عاشت «سوزان مبارك» أو مدام «سوربريز» (سيدة الهدايا) كما كانت سيدات المجتمع الدولي وزوجات الرؤساء والأمراء والملوك والزعماء بالعالم يلقبنها فيما بينهن سرا علي مدي 30 عاما كسيدة مصر الأولي تنفق بلا حساب وتشتري وتقدم الهدايا تقربا لزوجات الرؤساء الأمريكيين بالبيت الأبيض من أموال الشعب المصري البسيط، حتي القطع الفرعونية والأثرية المصرية لم تسلم من هدايا سوزان الملكية التي سجلتها وثائق ومستندات الإدارة الفيدرالية الأمريكية وحصلت «روز اليوسف» عليها.
شكلت لجنة فيدرالية أمريكية لرصد هدايا سوزان مبارك للبيت الأبيض علي مدي العشرة أعوام الأخيرة من حكم زوجها لمصر وهي اللجنة التي وجدت الكثير من الهدايا لا مستندات لها أصلا، كما اكتشفت أن الفترة من 1981 وحتي عام 1998 لا يوجد بها أي تسجيل لهدايا أسرة مبارك ويتم التحقيق في تكتم شديد داخل الإدارة الأمريكية حاليا في هذا الأمر. وسبب الجرد المفاجئ ليس ضمن الاتهامات التي تواجهها سوزان ثابت ضمن القضية التي أصدر المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لجهاز الكسب غير المشروع قراره الخميس 13 مايو 2011 بحبسها 15 يوما علي ذمتها. لكن الجرد كانت وراءه مطالبات قانونية قدمتها منظمات حقوقية وأعضاء بارزون بالكونجرس الأمريكي من الحزب الجمهوري المعارض اتهموا فيها كوادر تعمل بالإدارة الأمريكية وسياسيين سابقين وحاليين بل رؤساء أمريكيين وزوجاتهم بتلقي الهدايا من سوزان مبارك كان بينهم الرئيس الأمريكي الحالي «باراك أوباما» وزوجته السيدة الأمريكية الأولي «ميشيل أوباما». الحقيقة أن الجرد الأمريكي لهدايا سوزان مبارك للبيت الأبيض خلال العشرة أعوام الأخيرة مع أنه لم يثبت أي شبهة فساد ضد أي سياسي أمريكي طبقا للقانون الأمريكي، لكنه كشف حقائق أخري صادمة تهم مصر وشعبها أكثر من الغرض وراء الجرد نفسه أهمها أن هناك العشرات من الهدايا لم يجدوا لها أي أثر يذكر سوي بعض البيانات سجلت دون وجود الهدية أو المستند الذي سلمت به. أما أخطر الحقائق الصادمة وأغربها حول جرد هدايا سوزان مبارك للبيت الأبيض خلال عشرة أعوام فكانت عددًا من الهدايا اكتشفوا أنها قطع فرعونية وأثبتتها مستندات الجرد الأمريكي التي حصلنا عليها وكان منها مرآة سحرية فضية لا مثيل لها بالعالم لم يجدوا لها أثرًا يذكر سوي بياناتها سجلت في أحد الدفاتر الأرشيفية دون وجود مستند الوصف والاستلام الإداري للهدية. نبدأ من المستند الأول للجرد الرسمي الأمريكي لهدايا سوزان مبارك بترتيب التواريخ حيث نجد ملف الجرد يشمل العدد رقم 65 المسجل برقم 58 بتاريخ الجمعة 24 مارس عام 2000 بالمذكرة رقم 3250 المؤرخة بتاريخ 10 مارس 2000 هدايا الإدارة الفيدرالية موقعة من موظف بالإدارة الفيدرالية الأمريكية يدعي «بوني كوهين» ذكر فيها أنه سجل المحتويات بناء علي اللائحة الأمريكية الفيدرالية رقم 7342 بند 5 تحت القانون 95 و105 الصادر في 17 أغسطس 