ذبابة «التسي تسي» تثير الذعر بالمركز الرئيسي للاستفتاء.. ونائب رئيس حكومة الجنوب ل «روزاليوسف» : التصويت تم بهدوء وأحداث العنف لم تؤثر علي الإقبال في الوقت الذي حسمت فيه المفوضية العامة للاستفتاءعلي مصير جنوب السودان الجدل حول تضارب الأنباء حول تجاوز نسبة الإقبال علي التصويت النصاب القانوني المحدد ب60 %، اختفي المصوتون من أمام أبواب مراكز الاستفتاء في العاصمة جوبا وفي جميع الولايات، ولم يجد القائمون علي المراكز والمراقبون سوي قراءة الصحف أو تناول الأحاديث الجانبية لشغل وقتهم. ومن جانبه أكد د. رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب ل«روزاليوسف» أن هناك هدوءا في جميع مراكز التصويت ولم تشهد أي أحداث للعنف أو مشاكل أمام الجنوبيين تعوق الإدلاء بأصواتهم وأضاف أنه قام بالتجول بجميع الولاياتالجنوبية للاطمئنان علي عمليات التصويت، وأنه تابع بنفسه أقبالاً كبيراً علي مراكز الاقتراع وغالبية الجنوبيين توجهوا للتصويت من الأيام الأولي، مشيرا إلي أنه متواجد في الأيام الأخيرة من التصويت في ولاية الوحدة والتي شهدت توترات أمنية قبل بدء التصويت بساعات بسبب هجوم بعض ميلشيات المتمردين علي مركز الطور الأبيض للاستفتاء وهو ما تصدي له الجيش الشعبي وقام بأسر 32 وقتل 4 أشخاص من المهاجمين، وكان عددهم يفوق .300 وأكد مشار أن هذه التوترات لم تؤثر علي نسبة التصويت في هذه الولاية والتي تشهد أكثر نسبة ناخبين بالجنوب بالمقارنة بباقي الولايات حيث وصلت نسبة التصويت إلي 91 % قبل إغلاق باب التصويت بيومين لافتا إلي أنه تم القيام بتشديد الإجراءات الأمنية بكافة المناطق الحدودية مع الشمال للتصدي لأي هجمات جديدة. وفي جولة قامت بها «روزاليوسف» علي عدد من مراكزالتصويت داخل وخارج العاصمة جوبا .. رصدنا من مركز التصويت الرئيسي بجوبا داخل ضريح الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق انشغال عدد من القائمين علي أعمال التصويت بقراءة الصحف بينما كان آخرون مجتمعين في مجموعات لتبادل الأحاديث الجانبية نتيجة لانعدام الحضور. وشهدت مقصورة المراقبين حالة من الذعر عندما هاجمت إحدي ذبابات التسي تسي محرري «روزاليوسف» وطالبونا بسرعة التخلص منها بإبعادها عن وجوهنا لخطورتها القاتلة فيما هب عدد من المراقبين الأجانب لمساعدتنا فهاجمته الذبابة وانقلبت المقصورة وفر البعض ذعرا .. وانتهي الموقف بهروبها بعدما تسببت في أجواء قلق. وكان ل«روزاليوسف» جولة أخري بمركز تصويت بإحدي المناطق النائية التي يقطنها بعض القبائل الجنوبية، وهي مركز ناستوه للاستفتاء بحلة لوكولدي علي بعد 23 كيلو من العاصمة جوبا، إلا أن المشهد هناك وقت وصولنا كان مثيرا للدهشة حيث فوجئنا بوجود أعمال لتسوية الطريق تتم أمام المركز مما يصعب الوصول إليه، وبعد معاناة في القفز من أمام اللودر، والدخول للمركز وجدنا القائمين عليه مجتمعين علي مائدة لتناول وجبة من الأطباق الجنوبية الغريبة والتي تشبه الفسيخ.. بينما لم يكن هناك أي تواجد لمن يقترع. تحدثنا إلي مارجريت أركانجو مديرة المركز .. فقالت: إن عدد المسجلين بلغ ,745 فيما صوت منهم في اليوم الأول ,509 وفي اليوم الثاني ,140 وفي الثالث 48 في حين لم يتجاوز العدد في اليوم الرابع 9 أشخاص، و7 في اليوم الخامس .. وأضاف جيمس مودي أحد الموظفين بالمركز أنهم يقومون بنقل صناديق الاقتراع بعد نهاية كل يوم في مكان قريب من المركز تحت حراسة الشرطة والأمن منعا لأي تلاعب قد يحدث. وكانت من المفاجآت الأخري بالمركز وجود إحدي الفتيات حضرت من جوبا خصيصا لتطالب المسجلين بالمركز بعدم التصويت، وقالت إنها لا تريد الانفصال لأنه سيضر بالجنوبيين. وعلي بعد 10 كيلومترات من جوبا وفي أطراف منطقة جومبو شاهدنا استعدادت تقوم بها كنيسة تشابلن لتدريب فرق من الأطفال علي أغان ورقصات جديدة استعدادا لاحتفالات الانفصال بعد إعلان نتيجة الاستفتاء.. وكان الأطفال يتناوبون علي تأدية أغنيات ترحب بإعلان دولتهم الجديدة، وتدعو الجميع إلي العودة للجنوب من أجل العمل علي التنمية والتعمير والسلام حسبما قال عدد من شباب الكنيسة، نظرا لأن الأغنيات بلغة القبائل. وقال المسئول عن تدريب فرق الأطفال إنهم يستعدون بذلك لسلسلة حفلات تقوم بها الكنيسة الأم في مناطق مختلفة، وفي الساحات، احتفالا بإعلان الدولة الجديدة.