نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة    45 دقيقة متوسط تأخيرات قطارات «طنطا - دمياط».. الأربعاء 31 ديسمبر    أحمد هاشم يكتب: تحالف الشياطين في الصومال    أوكرانيا: هجوم روسي بطائرات مسيرة على أوديسا يصيب أطفالا ومدنيين    موسكو: الاتحاد الأوروبي سيضطر لمراجعة نهجه في العقوبات ضد روسيا    وزارة الشباب والرياضة تحقق أهداف رؤية مصر 2030 بالقوافل التعليمية المجانية    بسبب القواعد الجديدة، "أطباء بلا حدود" تترقب اليوم قرارا إسرائيليا بوقف عملها في غزة    الاختبارات الإلكترونية لبرنامج الدبلوماسية الشبابية تجذب آلاف الشباب المصري    وخلق الله بريجيت باردو    محكمة تونسية تؤيد حكم سجن النائبة عبير موسى عامين    وزارة الرياضة تواصل نجاح تجربة التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    بداية تحول حقيقي، تقرير صادم عن سعر الذهب والفضة عام 2026    ولفرهامبتون يحصد النقطة الثالثة من أرض مانشستر يونايتد    مصرع طفل دهسه قطار الفيوم الواسطي أثناء عبوره مزلقان قرية العامرية    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    ذخيرة حية وإنزال برمائي.. الصين توسع مناوراتها حول تايوان    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    السيطرة على انفجار خط المياه بطريق النصر بمدينة الشهداء فى المنوفية    أمين البحوث الإسلامية يتفقّد منطقة الوعظ ولجنة الفتوى والمعرض الدائم للكتاب بالمنوفية    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مكرم محمد أحمد في حوار شديد السخونة (2): مصادر مسئولة أكدت خطة جمال والعادلي للانقلاب علي مبارك

قال مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين: إنه لم يكن يرغب في أن يقول عن مبارك بعد رحيله عن السلطة، ما لم يقله في وجوده، مضيفاً: تحت وطء اسئلتك فقط سأتكلم، لكنه عندما تكلم كشف أسراراً، فهو قريب من أجهزة الدولة ويملك من المصادر ما يمكنه من الوصول لدقائق الأسرار، فكشف أن لديه معلومات من مصادر شبه مسئولة عن مخطط حاكه جمال مبارك بالتعاون مع وزير الداخلية حبيب العادلي، للانقلاب علي والده، مضيفاً: كانت هناك قيادات بالحزب الوطني ترفض توريث جمال الحكم، واستطاعت أن تقنع الرئيس بالبقاء لدورة قادمة لإحداث إصلاحات تسهل انتقال السلطة.
وقال النقيب: إن نظام حكم مبارك كان يعاني الشيزوفرينيا يري حقيقة الواقع ويحاول إقناع نفسه بغيرها كاشفاً أن بعض الوزراء كانوا يصارحونه في الجلسات الودية بحقائق ويقولون عكسها في العلن، معتبراً أن سوزان مبارك كانت حريصة علي توطيد سيطرتها علي بعض الوزراء وكانت تعمل علي توريث نجلها جمال، واصفاً الأجهزة الأمنية بأنها نمر من ورق بلا قرون استشعار.. جسد منتفخ كثير الثغاء قليل الغناء.
وأكد النقيب أن الرئيس قال له في أول حوار صحفي إن الكفن بلا جيوب، مؤكداً أن الرئيس كان حريصاً علي مسح حذائه بنفسه وأنه لم يكن يتصنع.
وفي الحلقة الأولي من الحوار قال مكرم: إنه يحارب من عناصر جماعة الإخوان والناصريين في النقابة لإقصائه.. معتبراً أن من حق الإخوان إنشاء حزب سياسي بشروط وإلي تفاصيل الحلقة الثانية.

هل أنت ضد حزب الإخوان؟ وما رأيك في خروج الجماعة الإسلامية للحديث عن حزب وغيرها من التيارات الدينية؟
- أنا لست ضد أن يكون للإخوان حزب، وأنا أول من كتب في مصر وقلت إنهم يملكون قدرة علي تصنيع كوادر جيدة، ويحسنون الوصول للجماهير بطرق أفضل من الحزب الوطني، ولكن مشكلتهم أنهم يريدون أن يكونوا حزبًا ودولة وجماعة ويخلطون بين السياسة والدين.