1977 بشأن منع الموظف الفيدرالي من أخذ أي نوع من العطايا أو الهدايا من أي شخص أجنبي خلال أداء مهام وظيفته الحكومية الفيدرالية للاستغلال الشخصي له أو لأحد أفراد أسرته إذا زاد ثمن تلك الهدية أو العطية عن مبلغ يعادل 30 دولارًا أمريكيًا فقط لا غير. ومن ثم نجد أن هدايا سوزان مبارك الثمينة لسكان البيت الأبيض والتي لم يقدر بعضها بمال نظرا لأنه يدخل في إطار الآثار المصرية الثمينة كانت تنقل فور إهداء سوزان للهدية لحفظها في خزينة الدولة في وعاء خاص بالهدايا لدي وزارة الخزانة الفيدرالية الأمريكية. المثير أننا وجدنا مع كل هدية ثمينة قدمتها سوزان مبارك مذكرة صغيرة الحجم مختومة وموقعة من الموظف المستلم كتبت في شكل قالب قانوني واحد وهو: «اضطر مستلم الهدية قبولها بعد أن كان رفضه للهدية سيتسبب في الإحراج لمقدم الهدية وللولايات المتحدةالأمريكية». الهدية الأولي طبقًا للمسجل في مستندات الجرد صفحة رقم 24 من العدد المذكور كانت عبارة عن غلاف ثمين وضعت فيه ما أطلقوا عليها في السجلات اسم «الصورة الصامتة» وهي صورة فرعونية تصور «المرأة في مصر الفرعونية» بحجم 49 في 39 سنتيمترًا مربعًا ولا يوجد ترقيم أثري خاص بها وسجل في خانة المستلم «هيلاري رودهام كلينتون» السيدة الأمريكية الأولي وقتها ووزيرة الخارجية الأمريكية الحالية ونجلتها «تشيلسي كلينتون» وكان تاريخ تسلمها من سوزان مبارك 23 مارس 1999 علما بأن زوجها هو «بيل كلينتون» الرئيس الأمريكي ال42 المعروف الذي خدم لفترتين رئاسيتين بالبيت الأبيض من 20 يناير 1993 حتي 20 يناير 2001. الهدية الثانية طبقا للمسجل في مستندات الجرد صفحة رقم 24 من العدد المذكور كانت عبارة عن سجادة جدارية من الصوف النادر من العهد المملوكي تصور تجارة الفخار المصرية مقاسها 2 في 50 سنتيمترًا مربعًا ولم يسجلوا لها أي ترقيم أثري مصري وسجل في خانة المستلم «هيلاري رودهام كلينتون» السيدة الأمريكية الأولي ونجلتها «تشيلسي كلينتون» وكان تاريخ تسلمها من سوزان مبارك 23 مارس 1999. الهدية الثالثة طبقا للمسجل في مستندات الجرد صفحة رقم 24 من العدد المذكور كانت عبارة عن بروش فضي مرصع بالفيروز والأرجوان وكان تاريخ تسلمها من سوزان مبارك 23 مارس 1999 غير أنهم لم يذكروا أيضا أي تاريخ أثري مصري للهدية وسجل في خانة المستلم «هيلاري رودهام كلينتون» السيدة الأمريكية الأولي. أما المستند الثاني فنجده مسجلاً بالمذكرة الفيدرالية رقم 4058 ضمن العدد رقم 67 المرقم برقم 140 بتاريخ الاثنين 22 يوليو 2002 وهو موقع من الموظف الفيدرالي الأمريكي «جرانت إس جرين جي أر». في المستند صفحة رقم 4 نجد الهدية الأولي عبارة عن بساط مملوكي مصري من الحرير الخالص مقاس 4 في 6 سنتيمترات مربعة ونجد في خانة تاريخ الهدية 2 إبريل عام 2001 وفي خانة مستلم الهدية نجد «جورج دبليو بوش الابن» الرئيس الأمريكي ال43 الذي خدم بالبيت الأبيض لفترتين من 20 يناير 