كتبت – ابتهال مخلوف وإسلام عبدالكريم ووكالات الأنباء فيما يعد منعطفًا خطيرًا فى فضيحة التنصت على زعماء العالم، كشفت صحيفة» لوموند» الفرنسية أمس دلائل على أن إسرائيل وليس أمريكا هى التى قامت بالتجسس على الرؤساء الفرنسيين، وقالت أن عملاء استخبارات إسرائيليين اعترضوا وتنصتوا على أكثر من 70 مليون مكالمة هاتفية ورسالة نصية شهرياً. وذكرت الصحيفة أن الموساد الإسرائيلى وليس الاستخبارات الأمريكية يمكن أن تكون من وضع أجهزة تنصت فى مقر إقامة الرئيس الفرنسى السابق نيكولاى ساركوزى فى قصر الاليزيه فى خضم الانتخابات الرئاسية عام 2012. ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن «اللوموند» أن الوثائق التى سربها موظف وكالة الأمن القومى «إدوارد سنودن»، تؤكد أن وحدة الحراسة الإلكترونية الفرنسية اكتشفت محاولة اقتحام منظومة الحماية فى قصر الإليزيه، وذلك خلال شهر مايو 2010 فى الفترة بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية لتثبيت أجهزة التسجيل وآليات للتحكم فى أجهزة الكمبيوتر. وأوضحت أن مسئولين فى الاستخبارات الفرنسية توجهوا فى أعقاب تلك المحاولة لواشنطن للقاء عناصر فى جهاز الاستخبارات الأمريكية للتحقق من ضلوعه ونفت المصادر الأمريكية تورطها وأشارت بشكل واضح لضلوع المخابرات الإسرائيلية فى تنفيذ محاولة الاختراق التى كانت تهدف إلى التنصت على مكتب ساركوزي. ولم تقم فرنسا بالتواصل مع الموساد الإسرائيلى لمعرفة تورطه فى الأمر. وأكدت الصحيفة الفرنسية أن أيا من أجهزة الاستخبارات الأمريكية لم يكن لها بالتجسس على قصر الاليزيه أو الاستخبارات البريطانية والكندية والأسترالية أو مخابرات نيوزيلندا . فى السياق ذاته، أكدت مجلة دير شبيجل الألمانية بأن الولاياتالمتحدة تجسست على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منذ عام 2002، مؤكدة إن محرريها شاهدوا وثائق مصدرها وكالة الأمن القومى الأمريكى تظهر فيها قوائم بأرقام هواتف جرت مراقبتها منذ عام 2002، بينها رقم هاتف ميركل، وكان الرئيس الأمريكى قد أكد خلال مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية إنه لم يعرف شيئا حول تنصت أجهزة الاستخبارات الأمريكية على هاتفها المحمول، وتكشف الوثائق التى اطلعت عليها» دير شبيجل» تفاصيل إضافية حول استهداف وكالة الأمن القومى لحكومات غربية، علاوة على وجود مركز تنصت فى السفارة الأمريكية فى برلين وأنه هو الذى قام بمراقبة هاتف ميركل. وتبين من الوثائق أن مراكز تنصت كتلك موجودة فى 80 موقعا حول العالم، ويشكل ما نشرته لوموند انعطافة كبيرة فى فضيحة التجسس الأمريكية على القادة الأوروبيين، حيث حمل الأوروبيون، وبخاصة الفرنسيون، الاستخبارات الأمريكية مسئولية القيام بالتجسس على هواتفهم، وقد طالب الرئيس الفرنسى فرانسوا أوولاند وأنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتقديم إيضاحات عن عمليات التجسس. كما كشفت «لوموند» إن بعض العاملين بالوكالة الأمن القومى الأمريكية يقومون بالتجسس على أزواجهم وزوجاتهم، مضيفة أنه بناء على طلب خطى من سيناتور ولاية ايوا الجمهوري، تشارلز جراسلي، قامت الوكالة بنشر قائمة، فى سبتمبر الماضى تضم 12 موظفا مدنيين وعسكريين، اعترفوا باستخدام أدواتهم المهنية لرصد المكالمات والتجسس على الهواتف ورسائل البريد الإلكترونى لأقاربهم. وأضافت أن إحدى ضابطات الوكالة اعترفت بأنها قامت بذلك بدافع الغيرة بعد أن عثرت على رقم هاتف غير معروف على الهاتف المحمول لزوجها، وبالتالى وضعت هذا الرقم تحت التنصت، كما استخدم أحد الضباط العسكريين المتمركزين فى الخارج نظام الوكالة للتجسس على زوجته، وهى ضابطة بالجيش الأمريكي. فى هذه الأثناء شهدت واشنطن احتجاجات على نشاطات وكالة الأمن القومي، فقد توجه بضعة آلاف إلى مقر وزارة الدفاع الأمريكية مطالبين بفرض قيود على برامج الرقابة، وحمل البعض لافتات تشيد بمتعهد الاستخبارات السابق إدوارد سنودن الذى كشف عن برامج الرقابة.