مع هروب عدد من عناصر تنظيم الجهاد الرافضين لمراجعات د.سيد إمام، كيف تري المستقبل وهل بإمكانهم إعادة تنظيم أنفسهم لبدء موجة إرهاب جديدة؟
- مصر تدخل منعطفا خطيرا، وهناك من يعتقدون أن وضع المجلس العسكري ضعيف، والمظاهرة التي تم تنظيمها الجمعة قبل الماضي كانت تأثيراتها مخيفة، وهناك من يري أن لديه القدرة علي فرض واقع علي جميع المصريين، لكن هذا أشعر المصريين بالقلق علي المستقبل، وشباب فيس بوك شباب ليبرالي يريد ديمقراطية صحيحة، بما لا يدع مجالا للشك أنه لا علاقة له بما يجري في الميدان الآن، ويوجد تيار يمارس ضغوطا علي المجلس العسكري لإعاقة جهوده، وإطالة أمد مدته للحكم، علي أمل أن تنهدم الدولة، فالهدف هو أن تنهدم الدولة، وفي هذه الحالة يمكن لأي مجموعة قلة أن تفرض نفسها علي مؤسسة بدعوي أنها هي التي تملك حق التعبير.
لكن هناك مطالب للجماهير؟
- نريد الإسراع بتحقيق ديمقراطية سريعة وتسليم السلطة لحكومة مدنية، وأنا لست ضد أن يكون الإخوان فصيلاً ضمن الفصائل السياسية ماداموا سيعملون من خلال حزب مدني يؤمن بأن الأمة مصدر كل السلطات وهم يقولون الآن هذا الكلام.
في ظل ديمقراطية صحيحة ومشاركة شعبية كم نسبة الإخوان في مقاعد المجالس النيابية؟
- علي أحسن تقدير لن يتجاوزوا 15% في انتخابات نزيهة وشريفة لأن نزاهة الانتخابات ستدفع المصريين للمشاركة وكلما زاد عدد المشاركين يقل الوزن النوعي للإخوان، إضافة إلي وجود قوي الشباب الليبرالي الذي استطاع تجنيد 700 ألف شاب عبر فيس بوك، وهم يريدون ديمقراطية وحكمًا قائمًا علي الحريات وعلينا أن نشجعهم ونمكنهم من ممارسة أنشطة طوعية لإحداث توازن في الحياة السياسية وغيرها من الأعمال الطوعية فلابد من الاستفادة من هؤلاء الشباب بأن يكتبوا لإنشاء نصب تذكاري في ميدان التحرير، وأن يتبنوا محو الأمية للشعب المصري في 6 أشهر، ويمكنهم في غضون عامين أن يكونوا حزبًا قويًا، وحذار من أن تقوم السلطة بإفسادهم ورشوتهم كما فعلت مع جماعات كثيرة، وإن كان هناك من له مصلحة في ذلك، فإن مجلس الدفاع أمين علي أهداف هؤلاء وحريص عليهم ولذلك فالطريق مفتوح أمام ديمقراطية صحيحة.
تنظيمهم لأنفسهم يتطلب عامين، والانتخابات في غضون 6 أشهر أو عام حال حدوث تمديد والأحزاب كارتونية ضعيفة.. كيف تري مستقبل الانتخابات المقبلة؟
- الأحزاب ضعيفة والمستقبل للمستقلين يجب أن نشجعهم.
هناك مخاوف من سيطرة المال والبلطجة؟
- الضمانة هي أن تكون اللجنة العليا للانتخابات حريصة وأن تبدأ مهامها من كشوف الناخبين وحتي النهاية وأن يكون رؤساء اللجان والموظفون المعاونون للقضاة في درجات وظيفية مرتفعة حتي يكونوا أكثر قدرة علي مقاومة الضغوط، وتحجيم الرشوة.
لماذا لا يتم إشراف قضائي كامل؟
- هو الحل الوحيد ولتجر الانتخابات علي أربعة أسابيع لا توجد مشكلة.
وماذا عن الجماعة الإسلامية؟
- لا توجد مشكلة في أن تنشئ حزباً وأفضل أن تنضم جميع التيارات الدينية في حزب واحد.
هناك مخاوف من وصولهم للحكم عبر الصناديق؟
- إذا وصلوا الحكم عبر انتخابات نزيهة فعلي مصر أن تشرب الكأس حتي الثمالة وتجربهم لتري إن كانوا بالفعل سوف يكونون ديمقراطيين حقيقيين أم فاشيستين يتخفون في ثوب الديمقراطية وتكون الانتخابات التي يصلون بها للحكم هي آخر انتخابات، فإذا حصلوا علي الأغلبية فلا مناص من أن تشرب مصر الكأس بكل عذاباتها وآثارها الجانبية.
