سادت حالة من الارتياح في صفوف الحركة الشعبية بجنوب السودان بعد أن اشارت الإحصائيات الأولية للمراقبين بزيادة نسبة الإقبال علي التصويت في استفتاء تقرير المصير علي نسبة ال60% وهي النصاب القانوني الذي حدده قانون الاستفتاء كشرط لشرعية وصحة الاستفتاء. ووفقًا للرصد المبدئي لعمليات التصويت فإن معظم المسجلين في الاستفتاء بالجنوب أدلوا بأصواتهم في الأيام الخمسة الماضية ذلك أن أول يومين شهدا حشوداً كبيرة من الجنوبيين علي مراكز الاقتراع بجميع الولاياتالجنوبية العشر. وقال ايسان مانيو الناطق باسم الحركة الشعبية إن غرفة عمليات الحركة رصدت تزايد نسبة الإقبال وتخطي النصاب القانوني للاستفتاء تقريبا، لكنه أوضح أن ذلك الرصد غير رسمي وأنهم ينتظرون ما ستعلنه مفوضية الاستفتاء رسميا لافتا إلي أنهم مستمرون في حشد الجنوبيين من جميع الولايات لاستكمال عملية التصويت. وكان لافتا في اليوم الخامس من التصويت أمس اختفاء طوابير الجنوبيين أمام مراكز الاقتراع حيث لم تشهد أي حشود بعد أن كان يحتشد الجنوبيون أمام المراكز من الليل ليتمكنوا من التصويت، واقتصر الاقتراع علي بعض الاشخاص علي فترات متباعدة ممن لم يتمكنوا بالتصويت في الايام الماضية نظرا لسفر بعضهم للخارج أو مرض الآخرين. ورغم أن الجنوبيين استقبلوا الاستفتاء في يومه الأول باهتمام ومسيرات احتفالية ورقصات من جميع القبائل في كل الولايات إلي أنه سرعان ما اختفت تلك الحالة تدريجيا، وانشغل الجنوبيون طوال الوقت بأعمالهم المختلفة يوميا دون اهتمام بما يحدث في مراكز التصويت. وساهم في ابتعاد الجنوبيين تدريجيا عن مراكز التصويت التشديدات الأمنية التي تقوم بها حكومة الجنوب، حيث حظرت التجوال بعد العاشرة مساء ومنعت السهر في الفنادق والملاهي الليلية، وهو ما دفع الكثيرين بالتركيز علي شئونهم اليومية وسط ترقب لما سينتج عن الاستفتاء. وفي جولة قامت بها "روزاليوسف" علي عدد من مراكز التصويت بالعاصمة الجنوبيةجوبا أمس حيث تجاوزت أعداد موظفي الاستفتاء وقوات الشرطة والأمن في كل مركز عن المقبلين عليه للتصويت. وكان من أكثر المشاهد اللافتة ما ظهر في مركز جون قرنق وهو المركز الرئيسي للتصويت بالجنوب والمجاور لقبر الزعيم الجنوبي الراحل وأطلق شرارة التصويت به رئيس حكومة الجنوب سلفاكير في أول لحظات التصويت، حيث انعدم حضور المصوتين رغم أنه شهد كثافة وحضوراً من الجنوبيين في اليوم الأول بالآلاف مما دفع قوات الشرطة لتنظيم طابور الناخبين في شكل حلزوني بما يسمح باستيعاب الأعداد القادمة للتصويت. وقال "موسي" مسئول لجنة بمركز قرنق إن 80% من المسجلين لديه في المركز ادلوا بأصواتهم في الأيام الماضية، وقال إنه لم يأت للتصويت أمامه اليوم سوي شخص واحد فقط، ووقتها حضرت سيدة لتدلي بصوتها ليصبح صوتين، واشار إلي أن ضعف الإقبال يرجع إلي اعتقاد البعض إلي أن هناك حشوداً أمام المراكز فيؤجلون التصويت للأيام الأخيرة. واضاف أن الأعداد قد تتزايد في آخر يومين قبل انتهاء الوقت المقرر للتصويت خاصة أنها تتزامن مع العطلة الأسبوعية للجنوبيين. وفي مركز الكوستي وهو متاخم لسوق "كونو كونو" إحدي أكبر أسواق الجنوب اضطرت الشرطة لغلق الباب الرئيسي للمركز في منتصف النهار لعدم تواجد المصوتين رغم أنه مجاور لمنطقة يحتشد فيها معظم الجنوبيين لشراء احتياجاتهم المعيشية، وسمحت عناصر الأمن لاثنين من الناخبين بالدخول بعد التأكد من إثبات الشخصية الخاص بهم. وقال بات ويل مسئول أظرف التوزيع بالمركز إن عدد المصوتين منذ بداية اليوم وصل إلي 200 شخص، مشيرا إلي أن نسبة التصويت تعدت حتي الآن أكثر من نصف أعداد المسجلين في الاستفتاء. ونفي عزت كندي أحد المراقبين المحليين التابعين لمنظمة "سودان موب" أن تكون هناك خروقات أو تجاوزات في عمليات التصويت، وأشار إلي أن هناك التزاماً من الجميع علي إنجاح عملية الاستفتاء. وأوضح أن الإقبال تزايد في اليوم الأول بسبب حالة التعبئة التي سبقت عملية الاستفتاء مما دفع الجميع للخروج للمشاركة في التصويت، وتوقع أن يتزايد عدد المصوتين في الأيام الأخيرة قبل غلق باب الاقتراع. وفيما يتعلق بالاجراءات التأمينية شددت الولاياتالجنوبية المتاخمة للحدود مع الشمال استعداداتها ونشرت قوات للشرطة في مختلف المناطق التي يكثر بها تواجد القبائل حيث قامت ولاية الوحدة بتوزيع قوات إضافية للشرطة لتأمين الأوضاع هناك بعد أن شهدت هجوماً من عدد من المتمردين بداية الأسبوع علي مركز استفتاء التور الأبيض. وقال وليام داهود نائب والي الوحدة إنهم قاموا بالتدخل لتسوية النزاعات القائمة حاليا في ابيي بين قبيلتي المسيرية والدينكا نقود ذلك لأن سكان المنطقة سيرحلون في حالة الاشتباكات إلي ولاية الوحدة وبالتالي يجب مساعدتهم لتأمين الأوضاع هناك. وخلال اليومين الماضيين ساد الهدوء الحذر علي منطقة أبيي بعد الاجتماعات الأمنية والسياسية التي جمع فيها والي جنوب كردفان احمد هارون مسئولين من قبيلتي الدينكا والمسيرية.