كشفت وزيرة داخلية النمسا ميكل لايتنر امس النقاب عن تقدم موظف المخابرات الأمريكي السابق أدوارد سنودن بطلب للحصول علي حق اللجوء في النمسا عبر سفيرة النمسا لدي موسكو مارجريت لوفلر، مشيرة الي أن طلب اللجوء وصل عبر جهاز الفاكس الخاص بالسفارة. وأوضحت لايتنر أن القوانين المنظمة للحصول علي حق اللجوء في النمسا، تحتم تقدم سنودن بطلب الحصول علي حق اللجوء شخصيا من داخل النمسا، مشيرا الي أن القانون لا يعتد بالطلبات التي تقدم من خارج الدولة.
وقالت وزيرة داخلية النمسا: «إن سنودن يستطيع أن يصل إلي النمسا بجواز سفره الأمريكي، الذي يسمح له بالبقاء في النمسا لمدة 90 يوما كسائح، يمكن خلالها التقدم بطلبه إلي السلطات المعنية المخولة بدراسة طلب اللجوء وإصدار القرار المناسب بناء علي القوانين المنظمة للحصول علي حق اللجوء في النمسا، رافضة تحديد طبيعة القرار الذي يمكن أن يصدر بشأنه».
يشار الي أن «حزب الخضر»المعارض، كان قد طالب الحكومة النمساوية بتأمين حق اللجوء لموظف المخابرات الأمريكية السابق، في نفس الوقت الذي أعرب رئيس حزب الحرية اليميني المعارض، هانز شتراخر، عن دعمه لسنودن مؤكدا أنه مدافع عن حقوق المواطنين، معتبرا أنه نموذج تقليدي لمن يستحق الحصول علي حق اللجوء في النمسا.
فسنودن الذي غادر هونغ كونغ، منذ نحو أسبوع إلي روسيا،لم يبد الروس ترحيبا كبيرا به، بل وألمحوا إلي رغبتهم في صمته كي لا يلحق ضررًا بأصدقائهم في واشنطن، وفق ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين.
في سياق متصل دعا الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند الاتحاد الأوروبي إلي اتخاذ موقف مشترك حول المعلومات المتعلقة بقيام واشنطن بالتجسس علي حلفائها.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وعد بتقديم إيضاحات حول الوثائق التي تم تسريبها.
وبات إدوارد سنودن،المستشار الأمني الأمريكي السابق، الذي بدأ بتسريب معلومات حساسة عن قيام بلاده بالتجسس علي دول عدة، صداعاً مزمناً بالنسبة لواشنطن.
وبعد كشفه عن عمليات تجسس علي الصين، أثارت غضب بكين، فجّر قنبلة أخري، بتأكيده علي عمليات تجسس تقوم بها واشنطن علي حلفائها الأوروبيين الذين طالبوا واشنطن فوراً بتقديم معلومات كاملة عن المسألة، ولاموها علي تجسسها علي أصدقائها، ويبدو أن الأزمة آخذة في التصاعد.
وقابل الأمريكيون الاستياء الأوروبي بنوع من البرود، فهم يرون بأن الإلمام بمعلومات حول الدول أمر عادي،واعدين بتقصي المسألة.
ويبدو أن واشنطن أصبحت مؤرقة فعلاً بسنودن الذي أثار زوبعة التجسس، فموضوعه كان علي طاولة البحث بين وزيري خارجية الولاياتالمتحدة، جون كيري، وروسيا، سيرغي لافروف.