شعراؤنا شموس فى سماء الإبداع ينيرون لنا ببصيرتهم وبصرهم طريقنا ويخبروننا ما لم نخبره فيما فاتنا من أمورنا الحياتية فهم بمثابة توثيق وشهادة على عصرهم ونحن نخصص هذه المساحة من الإبداع للاحتفال بمولد الشاعر المصرى الراحل طاهر أبو فاشا (22 ديسمبر 1908 - 12مايو 1989) وكان قد حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1988، وله عدد من الدواوين كما كتب للإذاعة أكثر من 200 عملاً فنى أشهرها «ألف ليلة وليلة» وغيرها الكثير، وأيضا احتفالا بالشاعر المصرى الراحل مصطفى صادق الرافعى ( 1880- 14مايو 1937) أديب اللغة العربية وأحد المجددين فيها أسلوبا، وأحد أقطاب الأدب العربى الحديث فى القرن العشرين. كما تصاحب قصائد الشاعرين لوحات الفنان العالمى بول جوجان (1848 - 8 مايو 1903) أحد أشهر وأهم فنانى العالم ورائد المدرسة الانطباعية. حانة الاقدار
حانة الاقدار عربدت فيها لياليها هذه الازهار كيف نسقيها وساقيها سألت عن الحب أهل الهوى قالوا حنانك من شجوه ومن كدر الليل أو صفوه ففى شدوه همسات الهوى ورحت الى الطير أشكو الهوى فقال : حنانك من جمره ومن صحو ساقيه او سكره ففى الليل يبعث أهل الهوى ولما طوانى الدجى والجوى ففى حانة الليل خمارة وهمس النسائم أسراره وفى كل شىء يلوح الهوى ودارالنور والهوى صاحى بها مخمور كيف يا صاح سقاة الدموع ندامى الجوى ومن جده بك أو لهوه سلي الطير إن شئت عن شدوه وبرح الحنين وشرح الجوى وأسأله سر ذاك الجوى ومن نهيه فيك أو امره سلى الليل إن شئت عن سره وفى الليل يكمن سر الجوى لقيت الهوى وعرفت الهوى وتلك النجيمات سماره وتحت خيام الدجى ناره ولكن لمن ذاق طعم الهوى شعر_طاهر ابو فاشا
موكب الجمال طال ليلى فأشرقى فى سمائِكْ مثلما تُشرق الشموس على الكَوْ وانظرى كيف تُشعلين قلوبًا انظرى كيف تهدمين شبابًا وانظرى كيف تقتلين نفوسًا عذِّبيها إن كان يرضيك هذا مثلما يخفق الفَراش على النّا فاحترقنا، وما شكونا، وذقنا فانظرى كيف تشعلين قلوبًا وتمشَّتْ فى موكب الحبِّ سكرَى فصفتْ من شوائب الجسم حتى من عفافٍ على ذيول خِبائك علِّقيها على عُقودك عِقدًا أو ضعيها على جبينك تاجًا إنها آيةٌ تدلّ على أنْ أنت مخلوقةٌ من النور فاحْيَيْ أنت كالشمس فى عُلاها وإن كُنْ يا حياتي، يا فتنتي، يا رجائي شهداءُ الجمال جُنُّوا غرامًا يا ضياء القلوب بعضَ ضيائِكْ نِ أطلِّى عليَّ من عليائك آمنت بالجمال تحت لوائك ما تجنَّى على بهيِّ بهائك ما تمنَّتْ سوى شهي لقائك كلُّ خطبٍ يهون عند رضائك رِ خفَقْنا على رفيع سنائك ما تشائين من جوى لأوائك آمنتْ بالجمال تحت لوائك نَعِمَتْ ساعةً بحلوِ ولائك أوشكتْ أن تعودَ مثلَ صفائك فهْى روحٌ معلَّقٌ بخيوطٍ أودَعِيها كحِلْيةٍ فى السَّبائك ثم تيهى به على أبريائك نَكِ يا روحى آيةٌ فى رُوائك يا ملاكى للنور مثلَ الملائك تِ تفوقين الشمسَ فى عليائك هل قسا الدهرُ فى سبيل رجائك؟ فاتّقى الله فى جَوَى شهدائك شعر –طاهر ابو فاشا
