كتبت - هبة سالم وأحمد قنديل ووكالات الأنباء رحبت الولاياتالمتحدة بقرار المعارضة السورية المشاركة فى محادثات «جنيف 2» للسلام المزمع عقدها بعد غد الأربعاء فى مونترو بسويسرا. ووصف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيرى قرار المعارضة بالشجاع، والذى يصب فى صالح الشعب السورى الذى عانى بصورة مروعة فى ظل وحشية نظام الرئيس السورى بشار الأسد، متعهدا بمواصلة بلاده تقديم الدعم للمعارضة وبدوره رحب وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج بمشاركة المعارضة، مؤكدا ان أى تسوية يتم الاتفاق عليها بصورة متبادلة تعنى أن الأسد لا يمكن أن يلعب أى دور فى مستقبل بلاده وهو ما أكده أيضا لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسية الذى شدد على ان بلاده ستستخدم كل الوسائل الممكنة حتى يؤدى المؤتمر الى قيام حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة. وكان الائتلاف الوطنى السورى قد اقر خلال اجتماعه بمدينة اسطنبول التركية امس الاول المشاركة فى مؤتمر السلام من خلال تصويت أجراه الائتلاف، حيث أيد 58 من وفود المعارضة المشاركة فى المؤتمر، بينما صوّت 14 وفدا ضد المشاركة، وقال رئيس الائتلاف، أحمد الجربا: مشاركتنا فى جنيف لازاحة الاسد وتجريده من سلطاته دون مساومة على اى من ثوابت الثورة كما ذكر عبد الباسط سيدا عضو الائتلاف الوطنى السورى إن جنيف 2 لن يحل جميع الإشكالات وإنهم قد ينسحبون إذا شعروا بتهديد الثورة. ومن ناحيته قال اسامة الدليل رئيس قسم الشئون الدولية بالاهرام العربى إن المعارضة السورية قوامها يعتمد فى الاساس على الدعم الغربى سواء كان ماديًا او سياسيًا، مضيفا ان ممانعته بشأن حضور «جنيف 2» ترجع الى توهمهم بانهم ذاهبون لتسلم السلطة وهذا الوهم انتهى لان الداعم المالى اراد لهم التفاوض الآن مع الدولة السورية ووصف الدليل ان وجودهم فى مؤتمر السلام يعنى الانتحار لانهم لا يضمنون وقف معادلة العنف فى ظل وجود الجيش السورى الحر وجبهة النصرة والجماعات الجهادية التكفيرية الوهابية والممولة من جهات متعددة بما فيها الولاياتالمتحدةالامريكية، لافتا إلى ان هذا الائتلاف لا يمثل الا نفسه ومجرد مشاركته تعنى انتفاءها لأنهم ليس لديهم ما يقدمونه وأن الطرف الوحيد الذى يملك وقف العنف هو النظام السورى واشار الدليل إلى ان القضية السورية ليست صراعًا سياسيًا وانما هى صراع عسكرى لذلك لن يخرج هذا المؤتمر بأى جديد طالما العنف مستمر دون سيطرة سياسية ولا امل فى اى انفراجة على ارض الواقع. وفى السياق نفسه أعرب مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفرى عن تفاؤله للفترة المقبلة فيما يتعلق بالأزمة فى بلاده، لافتا إلى أن ما مرت به سوريا لن يؤثر على عزيمة شعبها فى بناء مستقبل يفتخر به كل سورى. وفى الاثناء طلب البيت الابيض من الكونجرس دراسة تخصيص مبلغ نحو 50 مليون دولار لقوات حفظ سلام دولية محتملة فى سوريا فى إطار الموازنة السنوية، وهو ما رفضه نواب أكدوا أن أى خطة مستقبلية من هذا النوع ستتم دراسته فى وقته، لافتا إلى انهم أبلغوا وزارة الخارجية الأمريكية أن تعود اليهم مجدداً بهذا الطرح فور نضوجه سياسياً ودولياً. ميدانيا أفادت مصادر فى المعارضة السورية امس ان 11 شخصا من بينهم طفلة استشهدوا فى قصف جوى نفذته طائرات «ميج» على مدينة الرستن بريف حمص، مضيفة ان الطيران الحربى شن غارتين على المدينة، ما أدى إلى إصابة نحو 40 آخرين، بينما امتلأ المستشفى الميدانى فى المدينة بعشرات المصابين، لافتة أن القصف الجوى والمدفعى شمل أيضا حى الوعر وكذلك مدينة تدمر بحمص. وفى ريف حلب، بث ناشطون صورا على الإنترنت قالوا إنها تظهر اشتباكات دارت بين مقاتلى الجبهة الإسلامية والقوات الحكومية فى بلدة عزيزة بالقرب من المطار الدولى، كما أظهرت صورًا أخرى استهداف مقاتلى الجبهة الإسلامية بقذائف الهاون للمطارين المدنى والعسكرى بحلب.