قرارات مهمة في ظروف صعبة (1) - مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وأمام القمة الاقتصادية العربية التي تنعقد في شرم الشيخ الأربعاء القادم فرصة ذهبية، لتحقيق حلم الوحدة الاقتصادية العربية، الذي يتعثر منذ نصف قرن. - الأوضاع العربية والإقليمية والدولية تفرض ذلك، لخلق كيان عربي كبير يستطيع أن يواجه التحديات والمشاكل الكبيرة التي تجتاح العالم، وتنعكس سلبًا علي الدول العربية. - الدول العربية في حاجة ماسة لتفعيل آليات التكامل الاقتصادي العربي حتي تتمكن من مواجهة التهديدات والتحديات الداخلية، وأصبحت المظلة العربية ضرورة حتمية. (2) - كانت مصر والكويت وراء اقتراح عقد قمم اقتصادية عربية، وعقدت القمة الأولي في الكويت منذ عامين.. وتأتي القمة الثانية في شرم الشيخ في ظروف محلية ودولية بالغة الحساسية والخطورة. - فقد أطلت مشكلة البطالة برأسها علي كل الدول العربية، الغنية والفقيرة، البترولية والزراعية، ولم تستطع خطط التنمية الاقتصادية أن تلاحق الأعداد الكبيرة الباحثة عن فرص عمل. - تختلف نسبة البطالة من دولة لأخري، ولكنها تدق ناقوس الخطر، ونحتاج تعاونًا عربيًا جديًا، وأن تكون هناك استراتيجية واضحة لمواجهة هذا التحدي الخطير. (3) - في قمة الكويت منذ عامين، اتفقت الدول العربية علي وضع برنامج متكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة في الدول العربية، من خلال منظمة العمل العربية، إحدي هيئات جامعة الدول العربية. - وفقًا لهذا البرنامج، تم اعتماد الفترة من 2010-2020 عقدًا عربيًا للتشغيل وخفض البطالة إلي النصف، وإيجاد فرص عمل وتحسين المستويات المعيشية للعاملين. - كان من المفترض أن تتبني منظمة العمل العربية حزمة من الإجراءات لتيسير تنقل العمالة العربية، وفقًا لمتطلباتها.. ولكن يبدو أن مثل هذه الإجراءات لم تر النور بعد. (4) - البطالة لن تجد طريقًا إلي الحل، إلا إذا تم توظيف رءوس الأموال العربية لخدمةمشروعات التنمية في الدول العربية، وتوفير الضمانات اللازمة لحماية تلك الاستثمارات. - ليس معقولاً ولا مقبولاً أن تساهم رءوس الأموال العربية في خدمة اقتصاديات الدول الغنية، التي تصدر للدول العربية الغلاء والأزمات العالمية التي يصعب مواجهتها. - الاستثمارات العربية لن تعود للدول العربية بالتمنيات والشعارات، ولكن بخطط واضحة واستراتيجيات محددة وضمانات أكيدة.. وهذا في صالح الدول العربية الغنية قبل الفقيرة. (5) - في قمة الكويت أيضًا تم الاتفاق علي برنامج عربي للحد من الفقر، مدته أربع سنوات، ودعوة مؤسسات التمويل العربية إلي المساهمة في تمويله. - العمود الفقري في البرنامج هو تمويل شبكات الأمن الاجتماعي وتوفير التمويل اللازم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بهدف إيجاد فرص عمل حقيقية ومنتجة للشباب. - تم تكليف مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب بمتابعة تنفيذ البرنامج وتقديم تقرير للقمة حول ما تم إنجازه في هذا الشأن، وعمومًا فلم تبد في الأفق إنجازات ملموسة لهذا البرنامج. (6) - قمة شرم الشيخ هي قمة استعادة الأمل في إنشاء كيان اقتصادي عربي كبير، علي غرار السوق الأوروبية المشتركة، يوظف إمكانيات العرب لخدمة الشعوب العربية. - تمتلك الدول العربية فرصًا وآفاقًا واعدة، خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات العربية المشتركة، والتنمية البشرية والتدريب والتعليم، وإعداد أجيال الشباب لسوق العمل. - المحور الاجتماعي هو الأهم في القمة، خصوصًا دراسة نتائج البرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة، والبرنامج العربي للحد من الفقر وتطوير التعليم. (7) - تجيء القمة في ظروف صعبة، بعد الأحداث الدامية التي تشهدها تونس التي تؤكد أهمية الاهتمام بالقضايا الاقتصادية، وتوفير فرص عمل ومكافحة البطالة. - مصر لها تجربة رائدة في هذا المجال، حيث تتبني حزمة من الإجراءات الاجتماعية التي تستهدف الحد من الغلاء وارتفاع الأسعار وتوفير الاحتياجات الأساسية من السلع الغذائية. - الأنظار كلها تتجه إلي شرم الشيخ، بعد أن خطفت الأزمة الاقتصادية الأنظار بعيدًا عن القضايا السياسية، وأصبحت الشغل الشاغل للمواطن العربي أينما يوجد. E-Mail : [email protected]