أدي جهل الكثيرين بالإسلام وعدم فهمه فهماً صحيحاً إلي انتشار وتفشي الإسلاموفوبيا علي الرغم من أن الإسلام ليس ديناً جامداً يفتقر إلي السلاسةِ والمرونةِ. وأن العيش وفقَ پأحكامه لا يعني أن المسلمين عادوا إلي العُصور الوسطي. أو فقدوا هويتهم أو تخلوا عن أعرافهم فهو دين الحضارة والثقافة كما أن الإسلام ليس منافسا لليهودية والمسيحية وليس ديناً فاشياً پكما يتهمه بعض الغربيين فالإسلام يرفض العنف والترويع والإرهاب لا كما يدعي البعض وقد أمرنا باحترام جميع الناس باختلاف ألوانهم وعقائدهم. وأن المؤمن بهذه العقيدة السمحة پكالنحلة تأكل طيباً وتصنع طيباً. وإذا وقعت علي زهرة لا تكسرها لأن الله يعطي علي الرفق ما لا يعطي علي العنف. ولقد شهد كثير من الغربيين پرغم أنهم لم يدخلوا الإسلام شهادات منصفة صادقة تدل علي سماحة ووسطية الاسلام وانه هو دين المحبة والسلام من پهؤلاء ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز: ¢إن الإسلام يمكن أن يعلمنا طريقة للتفاهم والعيش في العالم. پفالإسلام يرفض الفصل بين الإنسان والطبيعة. والدين والعلم. والعقل والمادة¢. ويقول المستشرق الأمريكي سنكس: إن محمداً عليه السلام لم يأت لمكافحة التوراة والإنجيل. بل إنه كان يقول: إن هذين قد أنزلا من السماء لهداية الناس إلي الحق مثل القرآن. وإن تعاليم القرآن جاءت مصدقة لهما. ولكنه لم يأخذ منهما.. وقد رفض محمد نبي الإسلام جميع الرموز والأساطير. ودعا إلي عبادة إله واحد قادر رحمن رحيم كما يصفه القرآن في كل سورة من سوره. وإن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها» إذ أنه برغم أميته استطاع قبل بضعة عشر قرناً أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون لو وصلنا إلي قمته بعد ألفي سنة وهو قول العلامة "شيريل" عميد كلية الحقوق بجامعة فيينا جاء الإسلام ليهتف "لكم دينكم ولي دين" في الوقت الذي كان التعصب الديني قد بلغ مداه. وكانت هذه المفاجأة للمجتمع البشري الذي لم يكن يعرف حرية التدين. وربما لم يعرفها حتي الآن وهو قول المستشرق لين بول. ويقول توماس أرنولد في كتابه الدعوة الإسلامية پ: لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة. واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة. ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد إعتنقته عن اختيار وإرادة وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد علي هذا التسامح. پيقول برنارد شو: لقد درست سيرة محمد فوجدته بعيداً عن مخاصمة المسيح. ويمكن بحق أن نعتبر محمداً - منقذ الإنسانية- وأعتقد أن رجلاً مثله لو حكم العالم بإيثاره وخُلُقه لجلب للعالم السلام والسعادة. لقد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة. ولم ينتشر الإسلام بالسيف. بل انتشر بالدعوة وحدها. وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخراً كالترك والمغول. وبلغ القرآن من الانتشار في الهند التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل.. ولم يكن الإسلام أقل انتشاراً في الصين التي لم يفتح العرب أي جزء منها قط"غوستاف لوبون". ولقد رفض الدكتور نبيل لوقا بباوي وهو المسيحي المصري المؤمن بدينه إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام دين إخوته المسلمين في مصر فغدا يقرأ ويعد ويكتب فأخرج للنور مؤلفين ينبغي علي كل وطني مسلم أو مسيحي أن يقرأهما الأول عنوانه "إنتشارالإسلام بحد السيف بين الحقيقة والإفتراء" "والثاني "الإرهاب لا يمكن أن يكون صناعة إسلامية - پوإنما هو ظاهرة عالمية لاصلة لها بالإسلام ولا بأي دين آخر". الإسلام دين الحضارة والفكر الراقي لم يحارب العلم ولم يشهد المجتمع الإسلامي ما شهدته أوروبا من تحجر العقل وشلل في التفكير وجدب الروح. ومحاربة العلم والعلماء حيث يذكر التاريخ أن اثنين وثلاثين ألف عالم قد أحرقوا أحياء! ولا جدال في أن تاريخ الإسلام لم يعرف هذا الاضطهاد الشنيع لحرية الفكر. بل كان المسلمون منفردين بالعلم في تلك العصور المظلمة. ولم يحدث أن انفرد دين بالسلطة ومنح مخالفيه في العقيدة كل أسباب الحرية كما فعل الإسلام پ"المؤرخ العلامة سيديو" . أن الإسلام ينظر إلي العلم والدين كتوءمين. وأن تهذيب العلم كان جزءاً من التوجيهات الدينية منذ البداية. وأن تطبيق هذه القاعدة أدي إلي التقدم العلمي العجيب في عصر الحضارة الإسلامية العظمي. التي استفاد منها الغرب قبل نهضته "موريس بوكاي". ولقد نادي النبي "ص" بالطموح إلي المعرفة والسعي إلي العثور عليها. وقد أدي ذلك إلي اندفاع العرب بأسرهم إلي المدارس يعلِّمون ويتعلمون. بينما كان الغربيون يتباهون بجهلهم للقراءة والكتابة. إن روجر بيكون أو غاليلو أو دافنشي ليسوا هم الذين أسسوا البحث العلمي.. إنما السباقون في هذا المضمار كانوا من العرب الذين لجأوا پفي بحوثهم إلي العقل والملاحظة والتحقيق والبحث المستقيم. لقد قدم المسلمون أثمن هدية للبشرية» وهي طريقة البحث العلمي الصحيح التي مهدت أمام الغرب طريقة لمعرفة أسرار الطبيعة وتسلطه عليها اليوم. وإن كل مستشفي وكل مركز علمي في أيامنا هذه إنما هي في حقيقة الأمر نصب تذكارية للعبقرية العربية.