هل فلول الجماعات الجهادية الهاربة من السجون لديها القدرة علي إعادة تنظيم نفسها؟
- ممكن ولكن الديمقراطية الصحيحة يمكن أن تكون حلاً لكل هذه المشاكل فهي تعني الإصلاح والعدل الاجتماعي وتضييق الفجوة بين الطبقات ولا حل سوي الديمقراطية، فقد جربنا حبيب العادلي وحلوله الأمنية وودا البلد في داهية.
قبل أن نتطرق لحبيب العادلي وجمال مبارك أود أن أسألك: بأي صفة كان جمال مبارك يشارك في لجنة صياغة خطابات الرئيس التي كنت تكتبها؟ ألا يعكس ذلك بوادر محاولات توريث مبكر؟
- كانت بداية توليه لجنة السياسات وكانت هذه هي نهاية عهدي بكتابة خطابات الرئيس والموضوع بأكمله.
لكنه كان يتدخل في محاور الخطابات؟
- كان يقول رأيه وأسامة الباز يقول رأيه وأنا أقول رأيي وكان كثيرًا ما يحتدم بينا الخلاف حول بعض القضايا وكانت نقاشًا جيدًا وكانت تأتينا تقارير من الوزارات عن حجم المشكلات والإنجازات.
لكن هل كان ما يقال في الخطابات يتحقق؟
- أنا لا أريد أن أذم في مبارك وما كان لي أن أتحدث لولا وطء أسئلتك، بعضها كان يتحقق وبعضها لا يتحقق لكن علي الأقل صوت الرئيس في تلك الفترة كان صوت ضمير الشعب.
هل كانت هناك مؤامرة حاكها حبيب العادلي وجمال مبارك للانقلاب علي والده؟
- سمعت عن مذكرة بهذا المعني من مصادر كثيرة بعضها شبه مسئول، لكن منهجي في العمل الصحفي ما لم تتيقن من الحقيقة فلا تدع الشائعة تفسد الحقيقة.
لكن من خلال قراءتك للأحداث؟
- مازالت واقعة الانفلات الأمني بانسحاب الشرطة يوم جمعة الغضب، وما حدث من اعتداء علي المتظاهرين بميدان التحرير يوم الأربعاء يحتاج إلي تحقيق، وعهد بالتحقيق إلي مستشار جليل أثق في أنه سيجتهد في الوصول للحقيقة.
لكن فتح السجون وحملات الترويع ألا تشير لمدلول، خاصة أن التليفزيون الرسمي ساهم فيها بقوة أرهبت وروعت المواطنين؟
- ما يدهشني هو أن كل الحوادث تمت بأسلوب واحد وفي وقت واحد فمثلاً السجون بلدوزر يكسر أبواب السجن، عربة بها ملثمون تطلق النيران بالمدافع الرشاشة الثقيلة ويطلقون المساجين ويسألون عن مساجين فتح وحماس، ويأمرون السجناء بالهروب.
وصول سجناء إلي غزة خلال ساعات من هروبهم كيف تقرؤه؟
- الله أعلم ولكن يشير إلي وجود مؤامرة اشترك فيها عناصر من الداخل والخارج.
كانت هناك مؤشرات تؤكد وجود صراع بين رموز بأجهزة السلطة والنظام، والحرب الإعلامية كانت مشتعلة بين صفوت الشريف ومجموعته وجمال مبارك ومجموعته عز أنس الفقي علي الجانب الآخر وكانت عبر وكلاء؟
- لم أكن أرغب في الحديث عن ذلك لكنني سأقول الحق وتحت وطأة أسئلتك، صفوت الشريف لم يكن يرغب في أن يرث جمال مبارك الحكم وأسر لي بذلك وبأن الرئيس اقتنع بأنه هو من يجب أن يترشح، وكنت أول من كتب ذلك، وقال لي الشريف بالنص: «لقد أقنعنا واقتنع الرئيس بأن خوضه الانتخابات المقبلة فيه نجاة مصر» وقولي هذا ليس رغبة في إبراء ذمة أحد ولكن إجابة عن أسئلتك.. والله علي ما أقول شهيد، صفوت نقل لي هذا قبل 7 أشهر وقال: إن جمال توقف عن تحركاته واستعداداته لأن يكون مرشحًا للرئاسة.
