد الكرة يعيش حالة من التخبط قد تطيح بأحلامه فى جلب رينار لمنتخب الفراعنة بعد أن اسند المهمة لعضو مجلس الادارة مجدى المتناوى خلال اجتماع الاحد الماضى للتفاوض بشكل مباشر حول الأمور المادية وعمل تقرير شامل قبل اجتماع الغد الخميس المنتظر فيه دراسة آخر واحدث المستجدات التى وصل لها المتناوى مع رينار دون ان يحسم مسئولو الجبلاية منصب المدير الفنى لاتحاد الكرة حتى الآن والمقرر له المشاركة فى عملية التفاوض والاختيار رغم التأكيد أن الأقرب للمنصب محمود سعد لكن يبدو أن الخلافات والمشاكل بين الأعضاء تربك وتعقد الحسابات ومنها افتعال حمادة المصرى عضو مجلس الإدارة ازمة لتأجيل الاتجاه الى المدير الفنى الأجنبى بدعوى عدم وجود ارتباطات دولية فى الوقت الحالى ويراهن المصرى فى ذلك على تعثر الاتجاه الى المدرب الاجنبى بشكل عام أملا فى اسناد المهمة لصديقه حسام البدرى المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى وتصعيده للفريق الأول رغم سابق رفض الفكرة أكثر من مرة بسبب ارتباط المنتخب الاوليمبى بتصفيات أولمبياد ريو دى جانيرو 2016. من بين الأمور المعقدة التى تنتظر الحل خلال اجتماع اتحاد الكرة برئاسة جمال علام غدا الخميس حسم مسابقة عودة الدورى العام حيث سيضع الاتحاد خريطة الطريق بشأن عودة الدورى بعد اجتماع مجلس الوزراء اليوم الاربعاء والذى سيصدر قرار عودته بشكل رسمى رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب. وكان اتحاد الكرة قد أجل اختيار المدير الفنى لحين معرفة ما إذا كانت مسابقة الدورى العام ستعود مرة أخرى أم سيتم إلغاؤها لعدم تكرار ما حدث فى التعاقد مع برادلى المدير الفنى الأمريكى السابق للمنتخب.