لم يترك النصابون مجالا الا ووصلت حيلهم اليه وآخرها النصب على عدد من الشباب الحالم بالحياة فى وضع معيشى أفضل وكانت هذه المرة أغراء الشباب بفرص العمل المتاحة فى دولة ليبيا فى ظل الاحاديث عن إعادة الاعمار فى كل مرافق الدولة الليبية. «روزاليوسف» رصدت مأساة 12شابا قناويا مع مكاتب ووكالات بيع الوهم التى أقنعت هؤلاء الشباب بعدم الحاجة الى تأشيرات دخول ليبيا لأن لديها خبراء حدود يستطيعون ادخالهم للأراضى الليبية عن طريق الدروب الحدودية بين البلدين من مكتب سفريات بالاسكندرية بدأت قصة 12شابا من قرية أبوليلة بالغربى بهجورة بمركز نجع شمال محافظة قنا بصعيد مصر حيث اختطفوا على يد عصابة مسلحة بصحراء ليبيا بعد حصولهم على تأشيرات سفر من مكتب يسمى "الشروق" وتم تحريرهم على يد السلطات الليبية التى قامت بدورها بتسليمهم للمخابرات الحربية المصرية بعد أن اكتشفت أن ما معهم من تأشيرات مضروبة. سمير فاروق الحاصل على دبلوم الزراعة يروى تفاصيل المأساة قائلا: بعد أن حصلنا على تأشيرات السفر استقلينا "باص" نقلنا الى منفذ السلوم وعبرنا الحدود المصرية وكل منا مقتنع تماماً بأنّنا ذاهبون بشكل قانونى لأداء عمل حلال وبعد دخولنا الاراضى الليبية نزلنا من السيارة فى الصحراء وأبلغنا السائق أن سيارة أخرى ستأتى لإكمال الرحلة وبعد ساعات جاءت سيارة نقلتنا الى كافتيريا "أحمد مختار" فى الصحراء وهناك أكتشفنا أننا وقعنا فى يد عصابة مسلحة ويكمل ممدوح شعبان يوسف 25سنة حاصل أيضا على دبلوم زراعة "انه لم يشعر بالخوف أبدا لانه عمل من قبل 3 أعوام فى ليبيا وعلى معرفة ودراية بالشعب الليبى وعاصر نظام القذافى الذى كان اكثر أمنا ولم يكن به عصابات. وقال: ما كنت اخشاه أن ينال مكروه أبناء قريتى لانهم اول مرة بيسافروا" وأضاف: قضينا يوما ونصف اليوم داخل الكافيتريا فى يد العصابة المسلحة وتحديدا كان يوم خميس ظهرا ويوم الجمعة قامت العصابة بأخذ كل ما معنا من أمتعة "دبش " ومن كل فرد منا 40 دينارا قضينا اليوم والنصف داخل الكافيتريا كنا نأكل ونشرب على حسابنا بأغلى الاسعار حيث كان سعر الوجبة 8 جنيهات ووجدنا 3 أشخاص اخرين من جنسيات اخرى وصباح يوم السبت قاموا بشحننا فى سيارات "فيتو" وفى الطريق قاموا بتسليمنا جوازات السفر والتأشيرات وعند كمين "القبة" كان هناك أحد افراد الجيش الذى استوقفنا وقال "اعطونى تاشيراتكم" بعدها قال دى تاشيرات مضروبة وأجرى اتصالا بالسلطات الليبية وتم ترحيلنا فى اتوبيسات الى سجن "المنطقة البيضاء" بالقرب من منظمة الهجرة والجوازات لنبدأ رحلة عذاب ثانية داخل السجون الليبية وكان هناك اكثر من 250 شخصا تم القبض عليهم وقضينا فى السجن الليبيى أسوأ 3 ايام فى حياتى وفى السجن تعرفت على شاب افريقى كان بحوزته شريحة محمول ليبية اتصلت من خلالها بوالدى ووالدتى التى انهمرت فى البكاء وقام والدى بالاتصال بشقيقى الذى يعمل محاميا بالبحر الاحمر ويدعى "رمزى" وأبلغه انه القى القبض على ومحجوز بسجن ليبى والذى قام بابلاغ جهاز المخابرات والسفير "بدرى عبد العاطى" المتحدث باسم وزارة الخارجية والسفير "العسيرى" مساعد الوزير للشؤن القنصلية بالواقعة وتحركت الجهات المعنية على الفور وتم أجراء نقلهم الى معبر مساعد البرى العسكرى بين ليبيا ومصر وتم تسليمهم للسلطات المصرية مقدما شكره للسادة المسئولين على سرعة استجابتهم. وننتقل الى باقى افراد رحلة الجحيم من بينهم بدرى شاكر و"فريد شوقى واكرم عكاشة وعبد الرحيم الذين رفضوا التحدث عن مأساتهم والتهرب تماما من المقابلة الا أن الشىء الذى جمع بين هؤلاء الشباب هو صغر السن والهروب من شبح البطالة الذى يطاردهم بمحافظة قنا فغالبيتهم فى سن الزواج الا انه نظرا لضيق اليد وارتفاع التكاليف وغلاء المعيشة قرروا الهجرة بعد أن عرفوا أن يومية العامل تتخطى 40 دينارا. وفى قرية ابو ليلة بالغربى بهجورة بنجع حمادى شمال قنا التى شهدت أفراحا كبيرة بعودة ابنائها بعد ان خيم عليها السواد طيلة 6 أيام من اختطافهم واحتجازهم داخل السجون الليبية يقول الحج مصطفى عبد الحكيم من ابناء القرية انهم اصيبوا بالحزن فور علمهم بواقعة ابنائهم وكاون يعدون الايام والليالى فى انتظار عودتهم. يضيف الحاج شعبان والد الشاب ممدوح الذى التقيناه، فور علمى ان ابنى ومن معه من ابناء القرية محتجزون بليبيا اصابنا الذهول حتى اتصلنا به وفور وصوله هو واقاربه بالقرية تعالت زغاريد النساء ودب الفرح واستقبلهم اهالى القرية بالزغاريد والاحضان وسجدت شكرا لله على عودة ابنى سالما هو ومن معه وأشكر كل من تعاون فى عودتهم وطالب الحاج شعبان من الدولة والمسئولين أن توفر فرص عمل للشباب حتى لا يلقى بنفسه الى التهلكة و البهدلة والمرمطة فى بلاد الغربة داعيا الله ان يولى على مصر من يصلح وتقدم بالشكر للفريق أول عبدالفتاح السيسى وكل رجال القوات المسلحة والمخابرات الحربية على مجهودهم العظيم فى عودة ابنائهم. الغريب فى الامر أن ممدوح نجل الحاج شعبان تركنا وذهب الى مكتب الجوازات ليغير التأشيرة للسفر مرة ثانية لدولة ليبيا لانه تربطه علاقات عمل مع اهل ليبيا وذهب لتغيير جواز سفره الذى ختمت عليه السفارة الليبية بانه ممنوع من دخول الاراضى الليبية.