دعاني الأستاذ حزام الوسط الجعبوري للمشاركة في الندوة الخمسين التي تقام في دولة غنية وصديقة. ولما كنت «أنا» أعلم مسبقاً بقائمة الأسماء المشاركة، والتي دائماً وأبداً تشاركه في نفس الكلام منذ أكثر من ربع قرن - فقلت للجعبوري: يا عزيزي وما فائدة ندواتنا التي وقعت من قبل بنفس الناس في البلاد المغربية وقبلها في البلاد المشرقية.. لقد تلاقينا هنا وهناك وكلفنا الحكومات من فنادق وطائرات ومصاريف جيب وحاجات ومحتاجات، ولم نخرج بشيء وكأننا لا رحنا ولا جينا. وانبري «الجعبوري» للدفاع عن وجهة نظره، والتي هي ضد وجهة نظري قائلاً: كيف بالله عليك تكنسل فكرتنا، وتفسد امتداد الحور بالبزراميطي المحوري المتحاوري والمتمحور حول محور متحاوري للتلاقي والعلاقي واللا انغلاقي من أجل شد آذان الاستماع والسماع، وفتح طريق الحوار والنقار والشجار، حول قضايانا المصيرية وبالذات حول السؤال الأبدي الهام وهو: هل البيضة الأولي في العالم كانت عربية أم أن الفرخة الخارجة منها هي العربية وما علاقة الفرخة بالبيضة، وما هو موقف الأب «الديك» إنه بحث في الأصالة والنبالة والجذور والبذور إنه بحث في الهوية وما علاقة الهوية بالملوخية. قلت له: يا عزيزي سبق وطرحنا كل هذا البيض في سلة اجتماعات أعوام 70 ، 80 وطرحه غيرنا في الأعوام 50 ، 60 ولم تفقس اجتماعاتنا «عجة ولا أومليت» لقد بددنا الوقت من القرف داخل الغرف، وتماسك أنصار اليمين واليسار، وتعطل منا الإبداع، إذ استبدلنا الإبداع بالكلام عن الإبداع، حتي شاع عنا الهبل وذاع. ولقد أبدع أكثرنا «بربرة» وأشدنا ثرثرة كلاماً، وتوهم العالم أن قدراتنا الكلامية دلالة علي «فتاكتنا» الفنية. ومرت السنون ولم نفعل شيئاً سوي «الصياح» وثبت أننا عشنا الأوهام والهجايص، وما فينا إلا الأستاذ هايص والدكتور لايص، وما أنجزنا إلا بيانات فارغة وحوارات ماسخة، إلا القليل جداً من الكلام الجاد الذي لم نأخذ به بشكل جاد.. ورن جرس الهاتف، وإذا بالمتحدث الملهوف المحسوف الناقد المعروف.. يتحدث من «محذوف» والذي أعلن عن سعادته للمشاركة في المؤتمر للحديث في نفس ما تحدث فيه من عشرين عاماً، ولم يكن له رجاء إلا أن «يتفندق» في نفس الفندق الخمس نجوم، وفي نفس الغرفة، وأن يحظي بنفس «الرفقة». وسجل «العجبوري» اسمه ورغبته واسم «المرافق» وأصابت «مغصة حادة» جهاز الفاكس، وصرخ في عذاب وتعسر وبعد معاناة قذف بما في بطنه، وهي رسالة من بلاد «المحذوف»، يعلن كاتبها الدكتور «زقلوط» تأييده للندوة وموافقته علي العزومة وحضوره، وحضور حرمه والأولاد لزيارة وطنه الشقيق بعد طول اغتراب، وأنه لن يكلف البلد المضيف نفقات إقامة الولاد الذين سيقيمون في شقة خاصة، بعيداً عن «فندق الحوار» فهو سيترك الأولاد ليتحرر في حرية كاملة للحوار، ويأمل معاونته في تجديد ذكريات شبابه، ورغبته في التجاور من أجل التحاور مع الزميلة الناقدة القادمة من «باريس» لأن التحاور والتجاور «يولد» فكراً بكراً - إن شاء الله. ولما صرخت معترضاً في وجه الجعبوري، دافع عن مقترحاته علي اعتبار أن هؤلاء الأساتذة هم.. خلاصة الخلاصة في الفكر والسياسة، وأنهم الأساتذة وما عداهم مجرد تلامذة. وأنه لا ملتقي ولا مؤتمر ولا مهرجان ولا مختبر ولا مائدة مستديرة ولا مربعة ولا مستطيلة ولا مكعبة إلا بوجود هؤلاء الأفذاذ من الأقفية الفولاذ، وأن وجودهم في ضيافتنا يعني وجودنا في ضيافتهم. وقال الجعبوري وبالحرف الواحد: ولدي شهود: «نحن نعزمهم ونبسطهم ونسهرهم ونسهر معهم وهم كذلك سوف يعزموننا ويبسطوننا ويسهروننا معهم، فنحن إخوة في العزايم والهزائم والانتصارات، وفي الساحات والصالات». ولما أوضحت «للجعبوري أن الأقلام الجادة والمراقبة العلمية الجادة، قد استهجنت تلك التظاهرات الفجة، وعابوا استقدام تلك الأسماء «العرجة» - دافع عن فكرته قائلاً: من قال لك إن هذه الشخصيات ستأتي بنفس الأسماء والصفات؟! سوف نعمل بأسلوب التنظيمات السرية - ذات الأسرار المخيفة - دافع عن فكرته قائلاً: من قال لك أن هذه الشخصيات ستأتي بنفس الأسماء والصفات؟! سوف نعمل بأسلوب التنظيمات السرية - ذات الأسرار المخيفة - وسوف نعطي لكل اسم رمزاً كودياً ووصفاً شفرياً. فالندوة - سوف تسمي «ننه» واللجنة نسميها «لولو» والجلسة نسميها «جل - جل» والسهرة نسميها «هوسة» وأسماء المدعوين سوف تتعدل.. هم نفس الناس لكن برموز جديدة. قلت له: وماذا ستفعل في اسم الندوة؟ قال: سوف نسمي «الننة» - يعني الندوة: «الكوكو.. بوبكو والإنسان العربي». قلت له: لأفض فوك فأنت «سهول» يعني ذكي جداً وفقاً للكود.