مباراة كرة قدم بين الزمالك وبين الفريق التونسي، تتحول قبل انتهائها بعدة دقائق إلي أحداث شغب، وكأنها أصبحت مباراة أخري تحمل رسائل من النظام السابق للشعب المصري الذي حصل علي حريته بعد الثورة، وساهم في ذلك الغياب الآمني الكامل، وتخوف رجال الشرطة من التعرض للشعب هذا ما قاله المثقفون حول المباراة. قال الأديب جمال الغيطاني: لم أصدق ما رأيته، ففي مباريات كرة القدم، الانفعال معتاد من المتنافسين، لكن ما حدث كان مفاجأة بالنسبة لنا كمشاهدين، رغم أنه لم يكن مفاجأة من قبل المدبرين الذين حملوا أسلحتهم داخل الملعب وينتظرون الوقت المحدد، لقد أصابتني حالة من الذهول، هل هذه مباراة كرة قدم، أم مباراة هدفها إثبات شيء آخر، لا أحد له مصالح في أحداث الشغب والبلطجة في الشارع المصري إلا النظام السابق، وأعضاء الحزب الوطني بكل فلوله، الذين يدفعون للمأجورين لإحداث مثل هذه الافتعالات، بالإضافة إلي أن تأخر محاكمة رموز الفساد غير المبرر سبب في البلطجة، فالحزب الوطني لم يحل إلي الآن، وأيضا الشرطة أصبح لديها عقدة من التعامل مع الشعب، ولا تريد التعرض لأي مخالفات خوفا من الانتقاد أو المحاكمات، وهذا يعطي فرصة بل فرصًا كثيرة لمزيد من الأحداث، ومن دبر هذه الموقعة يعرف أن التقصير الأمني مستمر. إبراهيم أصلان: ما حدث في المباراة غير معهود في أي مباراة كرة قدم.. تعصب كروي، شكل همجي وغريب وأشخاص تجري وتكسر الملعب وغير مفهوم ماذا يحدث هل من أجل هدف؟ يحدث إرهاب لم أتخلص من إحساسي أن ما جري من فوضي لا يتصل بأخلاقيات الرياضية كان أمام الزمالك فرصة للمكسب، فما الداعي لأحداث الشغب وحتي إذا حدث وفاز فريق لم نصل إلي هذا الحدث كيف دخل هذا الجمهور بالأسلحة والمطواة وأدوات البلطجة، هذا يعني أن الفعل مقصود ومحدد مسبقًا، فلم نعتد من جمهور الكرة أن يحمل أسلحة بيضاء. فما حدث لا يخرج عن أساليب البلطجة المعتادة من النظام السابق، فهي عملية مدبرة، والدليل أنه كانت هناك مباراة أخري بعدها لم تشهد مثل ما حدث، ولا يليق أن نقول أن من فعل هذا هم مصريون، فأحداث التخريب بدأت تزيد والقصور الأمني واضح، فأين الإجراءات الأمنية المعتادة في المباريات الكبيرة غياب الأمن وقصوره وكسوره ليس له مبرر، الشارع المصري ينقصه أمان، وهذا الترويع المقصود يخدم الثورة المضادة، والهدف مما حدث هو إبعاد الشعب عن الكرة، لأن البلطجة وصلت إلي الملاعب. وقال الكاتب أسامة هيكل: التقصير أمني بكل المقاييس، فلم تتم الإجراءات الأمنية الثلاثة المتبعة في المباريات، فالجمهور لم يتم تفتيشه قبل الدخول، كما كانت المدرجات خالية من العناصر الأمنية التي يمكنها التبليغ المبكر عن أي محاولات للشغب، كما لم يتم تأمين الفاصل بين المدرجات والملعب، وأعتقد أنه حدث مدبر بشكل واضح لإحداث فوضي، هذا الحدث لا يجب أن يمر مرور الكرام، ويجب أن يكون فيه تحقيق فوري حتي نعلم من المسئول. وأكد هيكل أن الدول بعد الثورات تشهد حالة فوضي، لكن الغريب أن الشرطة متخوفة من التعامل مع الجمهور، وهذا التخوف يحدث بلطجة، فلماذا لا يطبق الشرطي القانون مع المخالفين، فغياب الأمن يحدث قلقا للمجتمع بأكمله، وأنا لا يعنيني من المسئول عما حدث، بقدر ما يهمنا كلنا كيف سيتم التعامل مع الحدث، وأين المحاكمات العسكرية، فنحن ننتظر التحقيق، ويجب أن نحترس من محاولات النظام السابق استعادة صلاحياته بإضرار المجتمع وأعمال البلطجة. وقال الروائي مكاوي سعيد: لم يحدث في أي مباراة أن حدث هذا من قبل، فما شاهدناه لم يكن تعصبا كرويا بين فريقين، وغياب التفتيش الأمني علي جمهور المباراة ساهم في تصعيد الحدث، لأن من خططوا لذلك يعلمون أن الشرطة غير متواجدة، وجميعنا يعلم أن النظام السابق كان يستخدم الكرة في السياسية علي مدار 30 عاما، وكثيرا قبل الثورة كنا نري أن المباريات تتم لإلهاء الشعب حتي لا يفكر بأمور الدولة، وقد اعتمد علي البسطاء الذين يجمعهم عشق الكرة. وأضاف: إن بقايا النظام السابق لا تزال تطبق نفس نظرياته في استيعاب الجمهور، وتستغل القصور الأمني الذي أصبح سمة عامة في الشارع المصري، ولكن شعبنا واعي ويدرك أنها أفعال مقصودة، وكان النظام السابق يرسل لنا خطابات ورسائل من خلال أي فعاليات في المجتمع، وكل هذه الظواهر التي تحدث من افتعال أشخاص لهم مصالح وهم ثورة مضادة.