مع بداية اولى رحلات السياحة الإيرانية لمصر هذا الأسبوع بدأ صراع جديد بين الصوفية والسلفية حيث أيد التيار الصوفى دخول الشيعة مصر للسياحة وزيارة العتبات المقدسة بينما اعلن التيار السلفى رفضه لتلك الرحلات واصفا إياها بالخطيرة على عقيدة اهل مصر السنية . فيما أيد عدد من علماء الأزهر فتح السياحة الدينية للإيرانيين لدخول مصر وأكدوا أن الشيعة ليسوا كفرة حتى نقول بأنهم خطر على الدين إلا أن بعضهم طالب بضرورة فرض نوع من الرقابة على فوج سياحى إيرانى يأتى لمصر .
وعن موقف علماء الأزهر يؤكد الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق أن الشيعة ليسوا كفرة باتفاق علماء الأزهر، أوخطر على الدين كما يقول البعض وأن التبادل السياحى بين مصر وإيران لا شىء فيه شرعا، وقال: لا يمكن رفض السياحة الإيرانية لمجرد هواجس لدى البعض بنشر التشيع هو أمر غير وارد على الإطلاق وأكد أن السياحة الإيرانية ستنعش اقتصاد مصر وهو أمر يدخل فى اطار المصالح المطلوبة شرعا نظرا لما يتعرض له الاقتصاد المصرى اليوم، حيث إن السياحة مع إيران ستمدنا على الأقل بعشرة آلاف سائح إيرانى كل يوم لزيارة العتبات المقدسة.
وعن قضية التشيع ودخولها مصر من خلال السياحة الايرانية قال عاشور: «نحن نحب آل البيت بالفطرة ولا خوف من قضية التشيع لأهل مصر حيث لا يوجد مجال له ، وفى اللقاء الأخير بين شيخ الأزهر ونجاد كانت هناك مصارحة تامة حول هذه القضايا والرئيس الايرانى نفسه اكد اتفاقه مع الأزهر وانه لا يوجد سب للصحابة أو هدف لإيران لنشر التشيع.
من جانبه يجيز الدكتور محمد المختار المهدى، الرئيسالعام للجمعية الشرعية، وعضو هيئة كبار العلماء، دخول الشيعة مصر ويرى انه لا مانع من السماح للإيرانيين بالسياحة فى مصر، وقال: «الإسرائيليون يأتون إلى مصر للسياحة، فلماذا الضجة فقط على الإيرانيين.
ويرى المهدى أنه لابد أن تفرض رقابة على السياح الذين يقبلون على مصر بحيث لا يتحرك إلا فى نطاق السياحة ولا يختلط بالشعب المصرى.
أمر خطير
وعن موقف السلفيين يرى د. على السالوس رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح السلفية أن قدوم الأفواج السياحية الإيرانية إلى أرض مصر السنية أمر خطير ويفتح الباب على مصراعيه لدعاة التشيع عبر تغريرهم بالبسطاء متخذين عاطفة المصريين الحارة تجاه آل البيتa ، فضلاً عن استغلال الفقر وحاجة الناس ببذل الأموال الكثيرة وفتح باب نكاح المتعة المتفق على تحريمه.
وشدد أن محاولات زرع هذا الفكر المنحرف والعقيدة الضالة بمصر لا تزال قائمة منذ زمن بعيد ولكنالله عز وجل يحرس هذا البلد وأهله بفضله ثم بعلمائه وفقهائه، وفطنة أهله وبحرصهم على هويتهم السنية الطاهرة.
ويرى السالوس انه مع وقوع المحظور وبدء السياحة مع إيران لابد على وزارة الأوقاف المصرية وسائر الدعاة والأحزاب الإسلامية بالقيام بواجبهم فى مقاومة التنصير والرد على سائر الدعوات والمذاهب المنحرفة.
وطالب المصريين جميعاً أن يتواصلوا مع العلماء والدعاة للحذر من تلك الأخطار الداهمة، والتوعية بالعقيدة الصحيحة والفكر القويم.
قوة أهل السنة
وعن موقف الصوفية من الرحلات الايرانية السياحية لمصر قال الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية: «إن السياحة مع إيران ستعود على مصر بكل خير فالاقتصاد السورى قائم على السياحة الدينية القادمة من إيران بالرغم من أنه لا يوجد فى سوريا سوى مسجد السيدة زينب، والمسجد الذى وضع فيه رأس الإمام الحسين ، وفى حلب مسجد آخر وضع فيه رأس الإمام الحسين أيضا قبل نقله إلى مصر .
