عاشت نجع أبوليلة بقرية الغربي بهجورة بمركز نجع حمادي ليلة سعيدة بوصول خمسة أفراد من أبناء بلدهم بعد تعرضهم للاختطاف بمدينة البيضاء الليبية علي يد مجموعة من المسلحين المجهولين ووضعهم بالسجون تحت الأرض وتجريدهم من أمتعتهم وأوراقهم منذ الأربعاء الماضي حتي مساء الأحد الموافق 4/11/2013. وتم تقييد حريتهم وتجريدهم برغبة من المختطفين الليبيين في عدم قدوم مصريين للعمل ببلدهم. "تسلم الأيادي" والتهاني والفرحة كانت في مقدمة الاحتفالات بنجع أبوليلة.. حيث قام الآلاف من أبناء القرية بالنجع بتبادل التهاني ونحر الذبائح فرحة برجوعهم سالمين إلي أهلهم. وفي مكالمة تليفونية مع ممدوح شعبان أحد المختطفين "26 سنة" مهندس زراعي من أبناء نجع أبوليلة قال: إنه سعي إلي العمل في دولة ليبيا. حيث كان يعمل بها منذ ثلاث سنوات سابقة ثم عاد إلي أرض الوطن إبان الثورة الليبية وقتل القذافي. حيث كانت الأجواء لا تسمح بوجوده بدولة ليبيا وحضر ثورتي 25 يناير وثورة 30 يونيو بمصر. أضاف: رغبت في العودة للعمل بليبيا مرة أخري. فجهزت أوراقي أنا وأبناء عمومتي الأربعة وحصلت علي الجوازات والتأشيرات. ولكن فوجئنا في الطريق إلي ليبيا بعد دخولنا من منفذ مساعد بوجود جماعات مسلحة اقتادتنا إلي سجن بمدينة البيضاء واحتجزتنا جميعاً. وفوجئنا بوجود مصريين محتجزين قبلنا هناك. ولكن بجهود الجيش المصري ووزارة الخارجية تم إطلاق سراحنا أول أمس. وتمت معاملتنا أحسن معاملة. قال: قضينا ثلاث ليالي بالسجون الليبية في غرف مظلمة تحت الأرض مع وجود مجموعة ليبية تحمل السلاح وتهددنا به في كل دقيقة تمر علينا. وعشنا أكثر من 72 ساعة في حالة رعب ولا نقدر علي استعمال التليفون إلا خلسة عندما يذهبون لتغيير الورديات أثناء حراستهم لنا. تابع قائلاً: تنفسنا الصعداء يوم الأحد عندما سمعنا أن الجيش المصري ووزارة الخارجية تدخلا لحل الأزمة. وأخذونا بسيارات تابعة للجيش الليبي إلي منفذ مساعد وفوجئنا بتحسن في المعاملة أيضا. ثم إنهاء اجراءات عودتنا إلي أرض الوطن بسهولة ويسر. ونحمد الله تعالي أولاً ثم نتوجه بخالص الشكر والتقدير إلي جريدة "المساء" ووزارة الخارجية والجيش المصري والمخابرات الحربية التي بذلت كل الجهود لإطلاق سراحنا في أسرع وقت. وقد شهدت قرية الغربي بهجورة بنجع حمادي أفراحاً صاخبة بعد عودة "12" من أبناء القرية الذين تم اختطافهم لمدة 3 أيام في ليبيا.. حيث انطلقت الزغاريد في كل مكان وتوافد الأهالي علي منازل العائدين لتهنئتهم. ووجه أهالي القرية تحية خاصة للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والمخابرات الحربية التي نجحت في إعادة أبنائهم في أسرع مما كانوا يتصورون. أكد الحاج شعبان يوسف والد "ممدوح" أحد العائدين أن القوات المسلحة تثبت دائماً أنها المنقذ للمصريين في كل الأزمات.. ووجه الشكر والتقدير العميق للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع الذي شعر بآلامهم وقلقهم علي أبنائهم. فكان التحرك السريع للمخابرات الحربية ونجاحها المبهر في الإفراج عنهم. قال: منذ وقوع الحادث لم تذق أعيننا النوم. وكنا ندعو ليلاً ونهاراً لعودة أبنائنا. واستجاب الله لنا ونجح جيش مصر في إعادتهم بأسرع مما نتخيل. أضاف نجله ممدوح أحد المختطفين: كانت أصعب أيام في حياتي بعد وضعنا في سجن تحت الأرض لا نعرف الليل من النهار. حتي عندما أخذونا في الأتوبيس كنا نسألهم إلي أين نحن ذاهبون؟!. فلم يردوا علينا حتي وصلنا إلي منفذ السلوم. وعندها فقط أخبرونا أن المخابرات الحربية المصرية تدخلت وتم الاتفاق علي الإفراج عنا لتعلو هتافات الحمد والتكبير من الجميع. قال زميله بدوي ابراهيم: ذهبنا بالطرق الشرعية إلي ليبيا ودخلنا عن طريق منفذ السلوم إلي الأراضي الليبية. وتم نقلنا في أكثر من أتوبيس. وعند مدينة البيضاء قام مسلحون بإيقاف الأتوبيس واختطافنا ووضعنا في سجن تحت الأرض واستولوا علي امتعتنا وأخذوا من كل منا مبلغ 35 ديناراً ليبياً. وكل من يسأل عن السبب في اختطافنا أو متي سنخرج يتم إشهار السلاح في وجهه. أضاف أحمد صبري: الحمد لله رغم أنها ليست المرة الأولي التي أذهب فيها إلي ليبيا التي أعرفها تماماً إلا أنها كانت أسوأ مرة وستكون الأخيرة بعدما تعرضنا له من خوف وإهانات. وأنصح الجميع بأن ليبيا لم تعد كما كانت والذهاب للعمل فيها مغامرة محفوفة بالمخاطر. أضاف: كنا حوالي 150 شخصاً وكان معنا جنسيات مختلفة من السودان وساحل العاج والصومال. وأفرجوا عنا بعد نجاح مفاوضات المخابرات الحربية معهم ولا ندري مصير الآخرين.