هذا يؤكد أن الرئيس لم يكن يعتزم التخلي عن الحكم كما قال؟
- الرئيس كان سيترشح وكانت المقولة التي تتردد في كواليس الحزب أنه ربما يعيش عامين ينجز خلالهما إصلاحات تسهم في انتقال سلس وسلمي للسلطة وكان ذلك يتردد علي حياء بين المجموعات المناهضة لفكرة ترشيح جمال مبارك.
إذن لماذا لم يسرع الرئيس بالإعلان عن تعديلات دستورية؟
- لا أعرف.
لماذا تركوا عز يزورِّ الانتخابات إذن ويضرب بوعود نزاهة الانتخابات التي وعد بها الرئيس السابق عرض الحائط؟
- المقامرة التي لعبها أحمد عز هي القشة التي قصمت ظهر البعير، لأنه لا يعرف مصر وطبيعة شعبها وواقعها، فمن الذي يستطيع أن يجمع بين الإخوان وحزب الوفد الليبرالي في سلة واحدة أكثر من غباء أحمد عز وعدم فهمه؟!
لكنك قلت بأن معلوماتك من مصادر شبه رسمية تفيد بوجود وثيقة تثبت محاولة جمال الانقلاب علي مبارك إذا لم يرضخ لرغبة والده في إبعاده عن الترشح في الانتخابات المقبلة، كان تياره هو الأقوي؟
- هذه قضية شديدة الخطورة وينبغي أن يتم تحقيقها وتوثيقها لأنها وثيقة شديدة الخطورة إذا كانت موجودة، وسمعت أن هناك خطة من 8 بنود ولا أعلم التفاصيل ولا أريد إعطاء تفسيرات، وبعض المقربين قال: إن حبيب العادلي طبق خطة في غير موضعها ولولا الصحة لحققت ذلك بنفسي وسوف أعرف بإذن الله الحقيقة.
ليلي الطرابلسي وختومنت زوجتا الرئيس التونسي والرئيس الموريتاني، كانتا سبب رحيلهما، فما دور سوزان مبارك وهل كان لها سطوة؟
- لا شك في أن السيدة سوزان مبارك تتحمل جزءاً من المسئولية، إن كان صحيحًا أنها كانت متحمسة لترشيح جمال مبارك، لكنني أشهد من خلال محادثات ثلاث مع الرئيس وحوار صحفي أنه لم يكن متحمسًا في بداية الأمر لأن يخلفه جمال.
لكن مدير مكتب الرئيس الأسبق قال إنه ومنذ العام 98 أمر الرئيس بأن تعرض صورة مما يقدم له من تقارير إلي جمال مبارك؟
-لا شك أن جمال مبارك كان يقرأ الملفات وأعرف ذلك كحقيقة، وكان يقرأ الموقف بدقة وكان لديه الملف الاقتصادي وملف الولايات المتحدة الأمريكية.
ألا يعد ذلك فسادًا في الحكم، فحضرتك مثلاً كنقيب للصحفيين هل تشرك أحد أفراد أسرتك في دراسة ملفات النقابة، ما صلاحيات نجل الرئيس إذا لم يكن يعد برغبة من الرئيس السابق لخلافاته؟
- عبدالناصر استعان بأشرف مروان زوج ابنته لأن يكون مساعداً في مكتبه، ففي حدود مكتب الرئيس هذا ممكن، لكن أن يشكل لجنة للسياسات ويأمر الوزراء فهذه قضية أخري.
هل تحكم نجل الرئيس في السياسات واختيار الوزراء كان فسادًا أم لا؟
- كان يرأس لجنة السياسات بالحزب الوطني، وكانوا يقولون إن الحزب ديمقراطي، وبه انتخابات داخلية فمن حيث الشكل كان الأمر مقبولا لأن دور اللجنة صياغة السياسات.
هل كان للسيدة سوزان مبارك نفوذ في الحكم؟
- ظهرت وكأن لها سطوة وكانت تحرص دائمًا علي أن يكون لها علاقات وثيقة بعدد من الوزراء وكبار المسئولين ودوائر كثيرة مثل وزير الإعلام ووزيري الصحة والثقافة ومحافظ القاهرة ومواقف كثيرة لسنا في معرض الحديث عنها.
