دعا سفير تركيا بالقاهرة حسين عوني بوطصالي، الفنانين المصريين والأتراك إلى التوجه للانتاج المشترك في السينما والدراما، مؤكدا أهمية الفن في حياة وتطور الشعوب. وأضاف السفير، خلال مشاركته في ندوة الدراما التركية، وتأثيرها على المشاهد العربي التي نظمها مهرجان القاهرة السينمائي اليوم، أن ما يجمع المصريين والأتراك تمتد جذوره في التاريخ القديم منذ العصر الفرعوني، وهناك اتصال حضاري وثقافي منذ العصر العباسي، لذا من المهم أن نسعى للتواصل فنيا وندعم تجاربنا كشعوب. وعبرت النجمة التركية هوليا كوتشيد، عن سعادتها بوجودها في القاهرة، مشيرة إلى أن السينما تمثل جسرا بين الشعوب، وروت تجربتها في فيلمين من الإنتاج المشترك بين تركيا ومصر وهما "عثمان الجبار، وعصابة النساء" في آواخر الستينات، شاركت في بطولتهما أمام الراحل العظيم فريد شوقي. أوضح المنتج السينمائي صفوت غطاس، الذي يعد حاليا لمسلسل مشترك مع تركيا، أن الإنتاج المشترك ليس جديدا، مشيرا إلى إنتاج 74 فيلم مصري لبناني تركي، وكانت ذروته في السبعينات، حينها كانت السينما التركية في بداياتها لكنها تميزت بغزارة الإنتاج، داعيا إلى الاستفادة من التجربة التركية في تقليص أعداد الفنيين، وغيرها من آليات تحديث الإنتاج والتوزيع، مضيفا، أننا ننتج 70 مسلسلا، ولو تم اختزالهم إلى عشرة لأمكن أن ننتج أعمالا جيدة، مشيرا إلى أن نظام العمل في تركيا صارم في علاقته بالجمهور، وتنظم استفتاءات ويتم عمل تصويت على المسلسل أثناء عرضه، وتكون آراء الجمهور مؤثرة في استمرار العمل أو تغييره. وقال السيناريست ناصر عبد الرحمن، إن المفارقة التي تعيشها السينما المصرية بعد مسيرة تتجاوز المائة عام تجعلها أكبر من كثير من دول منطقتنا، ببصماتها ومشاكلها، لكن كسينمائيين انتظروا أن تنعكس ثورة يناير على السينما بإحداث طفرة لم تحدث، وعن فيلمه الذي ينتظر أن يكون إنتاجه مشتركا بين مصر وتركيا، قال إنه يتناول تجارب عمال مصريين في تركيا. ودعا الموزع التركي محمد أنس، إلى تقديم التاريخ "العربي التركي" مضيفا أنه بالفعل يفكر في إنتاج درامي لشخصيات مثل محمد علي باشا وغيرها، وقال "لا مقارنه بين السينما المصرية والتركية لأن المصرية أقدم وأعرق، لكنه أشار إلى أن السينما التركية تشهد ازدهارا حاليا بوجود 1670 دار عرض تحقق إيرادات حوالي 250 مليون دولار"، وأنه بدأ تجربة التوزيع في الخليج العربي قبل خمس سنوات بفيلم "وادي الذئاب"، مشيرا إلى الاتجاه مؤخرا للدبلجة باللهجة المصرية لأنها أكثر سلاسة وقربا من الجمهور من اللهجة السورية وسيتم عرض فيلمين قريبا. وأعلن سليمان سيزر مدير المركز الثقافي التركي "يونس امره" عن إقامة أسابيع تركية عربيا لعرض بعض أفلام الإنتاج المشترك مع السينما المصرية، وإقامة ورشة للسيناريو بمشاركة فنانين عرب وأتراك. فيما أشار المخرج التركي علي فاتنسيفير، أنه رغم الفخر بنجاح المسلسلات التركية في مصر والشرق الأوسط، ونسبة مشاهدتها الضخمة، إلا أن السينما تظل أهم وأكثر قدرة على التأثير لأنه يخلق حالة قوية، ويبقى مع مرور الزمن يعكس ثقافة ليجد من يشاهده ثقافة وتاريخ أجيال سبقته، وعن علاقته بالسينما المصرية، حكى ذكرياته مع الراحل فريد شوقي، الذي قال عنه أنه كان يمتلك حماسا وطاقة كبيرة لا تهزمها السنين، وأشار إلى متابعته للسينما العربية من خلال المهرجانات بشكل خاص.