جاء الإسلام ليهتف (لكم دينكم ولى دين) فى الوقت الذى كان التعصب الدينى قد بلغ مداه، وكانت هذه المفاجأة للمجتمع البشرى الذى لم يكن يعرف حرية التدين،وربما لم يعرفها حتى الآن وهو قول المستشرق لين بول. ويقول توماس أرنولد فى كتابه الدعوة الإسلامية : لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة، واستمر هذا التسامح فى القرون المتعاقبة،ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التى اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون فى وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح. يقول برنارد شو: لقد درست سيرة محمد فوجدته بعيداً عن مخاصمة المسيح، ويمكن بحق أن نعتبر محمداً - منقذ الإنسانية- وأعتقد أن رجلاً مثله لو حكم العالم بإيثاره وخُلُقه لجلب للعالم السلام والسعادة. وتقول البريطانية الباحثة فى علم الأديان كارين أرمسترونج إنه من الخطأ أن نظن أن الإسلام دين يتسم بالعنف أو بالتعصب فى جوهره، على نحو ما يقول به البعض أحياناً، بل إن الإسلام دين عالمي، ولا يتصف بأى سمات عدوانية شرقية أو معادية للغرب وإننا فى الغرب بحاجة إلى أن نخلِّص أنفسنا من بعض أحقادنا القديمة، ولعل شخصاً مثل محمد يكون مناسباً للبدء، فقد كان رجلاً متدفق المشاعر.. وقد أسس ديناً وموروثاً حضارياً إسمه الإسلام لم يكن السيف دعامته - بالرغم من الأساطير الغربية - ذلك اللفظ ذو الدلالة على السلام والوفاق. إن اتهام محمد بالتعويل على السيف فى حمل الناس على الاستجابة لدعوته؛ سخف غير مفهوم!! إذ ليس مما يجوز فى الفهم أن يشهر رجل فرد سيفه ليقتل به الناس أو يستجيبوا لدعوته (توماس كارليل). لقد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة، ولم ينتشر الإسلام بالسيف، بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التى قهرت العرب مؤخراً كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار فى الهند التى لم يكن العرب فيها غير عابرى سبيل.. ولم يكن الإسلام أقل انتشاراً فى الصين التى لم يفتح العرب أى جزء منها قط(جوستاف لوبون). ولقد رفض الدكتور نبيل لوقا بباوى وهو المسيحى المصرى المؤمن بدينه إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام دين إخوته المسلمين فى مصر فغدا يقرأ ويعد ويكتب فأخرج للنور مؤلفين ينبغى على كل وطنى مسلم أو مسيحى أن يقرأهما الأول عنوانه انتشارالإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء والثانى الإرهاب لا يمكن أن يكون صناعة إسلامية - وإنما هو ظاهرة عالمية لا صلة لها بالإسلام ولا بأى دين آخر.