ظاهرة عرفت بها وزارة الرى مع كل تعديل وزارى ، وهى حجز الوزير لمنصب بديل بعد الوزارة والاعداد له وحجزه قبل خروجه ليأمن لنفسه مكانا ووظيفة مرموقة ، ولا يسمح للمنصب الوزارى بأن يكون محطته الأخيرة . وهذه الظاهرة كان د. محمود أبوزيد اول من سار على نهجها والذى شغل الوزارة أكثر من 10 سنوات ظل خلالها يعد للحظة خروجه فى أى وقت وأعد لنفسه منصبا شرفيا برئاسة المجلس الغربى للمياه وعمل على أن يكون له من بدايته موقع داخل أحد قطاعات وزارة الرى الهامة ، فضلا عن تأسيسه الشراكة المائية المصرية التى يشغل رئيس مجلس ادارتها ، ولم تنتظر هذه المناصب الهامة أبوزيد فقط بل هى مناصب شرفية لم يحدث أن كان له منافس عليها منذ خروجه من الوزارة ، ومن يومه الأول تعمل هذه المؤسسات على الشراكة مع الحكومة ووزارة الرى فى رسم سياسات ادارة واستغلال المياه فى مصر ، وتسهم بخطط ومقترحات كان آخرها رؤية الشراكة المائية التى رفعتها لحكومة المهندس ابراهيم محلب حول استغلال مياه الصرف فى سد العجز المائى فى البلاد . وتجربة الوزير السابق أبوزيد كانت محل اعجاب من خلفائه فى المقعد الوزارى وسار غالبيتهم على نهجه ، حيث كان د. محمد نصر الدين علام الذى تخلى عن رئاسة قسم الرى والهيدروليكا بهندسة القاهرة ومكتبه الاستشارى من أجل المنصب الوزارى حريصا على حجز مقعد برلمانى بخوض انتخابات مجلس الشعب 2010 ، وتجميد نشاط مكتبه الاستشارى الهندسى والذى تركه لابنته الكبرى لإدارته لحين تركه منصبه الوزارى ، وهو الذى عاد اليه بعد تركه منصبه وحل برلمان 2010. د. محمد عبد المطلب الذى شغل مقعد وزير الرى فى حكومة الببلاوى ثم عمل على الاحتفاظ بمنصبه فى حكومة المهندس ابراهيم محلب الأولى بعد تقديمه ملفا يتهم فيه المرشح البديل له بالفساد كان هو الآخر يعد مكانا له ينتظر عودته فور خروجه من الوزارة وتركه مقعده الوزارى ، وحيث حرص على اقناع الببلاوى بالتوقيع له على قرار مسبق فى أن له الحق فى العودة الى منصبه كرئيس لمركز بحوث المياه ، وهو أكبر قطاعات وزارة الرى ، وبالفعل عمل عبد المطلب على حرمان اى من قيادات الوزارة لشغل هذا المنصب طوال فترة توليه منصبه الحكومى وزيرا للرى وحظى به بعد التشكيل الوزارى الأخير فارضا نفسه على الوزير الجديد. وكان د. حسين العطفى أحد أقطاب وزارة الرى وأول وزير بعد ثورة 25 يناير وافر الحظ فى ايجاد منصب هام فى انتظاره حتى قبل خروجه من الوزارة هو الآخر ، وبعدما احتفظ بمنصبه فى مجلس محافظي المجلس العربى للمياه ومقعد آخر فى الشراكة المائية المصرية وذلك بحكم صداقته بالوزير الأسبق محمود أبوزيد ، ومشاركته فى تأسيس هذه المنظمات التى أصبح لها دور فى رسم سياسات المياه فى مصر والوطن العربى.