أصبحت الحكومة الانتقالية برئاسة الدكتور "عصام شرف"، ملكا للثورة، وفي نفس الوقت أصبح وقت رئيس الوزراء كله، موجها لقضاء احتياجات الوطن سواء في التنمية أو تلبية الاحتياجات اليومية أو في إعادة الأمن إلي مواقعه، وفي نفس الوقت يحتل تفكير (رئيس مجلس الوزراء) أهداف المرحلة الانتقالية من احتياجات منوط بتنفيذها السلطة التنفيذية في البلاد (الجهاز الحكومي) الذي يترأسه بالقطع (رئيس مجلس الوزراء وزملاؤه) . أي أن التشكيل الجديد للحكومة باستبعاد الوجوه غير المرضي عنها (شعبياً)، والتي كانت بلا شك سوف تعوق تحقيق أهداف الثورة أو علي الأقل التباطؤ في تنفيذها، وعلي رأس هذه الحكومة الفريق "شفيق" الذي ظُلِم مرتين، المرة الأولي حينما تولي المسئولية في ظروف غاية في الدقة، والمرة الثانية، حينما لم يفهم أن مصر بعد يوم (25يناير 2011) قد تغيرت تماماً، وكان الظلم في المرة الثانية واقعاً من ذاته، ظلم الرجل نفسه حينما لم يتفهم ولم يستوعب الرسائل المتعددة التي حاول كثيرون سواء من كتاب رأي أو مناقشين في اجتماعاته أو في "ميدان التحرير" لم يتفهم كل ذلك وتمسك بمنصب لا يمكن أن يؤدي الدور المطلوب منه. وعلي شكل آخر من التوضيح حينما كان بالقطع "الفريق شفيق" يقسم وقته في النهار بين دفاع عن نفسه، ومحاولة التخلص من ماض واضح وضوح الشمس بأنه تابع ومنفذ ومنتم النظام الساقط وهذا ليس يعيبه بل هو قمة ما كنا نحلم به في ظل النظام السابق أن يؤتي برجل مثله "شفيق" (رئيساً للوزراء)، كنا نحلم بذلك، ولكن الوقت غير الوقت والظروف غير الظروف، وما كان يصلح صباح اليوم، ربما لا يكون صالحاً عصر نفس اليوم . فكان "الفريق شفيق " يضيع وقته وهذا حقه، ولكن أن يضيع وقت الوطن الذي نحن في أشد الاحتياج لدقائقه قبل ساعاته وأيامه- لإعادة- مصر علي (تراك) الحياة الطبيعية، فهذا ما لا يمكن احتماله وقد كان. وجاء الأستاذ الدكتور "عصام شرف" إلي (رئاسة مجلس وزراء) يشكله طبقاً لطروف المرحلة وطبقاً لرؤيته وطبقاً لمقتضيات الاحتياجات الضرورية للوطن، وهذا ما ندعو الله علي أن يعينه علي مسئولياته الوطنية ولعلنا ونحن في سبيلنا لإعادة الحياة في مرحلة انتقالية للحكومة وللسلطة العسكرية المحترمة (الهيئة العليا للقوات المسلحة) نحن في أشد الاحتياج لدراسة نظام إدارة هذا البلد بطريقة عصرية -نظام لإدارة اقتصاد هذا الوطن بطريقة لا تعتمد علي مجاملات أو مكافآت نهاية خدمة لمديري الأقاليم !!. نحن في أشد الاحتياج لقيادة بلادنا بأسلوب يبدأ من حيث انتهي الآخرون في بلاد العالم !. ولقد تقدمنا كمصريين ومفكرين وأساتذة جامعات ومراكز بحوث- بآلاف الأفكار والآراء في زمن كانت تلقي بها جميعاً في صندوق قمامة!! ولكن الزمن لا يقبل أبداً بأن تموت فكرة أو رأي حر وراءه شعب ذو حضارة وعزم وإصرار علي أن يحقق أهدافه "والعلي مقامه " !!