من خلال علاقتك بالرئيس وسفرك معه علي الطائرة، هل سيصدمك الكشف عن فساد مالي للرئيس السابق؟
- في أول حوار مع الرئيس قال لي: الكفن ليس له جيوب، وعندما ذهبت إلي بيته أول مرة كان بيته متواضعًا وكانت الستائر معلقة علي سلك، وعجلة ابنه علاء بالصالة.
كان حينها نائباً؟
- لا في الأسبوع الأول من توليه الرئاسة، وقال إنه سيقضي علي مظاهر النفاق وأن الواحد سيأكل إيه أكثر مما يأكل، وأنه رجل قليل المطالب، وهكذا كان يظهر لنا في رحلاته بالفعل، فكان يلمع حذاءه بنفسه.
ما مصادر دخل الرئيس وهل له نسبة من صفقات السلاح؟
- لا أعرف لأن معظم السلاح يأتي عبر اتفاقيات 1.3 مليار من الولايات المتحدة، والعمولات والسمسرة تتعلق بنقل السلاح.
لكن هل هذه العمولات تصل بثروة الرئيس ل70 مليارا إذا صح هذا الرقم؟
- الولايات المتحدة شككت في هذا الرقم والسويسريون أنفسهم قالوا ثروة الرئيس عشرات الملايين وليس المليارات.
الرئيس قدم إقرار ذمة مالية هل سيصدمك خروج التحقيقات بوجود فساد مالي؟
- مش عارف، لكن يجب أن نفرق بين الرئيس وعائلته لأن الرئيس كان بسيطا في مظهره ومتواضعا فكان يصحو 5 صباحًا يعمل الشاي بنفسه ويلمع حذاءه وكان بعض الزملاء ينافقونه فيقول له: «اسكت ما تنفخنيش أكتر من كده»، ولذلك إذا كانت هناك مشكلات فهي من السيدة فكانت تريد أن يتولي ابنها الحكم.
هذا مبارك 81 لكن كيف تري مبارك 2011 وما قبلها بسنوات؟
- كنت بعيدًا عنه في هذه السنوات.
كيف تري موقف الصحافة القومية؟
- رؤساء التحرير الجدد أرادوا أن يثبتوا ولاءهم فاختل في يدهم ميزان الموضوعية والمهنية، فجيلنا وازن بين المهنية وعلاقته بالحكم، ورغم أنني كنت أقرب زملائي شكلاً للرئيس، إلا أنني كنت أحافظ علي وجود مساحة بيني وبين الحكم، وأنا الوحيد الذي لم أستفد شيئًا وعرض علي محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق أن أحصل علي أرض في مارينا ولم أذهب إلي هناك، لأنه كانت تحكمني عقيدة مؤكدة بأن لكل شيء نهاية، وأقسم بالله أنني كنت دائمًا أشعر بأن نهاية النظام أوشكت، وكنت أري هذا المشهد الأخير في منامي وكنت دائمًا ما أقول لنفسي إن النهاية يمكن أن تكون بسوء تصرف من حبيب العادلي يتسبب في حراك اجتماعي فيحاول أن يثبت ولاءه فيشعل الأمور.
هل صارحت المسئولين بمخاوفك وتصوراتك لمشهد نهاية النظام؟
- صارحت كثيرين وتحدثت مع وزراء، لكن المشكلة في نظام مبارك أن كل وزرائه كانوا يعانون الشيزوفرينيا، الجميع يرون الصورة علي حقيقتها ولا يريدون التحدث عنها، فقط يتحدثون الحقيقة عندما يثق فيك، وهي نسبة كبيرة من الوزراء.
أيهم كان الأكثر حرصًا علي قول الحق ومصارحة النفس ومجلس الوزراء بالحقيقة؟
- وزير الدفاع المشير طنطاوي، فقد قال في أحد محاضر جلسات المجلس: نحن لم نحرر البلد لنتركه للحرامية وذلك في معرض رفضه لتهم تخصيص الأراضي لرجال الأعمال والأجانب وكان شفيق أيضًا صريحا.
