رغم الهدوء الحذر وتناقص معدلات الاقبال علي مراكز التصويت في استفتاء جنوب السودان في يومه الرابع إلا أن هناك حالة من التوتر الامني تسيطر علي جميع أنحاء الجنوب بما في ذلك العاصمة مدينة جوبا التي تشهد تواجد حشود من الإعلاميين والمراقبين، بجانب تقلبات الأوضاع في الولايات الحدودية مع الشمال أذ تنوعت فيهما الاشتباكات مع بدء التصويت في الاستفتاء. في جوبا تواصل حكومة الجنوب تشديد اجراءاتها الأمنية ونشرت قوات الجيش والشرطة في مختلف الشوارع والمناطق الرئيسية تحسباً لأي اشتباك، فضلا عن إجراءات تأمين مراكز التصويت، كما شددت الحكومة علي الفنادق والملاهي الليلية والبارات بالغاء برامجها وسهراتها في هذه الفترة لعدة احتياطات أولها منع السهر والالتزام بقرار حظر التجول بعد الحادية عشرة. كما حاولت الحكومة من ذلك القرار التقليل من معدلات السكر بين الجنوبيين بما يمكنهم من المشاركة في عمليات التصويت من ناحية والتقليل من نسبة الجرائم التي تصاحب تلك الحفلات.. وانعكست التشديدات الأمنية علي حركة الجنوبيين حيث يلتزم معظم السكان منازلهم مع الساعات الأولي من الليل خوفا من اي اعتداء. وحول تطورات قضية ابيي عقدت الإدارة الأهلية لقبيلة الدينكا نقوك والإدارة الأهلية لقبيلة المسيرية اجتماعا صباح أمس في منطقة كادوجلي بحضور والي ولاية جنوب كردفان أحمد هارون بهدف تنظيم عمل الجانبين ووضع ترتيبات امنية تمنع عودة الحرب والاشتباكات بينهم مرة أخري بعد أن وقع بسببها العشرات خلال ذلك الأسبوع. ونفي مختار بابونمر احد امراء قبيلة المسيرية ما اعلنته حكومة الجنوب أمس الأول ان عناصر من القبيلة نظمت كميناً لجنوبيين عائدين من الشمال وقتلت منهم 10 أشخاص واستولوا علي سياراتهم، وقال إن هذه الكلام كذب لانهم لم يهاجموا أحداً. وقال إن سيارات الجنوبيين موجودة في مكانها ولم يعترض أحد طريقها ويمكن لهم التحرك بها في أي وقت، واكد في نفس الوقت أن الهدوء عاد الي منطقة ابيي وأنه لم تعد هناك اشتباكات بين الطرفين مرة أخري. في المقابل أعلن ميثيانج أحد قيادات قبيلة الدينكا نقوك التزامهم باتفاق التهدئة. وفيما يتعلق بالتوترات التي تشهدها المناطق الحدودية مع الشمال سافر نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار إلي ولاية الوحدة التي شهدت اشتباكات وهجومًا من متمردين علي مركز استفتاء التور الأبيض بداية الأسبوع بهدف السيطرة علي الأوضاع الامنية هناك ذلك أن نسب الأقبال في تلك الولاية جاءت ضعيفة بسبب خشية المواطنين من الخروج والمشاركة في التصويت.