المجدُ بينَ موروثٍ ومكتسبِ
المجدُ بينَ موروثٍ ومكتسبِ والقطرُ وما الفتى من رأى أباءَه نجباً ولم يكن وإن أولى الورى بالمجدِ كلُّ فتىً فالشهبُ كثرٌ إذا أبصرتهنَّ ولا وما رقى الملكُ المأمونُ يومَ سما ولا استجابت له الأملاكُ يومَ دعا لكن رأى المجدَ مطلوباً فهبَّ له وعزَّز العلمَ فاعتزَّ الأنامُ بهِ ودولةُ السيفِ لا تقوى دعامَتُها ومن يجدَّ يجد والنفسُ إن تعبتْ ويلٌ لمن عاش فى لهوٍ وفى لعبٍ ألم ترَ الشمس فى الميزانِ هابطةً
فى الأرضِ لا كالقطر فى السحُبِ هو إنْ عدوهُ فى النُّجبِ من نفسه ومِنَ الأمجادِ فى نسبِ يعددُ الناسُ غيرَ السبعةِ الشُهُبِ للمجدِ فى درجاتِ العزِّ والحَسَبِ بفضلِ أم غذته الفضلَ أو بِأبِ ومن يكُن عارفاً بالقَصدِ لم يَخِبِ وما إلى العزِّ غيرَ العلمِ من سَبَبِ ما لم تَكُنْ حالفَتْها دولةُ الكُتبِ فربما راحةٌ جاءت من التعبِ فميتةُ المجدِ بينَ اللهوِ واللعبِ لما غدا برجُ نجمِ اللهوِ والطربِ
جل الناسِ أعداءُ
جل الناسِ أعداءُ فلا يغرُرْكَ مبتسمٌ ففي الصدر حزازاتٌ ولو كادوا النجومَ هوتْ وما الدنيا إذا فكر ألستَ ترى بها أمماً لقد جرَّبْتُ جُلَّهُمُ ومثلهم لنا الكفرا فعمروٌ ضاربٌ زيداً
على السرَّاءِ والضَّرَّا وإن أبدى لكَ البشرا تطادُ تمزقُ الصدرا من الخضراءِ للغبراتَ غير جهنمَ الصُّغرى وكلٌّ تلعنُ الأخرى فلمْ أر فيهمُ خيرا والصبانُ والفرا وزيدٌ ضاربٌ عمرا
دموع ودموع
دمَعَاتُ الهوى بورد الخدودِ منظرٌ يأخذ العقولَ ويسبي يا دموعًا يذوب فيها فؤادي شاردِ اللب، ذاهلٍ - ليس يدري يا عيونًا تُذيب قلبى دموعًا علّمينى معنى الحنان فإني وأرينى دمْعَ السيوف أُريها أنتِ أغلى عليّ من نور عينَيْ لحظةٌ بين باعِثيك حياةً
قطراتُ النَّدى بخَدِّ الورودِ من عيون الهَجود كُحْلَ الهُجود مَنْ لِصَبٍّ متيَّمٍ مَعمود؟ كيف يدري! - معذّبٍ، مَفْؤود فيقول الهُيام: هل من مزيد؟ لأراه فى دمعِكِ المنضود أدْمُعَ القلب، أيْ دموع الغمود يَ، وروحي، ومُهجتي، ووجودى من مُنًى، أو تعلُّلٍ، ووعود
شعر_ طاهر ابو فاشا
إن تجدْ قلباً كقلبى
إن تجدْ قلباً كقلبي أنتَ تصبينى فما لي تقاسمنا لكَ الجنا مرْ بما شئتَ فغيرَ ال وتدللْ وتمنعْ أنا فى قربى وبعدي يا ترى كيفَ أمنا ترفعُ الطربوشَ فى والهوى للقلبِ فخٌ ما خطتْ رجلكَ إلا