كتبت - أحمد قنديل وابتهال مخلوف وخالد عبدالخالق ووكالات الأنباء رغم حبس العالم لأنفاسه مع تصاعد دقات طبول الحرب ضد النظام السورى، طلبت البحرين رسميا عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب غدا بدلا من يوم الثلاثاء، فى الوقت الذى اتهمت فيه دمشق وموسكو الولاياتالمتحدة بتلفيق الأدلة ضد نظام الأسد لتبرير الهجوم العسكرى. توعدت دمشق على لسان سفيرها بلبنان على عبد الكريم بأن ترد بلاده على أى ضربة يمكن أن تتعرض لها، بصرف النظر عن طبيعتها وحجمها، موضحا أن بلاده ستبادر إلى الرد بالشكل المناسب حتى لو كانت الضربة محدودة، وبالتالى فإن إسرائيل محقة فى أن تقلق. واكد السفير أن ضربة محدودة لسوريا لن تغير موازين القوى على الأرض، وستنعكس سلبا على الأمريكيين وحلفائهم بعد كل هذا الضجيج الذى أثير حول الخيار العسكرى، أما إذا كانت الضربة واسعة، فإنها ستترك تداعيات كبرى على المنطقة بأكملها، ولا أحد يعلم إلى أين يمكن أن تصل كرة الثلج متى بدأت تتدحرج. كما توقع مسئول أمنى سورى إن بلاده تتوقع الضربة الغربية «فى كل لحظة»، وأنها جاهزة للرد. وأضاف: «سندافع عن شعبنا ووطننا بكل إمكانياتنا. هذه البلطجة لن تمر من دون ردأ». وذكرت شبكة ( سى إن إن) الأمريكية أن هناك عدة أصوات فى الشرق الأوسط تعتقد أن انتهاء مهمة مفتشى الأممالمتحدة فى سوريا ومغادرتهم دمشق ربما تسبق تدخل عسكرى غربى وشيك ضد نظام الأسد. وقد غادر أمس فريق التفتيش الدولى الذى كان يحقق فى استخدام سوريا المزعوم أسلحة كيميائية دمشق لمطار بيروت الدولى. وأعلنت الجامعة العربية أن اجتماع مجلس الجامعة تم تقديمه ليعقد اليوم فى مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بدلا من موعده المقرر من قبل الثلاثاء المقبل وسيناقش عددا من قضايا العمل العربى المشترك السياسية والأمنية والاقتصادية وتطوير منظومة العمل العربى المشترك وفى مقدمتها تطورات الأوضاع فى سوريا وتطورات الصراع العربى - الإسرائيلى والمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية وغيرها من القضايا المدرجة على أجندة الدورة العادية التى تعقد كل 6 أشهر فى مارس وسبتمبر من كل عام وجاء تقديم الموعد بناءً على اقتراح عدد من الدول العربية والمشاورات التى أجراها الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى. فى ذات الوقت، نفى المنسق الإعلامى والسياسى للجيش السورى الحر لؤى المقداد، وجود تنسيق مباشر مع القوى الدولية حول توجيه ضربة عسكرية محتملة على سوريا. وقال بوتين إنه من «الهراء المطلق» أن تكون الحكومة السورية قد استخدمت السلاح الكيماوى فى الوقت الذى تكسب فيه الحرب طالباً من واشنطن عدم مهاجمة قوات الأسد. وقال المقداد» لدينا معلومات من خلال إجراء اتصالات مع العواصم ومراكز القرار أن الضربة العسكرية على سوريا ستكون خلال فترة قريبة جدا وذلك بعد القرار الذى اتخذه البيت الأبيض بشأن ذلك»، مستبعدًا ستطاعة المحققين الدوليين الانتهاء من نتائج تحقيقاتهم وإطلاع مجلس الأمن الدولى والأممالمتحدة قبل توجيه الضربة العسكرية لسوريا، قائلا: «إن مراكز القرار فى هذا العالم ومعظم الدول وخصوصا واشنطن وباريس ولندن يمتلكون أدلة أكبر من الأدلة التى يمكن أن تصل لها أى بعثة تحقيق.. عبر صور الأقمار الصناعية والمكالمات المسجلة لأركان نظام بشار الأسد وأماكن إطلاق هذه الصواريخ وأنواعها وكافة التفاصيل الأخرى فى هذا الشأن». من جانبه، أعلن فلاديمير بوتين الرئيس الروسى إن عملية عسكرية أمريكية منفردة ضد سوريا ستكون «مؤسفة للغاية». وقال بوتين، خلال تصريحات له أمس « على اوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام ان يفكر فى احتمال سقوط ضحايا جراء هجوم عسكرى على سوريا». وأثنى الرئيس الروسى على تصويت البرلمان البريطانى ضد التدخل العسكرى فى سوريا. واعتبرالمتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش تهديدات الولاياتالمتحدة باستخدام القوة ضد سوريا غير مقبولة. وحذر لوكاشيفيتش من أن «أية عملية عسكرية أحادية الجانب دون تفويض من مجلس الأمن الدولي، مهما كانت محدودة، ستصبح خرقا مباشرا للقانون الدولى. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أكد الجمعة أن بلاده تبحث توجيه ضربة «محدودة» للنظام السوري، معتبراً أن استخدام الأسد للكيماوى تحدٍّ للعالم وتهديد لحلفاء أمريكا بالمنطقة. كما أكد أوباما لرئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون على «ديمومة العلاقة الخاصة» بين بلديهما، وذلك فى اتصال هاتفى غداة رفض مجلس العموم البريطانى السماح للحكومة بشن ضربة عسكرية محتملة ضد النظام السوري، كما اعلنت رئاسة الوزراء البريطانية. فى غضون ذلك، أطلق الائتلاف الوطنى السورى حملة إرشادية عبر مواقع التواصل الاجتماعى للسوريين، قدم فيها تعليمات السلامة للمواطنين فى حال بدء العمليات العسكرية ضد نظام الأسد. ويأتى ذلك بعد أن دعا الرئيسان الفرنسى فرنسوا أولاند، والأميركى باراك أوباما، الجمعة، المجتمع الدولى إلى توجيه «رسالة قوية» إلى نظام الرئيس بشار الأسد الذى يحمّلانه المسئولية عن الهجوم الكيماوى بالغوطة الذى أودى بحياة أكثر من 1400 شخص. وقد كشفت وكالات المخابرات الامريكية عن بعض المعلومات التى ادت الى تقييم «بالغ الثقة» بان بشار الاسد شن هجوما بالاسلحة الكيماوية على احياء خارج دمشق. واوضحت ادارة اوباما انها ستعاقب الاسد على ذلك الهجوم «الوحشى والفظيع.» وقال وزير الخارجية الامريكى جون كيرى إن أجهزة المخابرات الأمريكية راجعت المعلومات الخاصة بالهجوم بعناية أكثر من مرة. وهى تضع فى اعتبارها تجربة العراق. لن نكرر تلك اللحظة.» عسكريًا، أكدت مصادر فى وزارة الدفاع الأمريكية» البنتاجون ان سفينة حربية امريكية سادسة تعمل الان فى شرق البحر المتوسط قرب خمس مدمرات امريكية مزودة بصواريخ كروز يمكن ان توجه قريبا ضد سوريا فى اطار ضربة «محدودة ودقيقة». وشدد المسئولون على ان سفينة الانزال البرمائى سان انطونيو التى يوجد على متنها عدة مئات من افراد مشاة البحرية عبرت قناة السويس يوم الخميس من البحر الاحمر وتلقت اوامر جديدة بالبقاء فى شرق البحر المتوسط قرب المدمرات كاجراء وقائي، وانه لا توجد خطط لانزال مشاة البحرية برا فى اطار اى عمل عسكرى ضد سوريا. وحذر الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو نظيره الفرنسى فرنسوا أولاند من أن توجيه ضربة سكرية لنظام الرئيس السورى بشار الأسد «سينقل عدوى الإرهاب إلى أوروبا». ورفضت وزارة الخارجية التونسية ضرب سوريا أن أى عمل عسكرى غربى ضد سوريا سيزيد من «معاناة» الشعب السوري، معتبرة أن فرص تسوية الأزمة السورية سياسيا «لا تزال قائمة. كما، استبعد الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى» الناتو» اندرس فوج راسموسن مشاركة الناتو مباشرة فى ضرب سوريا فيما، شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لصحيفة Allgemeine Zeitung أمس على عدم مشاركة بلادها فى الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا دون موافقة دولية، قائلة: «ألمانيا يمكن أن تشارك فى العمليات العسكرية فقط فى حال توفر تفويض من الأممالمتحدة والناتو أو الاتحاد الأوروبى.