حفلت ندوة الدراما التركية التي أقيمت علي هامش مهرجان السينما علي أكثر من مفاجأة أبرزها الاتفاق علي إنتاج سينمائي مشترك بين مصر وتركيا.. شارك في الندوة كل من الممثلة التركية هوليا بوتشي. والمنتج صفوت غطاس والسيناريست ناصر عبدالرحمن. والموزع التركي محمد أنس. قالت الفنانة التركية هوليا بوتشي: هذه ليست أول زيارة لي في مصر. فقد شاركت منذ عامين في مهرجان الإسكندرية كرئيس لجنة التحكيم. وقد تفاجأوا أنني شاركت في بطولة فيلمين إنتاج مصري - تركي أوائل السبعينيات مع الممثل الراحل فريد شوقي. تم تصويرهما في تركيا. ورغم كبر سنه فأشهد له بالتحمس الشديد والطاقة وعشق السينما. وتضيف: بذلت جهدا شاقا علي مدي 35 سنة من العمل حتي أصبح لي مكان في السينما التركية. ولهذا أفخر أن مهرجان القاهرة السينمائي دعاني للحضور. وعندما قامت الثورة المصرية فكرت أن أهم شيء يجمع البشر هو السينما والفن. لأنهما يخلقان لغة تواصل مشتركة بين الشعوب. وأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية بدأوا بإصلاح السينما والمراكز الثقافية والأوبرا. لأن الفن هو الذي يخاطب ويوجه الناس. أضافت: أول فيلم صور في تركيا من 100 سنة. ولم يكن هناك تقدم تقني. لكن الفنانين والفنيين الأتراك سافروا ليتعلموا والآن السينما التركية تحصل علي الجوائز العالمية. وأنا أحترم تاريخ السينما المصرية. وأشعر بالسعادة عندما أجد الجماهير الكبيرة للدراما. لكن أؤكد أن السينما شيء مختلف تماما. ولها سحر خاص وأعتقد أن هناك الكثير من الأشياء المشتركة بين المصريين والأتراك. السيناريست ناصر عبدالرحمن: هناك مشروع فيلم ينتج بالمشاركة بين مصر وتركيا. لكن حتي الآن لم نستقر علي جهة تنفيذه. وسيكون تاريخيا عن الفترة التي سافر فيها العمال المصريون للأستانة. وأنشأوا حضارة كبيرة وأحبوا الحياة هناك. وأضاف: الفترة القادمة سوف تشهد إنتاجا محترما بجمع الجانبين المصري والتركي. خاصة أن السينما التركية نحاول أن نجد لها منفذا في السوق المصري. ولا ننسي أن السينما المصرية عمرها أكبر من عمر بلاد كثيرة في المنطقة. ونحن طول الوقت نتحدث عن مشاكل السينما المصرية رغم أن لها بصمات كثيرة. وكان المفروض أن تنعكس الثورة علي السينما بأن تكون هناك غزارة أكثر في الإنتاج. وموضوعات أقرب لحياة الناس. لكن للأسف العكس هو الذي يحدث. فإننا نمشي عكس تاريخنا. المنتج صفوت غطاس: الإنتاج المصري - التركي ليس جديدا. لأننا في السبعينيات تم إنتاج حوالي 20 فيلما مشتركا وكنا نصور هناك لوجود معامل تحميض وطبع الألوان الحديثة في ذلك الوقت. والآن بعد حوالي 40 سنة نجد الدراما التركية مسيطرة علي شاشات التليفزيون ما لا يقل عن 6 ساعات يوميا كأننا نعيش في اسطنبول. والسبب أن الأتراك يصدرون الإنتاج المتميز من الدراما. وهم لديهم قدرة علي التخطيط وكل عنصر في مكانه. فعندما كنت في تركيا من أسبوعين وزرت البلاتوه الذي يصور فيه مسلسل "حريم السلطان" وجدت العاملين في البلاتوه لا يزيد عددهم علي 20. بينما في مصر لا يقل العدد عن 100!! وهناك أيضا شركات للإنتاج. وأخري مختصة بالتوزيع. والتعاون ميننا أن نأخذ منهم الجوانب الإيجابية تقنيا لأننا نملك أيضا خبرات فنية كبيرة. ومشروع المسلسل الذي استعد لإنتاجه مع الشركة المنتجة لمسلسل "حريم السلطان" أتمني أن يكون تجربة ناجحة. الموزع التركي محمد أنس: لا يمكن المقارنة بين السينما التركية والمصرية لأن السينما المصرية أعرق بكثير. إنما عندنا في تركيا شهدت السينما ازدهارا في السنوات العشرة الأخيرة وأصبح لها رعاة كثيرون يدعمون الإنتاج. أضاف: بدأنا من 4 سنوات تجربة توزيع في الخليج بالفيلم التركي "وادي الذئاب" مدبلجا للهجة السورية لكن التجربة فشلت فتوقفنا عامين. ونحاول أن نعيدها مرة أخري لكن باللهجة المصرية لأنها الأكثر قبولا لدي متفرج السينما. وصعب أن يتقبل مشاهدة فيلم مدبلج بغير اللهجة المصرية لأنها الأقرب لشعوب المنطقة العربية. وترجمنا بالفعل 4 أفلام أولهم "عشق بالصدفة" وسوف تبدأ العروض في مارس القادم. ويعلق المنتج صفوت غطاس قائلا: المسألة تختلف في الدراما التليفزيون لأن المشاهد اعتاد علي اللهجة السورية. وصعب حاليا أن نغير هذا. لهذا في المسلسل الذي بدأنا خطواته "قلب أم" سنجد الممثلين الأتراك يتحدثون باللهجة السورية المدبلجة. لقطات من الندوة * حرص د. عزت أبوعوف رئيس المهرجان علي حضور جزء من الندوة لتحية الضيوف الأتراك. * حضر أيضا السفير التركي في القاهرة الذي أكد أن الحضارة والتاريخ يجمعان الشعبين المصري والتركي. وأنه يحيي الحكومة المصرية علي قرارها بتنظيم المهرجان الذي توقف العام الماضي بسبب أحداث ثورة 25 يناير. وهي الثورة التي جعلت المصريين يكتبون تاريخهم من جديد. وأن هناك الكثير بينما يزيد من تقاربنا وتوحدنا حتي ينظر العالم لنا باحترام شديد ويعمل لنا حسابا. بل أن يطلب البعض الوقوف معنا. أكد رئيس المركز الثقافي التركي أن المركز سيقيم أسبوعا ثقافيا تركيا - مصريا في مطلع يناير القادم. وأهدي درع المركز لكل من الفنانة التركية هوليا بوتشي. وسهير عبدالقادر نائب رئيس المهرجان.