2001 حتي 20 يناير 2009 بمعني أن هدايا سوزان وأسرة مبارك الأثرية لم تنقطع حتي مع تغير الرؤساء الأمريكيين بالبيت الأبيض. أما الهدية الثانية في هذا المستند فهي خطيرة وتظهر أمامنا في الصفحة رقم 16 وقد أهدتها سوزان مبارك بتاريخ 2 إبريل 2001 إلي «لورا بوش» السيدة الأمريكية الأولي زوجة الرئيس بوش الابن وهي عبارة عن بروش من الذهب الخالص مرصع بالعنبر عيار 22 سجل أمامه دون إخفاء المعلومات أنه من محتويات المتحف المصري بالقاهرة. وقد كانت الهدية الثالثة من سوزان مبارك في مستند الجرد الأمريكي نفسه صفحة 28 ذات العدد رقم 67 / 140 بتاريخ الاثنين 22 يوليو 2002 عبارة عن دبوس من الذهب الخالص عيار 18 لصياد مصري فرعوني يقف علي مركبه يصطاد الأسماك من مياه نهر النيل ولا يوجد وصف أثري للهدية في السجلات لكن الهدية أخذت رقمًا كوديًا هو 111314/بوير سي وقد سلمت الهدية من سوزان مبارك طبقا للمستند بتاريخ 2 مايو عام 2001 إلي السيدة «تشيني» زوجة نائب الرئيس الأمريكي «ديك تشيني» الذي عمل نائبا في إدارة بوش الابن. بعدها نذهب للمستند الرسمي الثالث للجرد الأمريكي المسجل ضمن المذكرة رقم 5482 المودعة في السجلات الأمريكية ضمن العدد رقم 71/153 المؤرخ بتاريخ 9 أغسطس 2006 والموقع من الموظفة الفيدرالية الأمريكية «هنريتا إتش فور». في الصفحة رقم 39 من ذلك المستند نجد وصفًا لهدية أخري لسوزان مبارك سلمتها إلي «إليزابيث تشيني» نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدني ومنسقة الإدارة الوسطي للشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية. أما وصف تلك الهدية كما سجل في المستند فهي عبارة عن أقراط نسائية مصنوعة من ماء اللؤلؤ النادر مرسلة من سوزان مبارك إلي «لورا بوش» السيدة الأمريكية الأولي زوجة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الابن وقد سلمت للبيت الأبيض بتاريخ 30 مايو 2005. والغريب أنهم كتبوا أمام تلك الهدية أنها لم تنقل إلي إدارة الخدمات العامة ولم يتم التصرف فيها إداريا حتي كتابة تلك السطور. أما المستند الرسمي الرابع لدينا فهو مسجل بالمذكرة الفيدرالية رقم 7296 بالعدد الفيدرالي الإداري رقم 67/11 المؤرخ بتاريخ الثلاثاء 18 يناير 2011 والموقع من الموظف الفيدرالي الأمريكي «باتريك إف كينيدي». في الصفحة رقم 10 من ذلك المستند بالعدد المذكور نجد هدية أرسلت للبيت الأبيض من سوزان مبارك لأجل «ميشيل أوباما» السيدة الأمريكية الأولي وزوجة الرئيس الأمريكي الحالي «باراك أوباما» وأطفالها «ماليا» و«ساشا». الهدية عبارة عن وعاء من المرمر والفضة الإسترليني الثمينة معه أربعة مفارش مائدة ذهبية مع أطقم مناديل خاصة بالمفارش من النوع الملكي الذي عشقت سوزان مبارك اقتناءه واستخدامه في القصر المصري. مبارك وسوزان وريجان وزوجته مستند الجرد الأمريكي يثبت إهداء سوزان قطعة من المتحف المصري مبارك مع هيلاري كلينتون