أضاف: «لم نسمع أن سوريا تشيعت، على الرغم من أن قبر صلاح الدين الأيوبى الذى حول مصر من شيعية إلى سنية موجود فى سوريا ولم يطلب الشيعة نقله منها ، كما يوجد بها مسجد وروضة سيدى محيى الدين بن عربى ، والأمير عبد القادر الجزائرى قبل نقله إلى الجزائر وهؤلاء صوفية سنة وليسوا شيعة وبالرغم من السياحة الدينية فى سوريا إلا أن الشيعة فى سوريا قلة.
وشدد أن الحديث المستمر عن الخوف من التشيع فى مصر يؤدى لنتيجة سلبية وهى ان السنة مذهب ضعيف وهذا غير صحيح محذرا من محاولة الاعتداء على الشيعة الايرانيين أثناء زيارتهم لمصر وأنها قد تؤدى لغلق باب السياحة الايرانية وتوتر علاقات مصر فى احوج ما تكون إليها.
من جانبه أكد الطاهر الهاشمى- نقيب الاشراف بالبحيرة الأمين العام لمشيخة الطريقة الهاشمية أن فتح التأشيرات السياحية للشيعة من إيران ومختلف البلادالاسلامية امر مطلوب ولا خطورة منه على مصر.
وقال: «إن زيارة الوفود الايرانية ليست مذهبية بالشكل الذى يروج له أصحاب الآراء التى تهدف الى اشعال الصراع المذهبى بين أبناء الأمة الاسلامية، فوجود تقارب وعلاقات وزيارات للإيرانيين الى مصر ليست بشكل مذهبى كما يعتقد ويصور البعض بل هى تأتى وفاء ومحبة لاهل البيت عليهم السلام».
اضاف أن مصر تستقبل زواراً من مختلف انحاء العالم ومن مختلف الجنسيات فلماذا يتم تصنيف زيارة الوفود الايرانية وتوصيفها بالزيارات الشيعية فالشعب الإيرانى مثل باقى الشعوب المسلمة المحبة لاهل البيت فزيارة مراقد اهل البيت تمثل مودة لهم ..وآل البيت زيارتهم مفتوحة لجميع المسلمين ولا يجب ان يمنع من زياتهم أحد فمودة اهل البيت عليهم السلام لاسيما ان هذا واجب دينى يكاد يرتقى الى حد الفريضة استنادا الى قوله تعالى: «قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة فى القربي».
وعن العوائد الاقتصادية من عودة العلاقات بين البلدين يقول «الهاشمي» أن مصر بحاجة الى السياحة الايرانية ..لاسيما و أن الوفود السياحية الوافدة الى مصر فى تراجع كبير.
وأكد أنه رغم الانفلات الأمنى الحالى فالايرانيون بعكس دول الغربية لا يقلقهم الوضع الحالى فى مصر لأنهم كلهم شوق الى زيارة مراقد أهل البيت بها ،لذلك وجود علاقة بين مصر وايران سوف يساهم فى ترابط العلاقات بين البلدين وسيعود بالنفع بشكل كبير على الاقتصاد المصرى والخزينة المصرية، وقد نوّه الرئيس الإيرانى الدكتور محمود احمدى نجاد الى إمكانية وصول الكثير من الزوار الايرانيين الى مصر.
وعن الاتهامات بان السياحة الايرانية سوف تؤدى الى مد شيعى بمصر قال الهاشمي: «إن الشعب المصرى ليس شعبا لم يبلغ سن الرشد من أجل أن يأتى أى شخص يملأ فكره باى شىء فتارة نجعله شيعى ومرة سنياً ومرة اخرى مسيحياً، نحن أمام شعب واعوعاقل ومدرك، والأمر الاخر لو السياحة ستجعل مصر شيعية لكانت مصر الأن أصبحت المانية او فرنسية او انجليزية ..واعتقد ان هناك الانترنت والفضائيات وغيرهما من وسائل التكنولجيا الحديثة التى تستطيع ان تطلع على كل شىء وتقرأ عن كل شئ ولن تنتظر شخصا من أجل أن يأخذ الى أى فكر».