قدمت النجمة التركية هوليا كوشيت أكثر من 200 فيلم سينمائى خلال مشوارها الفنى وكان من بينهما فيلمان مع الفنان الراحل فريد شوقى تمت دبلجتهما وعرضهما مؤخرا على بعض الفضائيات العربية المشفرة وهما فيلم «عثمان الجبار»عام 1968 و«عصابة النساء» عام 1972 وعلى الرغم من انقطاع التعاون المصرى التركى السينمائى منذ ذلك الوقت إلا أن النجمة التركية حضرت لمصر خصيصا فى ندوة اقيمت على شرف عودة التعاون فى الدورة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائى الدولي.. وقد ابدت كوتشيت استعدادها لتقديم اعمال للسينما المصرية واعادة التعاون مع الفنانين المصريين بعد تجربتها مع النجم الراحل، وعن ذكرياتها واسباب انفصال السينما المصرية والتركية حدثتنا هوليا فى حوارها.
■ ما السبب وراء انقطاع التعاون بين السينما المصرية التركية منذ السبعينيات وحتى الان؟ - بالفعل كانت هناك مشاريع عديدة للتعاون الفنى بين الدولتين ولكن بعد فترة الحرب فى مصر وتغير العلاقات السياسية فى منتصف السبعينيات دخلت تركيا ومصر فى حالة من الانغلاق.. ولكن فى هذه الفترة كان هناك تعاون كبير بين الدولتين فى الكثير من المجالات وكذلك التعاون الفنى خاصة ان اللغة الوحيدة التى تجمع بين الدولتين هى لغة السينما والدراما لانها لغة موحدة تعبر كل الحدود ويصل معناها لكل الناس. ■ هل كان لعرض الدراما التركية فى التليفزيونات العربية التأثير فى اعادة التعاون السينمائى من جديد؟ - بالطبع فلقد عادت العلاقات الفنية بين مصر وتركيا من خلال الدراما منذ سنوات قليلة .. وعلى الرغم من عدم تواجد أى مسلسل درامى لى بالوطن العربى فإن تحمس الجمهور المصرى والعربى لهذه الاعمال منحنى أملاً فى عودة التعاون مرة أخرى. ■ وهل هناك مشاريع سينمائية وافقت عليها من انتاج مصرى تركي؟ - حتى الآن لم يحدث ولكنى ارحب بأى عمل لأنى متشوقة للظهور أمام الجمهور المصرى الذى افتقد رؤيته لأفلامى منذ السبعينيات.. ولكنى احبذ العودة للوطن العربى ومصر تحديدا بمسلسل تاريخى كبير خاصة وان للدولتين تاريخاً مشتركاً. ■ هل تخوفتِ من الحضور لمصر فى هذه الظروف المضطربة؟ - لا فأنا اعلم أن هناك عدة مشاكل سياسية تؤثر على الشارع المصرى ولكن ليس معنى ذلك أن يؤثر ذلك على فكر من يأتى من الخارج بأن هناك مشاكل أمنية.. فلكل شعب الحق فى التعبير عن رأيه ومطالبه . ■ فى رأيك كيف تؤثر الثورات على الفن؟ الشعب يثور من أجل تحقيق مطالب معينة ومنها اسقاط حكومة او تعديل مسار نظام وغيرها من المطالب التى يجب أن يتم احترامها.. ولكن فى رأيى الثورة تكون على الظلم وقمع الحريات وبعد كل ثورة يكون هناك حرية فى التعبير عن الرأى مما يؤثر على الابداع الفنى بالايجاب.لأن الفنان يحب أن يعمل بجو تسوده الديمقراطية.
■ ماذا عن ذكرياتك مع الراحل فريد شوقي؟ النجم الكبير رحمه الله كان أكبر منى سنا وخبرة فى المجال الفنى فقد كان محبًا لعمله لاقصى درجة حتى انى تعملت منه التركيز والالتزام فى العمل ليظهر بأفضل اشكاله. وقد كان لديه مبادئ يسير عليها ويحترمها بالاضافة إنه مجتهد فى عمله ومتقن، ويهتم بكل مشهد حتى أن العملين اللذين قدمناهما معا كانا من انجح الافلام وقتها بعد عرضها فى تركيا. واتذكر التناغم بيننا فى ادارة الحوار على الرغم من أنه كان يتحدث بالعربية وأن اقوم بالرد عليه بالتركية، وكنا لا نعلم لغة بعضنا البعض. الا ان اتفاقنا الفنى كان يظهر العمل بأفضل صورة وكأننا نتحدث لغة واحدة. وقد نجحت فى آخر مراحل التصوير فى تعلم بعض الكلمات العربية منه وهو ايضا تعلم بعض التركية منى.