كيف تقيم الأزمات في الصحافة القومية الآن وانقلاب السياسات التحريرية للعدد الأكبر منها؟
- جزء من المشاكل ناتج عن ضعف المهنية، وجزء يرجع لاستعجال البعض، وآخر ناجم من أن مجموعة لم تحقق ذاتها سعت لهدم كل شيء، وحضرت جلسة بها بعض الزملاء بالأهرام الغاضبين من سياستها خلال الأزمة، وقبل تنحي الرئيس، وقلت لهم إن الأهرام مؤسسة ضخمة مصاريفها ثقيلة لا يستطيع أن يتحمل مسئوليتها خزانة دولة ولا أفراد، وأنها لا تستطيع أن تتخلي عن الرئيس مبارك وهي الجريدة المحافظة، مادام الجيش يؤيد الشرعية، ولكن علي الأهرام أن تكتب افتتاحية تؤكد فيها دعمها للديمقراطية وأن تحاور الشباب وتنقل مطالبهم ورؤيتهم، لكن أن تنقل سياستها مرة واحدة إلي دعم الشباب المتظاهر وتطالب بإقصاء مبارك فكنت أحس بأن في ذلك المطلب ظلما للأهرام، في الوقت الذي لايزال الجيش فيه يعلن مساندته للشرعية، وقلت ذلك للدكتور عبدالمنعم سعيد، ولكن عندما بدأ الجيش يحمي المتظاهرين ويتركهم يذهبون إلي قصر العروبة فإنني كنت أفهم هذه الإشارة.
تأييد وانحياز للشعب؟
- نعم وكانت هذه فرصة للصحف القومية لأن تتبني شعارات الشباب والديمقراطية الصحيحة والتمسك بالانتقال السلمي للسلطة كبديل عن الفوضي.
البعض نظر لمانشيت الأهرام «الشعب أسقط النظام» علي أنه نفاق، فهي من كانت تدعم نظام مبارك قبلها بيوم؟
- الأهرام نقل خبرًا، ونقله جاء متأخرًا بعض الشيء وليس نفاقاً.
كيف تري المطالبة بتغيير القيادات الصحفية؟
- الصحفيون يجب أن يدفعوا الثمن، لكننا لسنا وحدنا من يجب أن ندفع الثمن، لأنهم حراس علي مؤسسات قومية مملوكة للدولة، والجيش ساند الشرعية وما كان لهم أن تستبق خطاهم خطي الجيش، ربما تأخروا في تبني بعض القضايا.
من الشركاء في تحمل المسئولية؟
- ضعف الرأي العام، غياب الديمقراطية، ضعف الحياة السياسية والمعارضة، أوتوقراطية نظام حكم ل30 عاما، الأحزاب الكارتونية.
ماذا عن الأجهزة الأمنية التي لم تر ذلك؟
- ثبت أن الأجهزة الأمنية نمر من ورق وأنهم «هجاصين» لا يعرفون شيئا عن بلدهم، وليس لديها قرون استشعار لتتوقع ما هو واقع غدًا، وإلا لكانت تمكنت من تقدير جيد للمتظاهرين في اليوم الأول، جسد بيروقراطي منتفخ كثير الثغاء قليل الغناء قليل الفائدة.
ألا يمكن أن يكون وراء جروبات فيس بوك خاصة «كلنا خالد سعيد» شخص شريف في السلطة أقلقه الفساد؟
- بمناسبة خالد سعيد أنا الوحيد في الصحافة القومية الذي كتبت انتقد بشدة ما حدث له وانتقدت الداخلية، وخاصمتني الداخلية عاما بأكمله.
هل ستراجع نفسك بعد مقالاتك التي أشادت فيها بوزراء ثبت فسادهم؟
- أنا امتدحت يوسف بطرس غالي وهو فني وناجح ولا يمكن أن أسحب ما قلت، ومن ثبت فسادهم لم أكتب عن أي منهم أو أذكرهم في مقالاتي، ويوسف بطرس وأنت تعلم كان عدوي وبيننا مشاكل متعلقة بحقوق الصحفيين لكن عندما يتعلق الأمر بحرفيته يجب أن أكون أميناً في شهادتي.
لماذا صفوت الشريف خارج سهام النقد الإعلامي والملاحقة، رغم أنه رمز النظام وشريك في الفساد، علي الأقل السياسي؟
- لأنه يحافظ علي شعرة معاوية مع الجميع، قادر علي توجيه خطابات متعددة الألوان لفئات عديدة يتمتع بمهارة خصبة جدًا، وتجربة عميقة في العمل السياسي ويعرف الشخوص جيدًا.
أم أنه يملك ما يسكت به الكثيرين من مستندات وملفات بما سماه البعض «غرفة جهنم»؟
- هذه المستندات جري الحديث عنها بشأن حبيب العادلي وليس الشريف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.