الكاريكاتير فن ابتدعه المصريون لما يتمتعون به من روح الفكاهة فنقشوه علي المعابد والأواني الحجرية ليكون تصويرا هزليا للسلبيات الحياتية. «ياسر حسين» 38 سنة منذ طفولته عاشق للرسم والموسيقي فقد كان بجماعة الرسم بالمدرسة وأجاد العزف علي آلة الاكورديون بفريق الموسيقي علي مدار سنوات دراسته بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، كما أن له تجارب في التلحين ووضع الموسيقي التصويرية لبعض المسرحيات. وعن اتجاهه لفن الكاريكاتير تحديدا يقول ياسر: كان لدي مخطط لكي أصبح فنان كاريكاتير فقد عشقت هذا الفن منذ أن كان عمري 10 سنوات وفي هذه السن كانت المرة الأولي التي انتبه فيها إلي مصطلح كاريكاتير فقد كنت من قبل أرسم مثل باقي الأطفال وأن كنت أكثر تميزا حيث كانت معلمة التربية الفنية بالمرحلة الابتدائية تشجعني وتأخذني لتعرض رسمي علي كل الفصول بالمدرسة وهذه اللفتة لم أنسها أبدا وكانت دافعا قويا لي كطفل موهوب آنذاك أن أنمي موهبتي وأن أطمح في تحقيق نجاح في مجال الرسم. «الصبر والالحاح مفتاح النجاح» هو ما اتبعه ياسر منذ بداية طريقه في هذا المجال فيقول كان عمري وقتها 10 سنوات حين اصطحبني والدي إلي جريدة الأهرام لمقابلة صديقه فنان الكاريكاتير سعيد بدوي ليعرض رسوماتي عليه ويأخذ رأيه في كيفية توجيه موهبتي، فأعجبته رسوماتي وقال لوالدي: «أنا كنت فاكر ابنك بيرسم بطة ووزة.. ابنك بيرسم كاريكاتير»، وكانت هذه هي المرة الأولي التي أنتبه فيها إلي هذا المصطلح وبدأ الفنان سعيد بدوي في ارشادي إلي بعض التوجيهات في الرسم، وتمر السنون وأنا أتابع رسومات الفنان مصطفي حسين ولا أنكر أنني تعلمت الكثير من متابعتي لخطوطه بجريدة الأخبار، إلي أن التحقت بكلية التربية النوعية شعبة التربية الفنية وفي سن التاسعة عشرة رشحني الفنان التشكيلي أ.د مصطفي الرزاز عميد الكلية آنذاك إلي مجلة كاريكاتير كطالب متميز في هذا المجال ومنذ ذلك الوقت وأنا أرسم بالصحافة العربية المطبوعة والالكترونية. أبرز العقبات كانت في بداياتي بالصحافة المصرية حيث كانت الصحف محدودة وأماكن رسامي الكاريكاتير «محجوزة»، فكل رسام من الجيل السابق جلس وتربع علي كرسي بالجريدة ويرفض وجود أي رسام شاب بجواره، فكنت أبحث عن الصحف التي لا يوجد بها رسام وأعرض أعمالي عليهم، وكانت الكوميديا أن هذه الصحف كانت بلا رسام لمدة سنوات طويلة ولا تعطي أجرا مجزيا إلا أنني مجرد أن أرسم بها «يتقرصن» علي الصحيفة الكثير من الرسامين محاولين ازاحتي والاستحواذ علي مكاني ولكن لا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت. وعن تجربته في كتابة الجديد بداية الفكر كانت منذ 10 سنوات ولكني كنت أؤجل تنفيذها حتي تنضج خطوطي أكثر وتليق بأن أقدمها للجمهور في كتاب، أما عن أبرز الصعوبات التي قابلتني في عمل الكتاب هي استخلاص أفضل أعمال كنت قد نشرتها في فترة التسعينيات وليس لدي أصولها، فكان التجهيز الفني وادخلها مرة أخري علي الكمبيوتر وتنقيتها خاصة أنها مأخوذة بواسطة الماسح الضوئي من قصاصات الجرائد التي نشرت بها، أخذ وقتا ومجهودا أكثر من إعادة رسمها مرة أخري، ولكن لحرصي علي التأريخ التزمت بالأصل. وعن تقبل الجمهور لفكرة كتابه يقول الجمهور يحب هذا الفن لأنهم يشعرون أنه يعبر عنهم وعن مشاكلهم وعن همومهم ويلعب دورا مهما في إبراز السلبيات بالمجتمع سعيا لتحويلها إلي ايجابيات، فما أن علنت عن إصدار «كتاب كاريكاتير» علي الفيس بوك إلا ووجدت استحسانا ومباركات وتشوقا للحصول علي نسخة من الكتاب وأفكر جديا في إصدار كتاب «عن فن الكاريكاتير». يضيف ياسر أنه احترف فن الكوميكس الخاص بالأطفال ما قبل سن المراهقة ويقوم بتأليف ورسم القصص المصورة منذ عام 1998 وله أعمال نشرت في مجلات مصرية وعربية من أبرزها شخصية هارون فنان الكارتون التي كنت أكتبها وأرسمها لمجلة قطر الندي للأطفال في بداياتها، كما عمل بمجال الرسوم المتحركة لبرمجيات البرامج التعليمية علي مدي 8 سنوات، وكانت له تجربة فيلم كامل بالجهود الذاتية THE TRUTH وكان ردا علي الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم وهو ناطق بالانجليزية كما قام بالأداء الصوتي التمثيلي بالفيلم وهو موجود علي اليوتيوب اسمه الحقيقة. كذلك شارك ياسر بالمعارض الفنية المتخصصة بفن الكاريكاتير بجميع أنحاء العالم مثل تركيا ورومانيا وإيطاليا منذ عام 1996، فضلا عن المعارض الدولية للكاريكاتير التي أقيمت بالقاهرة بالمشاركة مع الاتحاد الأوروبي للكاريكاتير FECO، ثم أقيمت معرضتي الفردي الأول سنة 2010 بعنوان «علي رأي المثل» وضم أكثر من خمسين لوحة كاريكاتيرية من الأمثال الشعبية والكاريكاتير الملون والبورتريهات.