أعرب محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصرى عن تفاؤله بالتوصل إلى حل للأزمة الدائرة بين البلدين مشيراً إلى أنه لمس رغبة حقيقية من حكومتى الخرطوموجوبا لحل الأزمة المشتعلة حاليا مع جوبا بالطرق السلمية والموافقة المبدئية على العودة الى المفاوضات، لكنها اشترطت الانسحاب الكامل لقوات الجنوب من منطقة هجليج النفطية . يذكر أن وزير الخارجية عاد إلى القاهرة أمس عقب قيامه بجولة بالخرطوموجوبا بتكليف من المشير محمد حسين طنطاوى لتهدئة الاجواء بين البلدين حيث التقى كلاً من الرئيس السودانى عمر البشير ورئيس دولة الجنوب سلفاكير.
وأثنى عمرو على ترحيب البلدين بالوساطة المصرية مؤكداً أن هذه القضية تمثل بعدا أمنيا لمصر وتهمها بالدرجة الأولى، منوها إلى تفهم الجانب السودانى ذلك، كما أثنى على مشاوراته مع د.صلاح ونسى وزير الدولة للشئون الخارجية السودانى وفريق التفاوض السودانى فى مفاوضات القضايا العالقة برئاسة د.مطرف صديق و د. عوض عبد الفتاح وكيل وزارة البترول السودانية ومسئول ملف النفط فى المفاوضات مع جنوب السودان، وعدد من أعضاء فريق التفاوض.
وشدد وزير الخارجية على أن أزمة هجليج يجب أن تنتهى وتنتهى معها جميع القضايا العالقة بما فيها ترسيم الحدود بين الطرفين وإنهاء الخلاف حول المناطق الحدودية الخمس، وقضية الترتيبات الأمنية ووقف أى دعم للعناصر المتمردة عبر الحدود.
وأبدى المسئولون فى الخرطوم لوزير الخارجية المصرى رغبتهم فى وضع تصور لتلك القضايا بالإضافة الى ايجاد صيغة عادلة لرسوم تصدير النفط ومراعاة الوضع الاقتصادى للشمال بعد الانفصال وتقنين اوضاع الجنوبيين فى الشمال والشماليين فى الجنوب.
قصف الطيران السودانى معسكرا لجنود حفظ السلام فى ولاية الوحدة الغنية بالنفط بجنوب السودان على الحدود بين البلدين حسب ما ذكر مسئولون فى جنوب السودان والامم المتحدة.
فيما اتهم جيش جنوب السودان الخرطوم بمحاولة فتح جبهة جديدة للقتال فى شمال شرق أراضيه فى منطقة لم تطلها المعارك الدائرة بين البلدين فى الايام الاخيرة، لكن السودان نفى ذلك.
وقال الكولونيل فيليب اغير الناطق باسم جيش جنوب السودان ان «القوات المسلحة السودانية هاجمت كويك وتقدمت داخل ولاية اعالى النيل».
وتقع قرية كويك شمال الولاية عند الحدود مع ولاية النيل الابيض السودانية. وهى تضم قاعدة عسكرية هاجمها الجيش السودانى من قبل.
وأوضح المسئول نفسه ان «الجيش الشعبى لتحرير السودان تصدى للهجوم وتمكن من صده». كما اتهم اغير الخرطوم «بتأجيج التوتر فى بحر الغزال الغربي» الولاية الواقعة فى شمال شرق اراضى الجنوب والمجاورة لجنوب دارفور، عبر تشجيع قبيلة الرزيقات العربية على التمركز فيها.
[آثار تدميرية لاشتباكات الشمال والجنوب السوداني] وقال إن هذا الأمر يمكن ان يضر بأمن السكان المحليين.
وتدور معارك طاحنة منذ نهاية مارس بين جيشى البلدين وخصوصا فى منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها.
وكان الجيش السودانى اعلن السبت انه بات على بعد بضع كيلومترات من هجليج غير أن وزير الإعلام فى جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين قال ان الطيران السودانى استهدف البنى التحتية النفطية فى المنطقة.
من جهة أخرى، قال اغير ان 19 جنديا فى جيش جنوب السودان و240 من جنود الجيش السودانى قتلوا فى المواجهات منذ الثلاثاء.
بينما وصلت إلى جوبا مجموعة اولى من 14 اسير حرب سودانيا اعتقلوا خلال المعارك الاخيرة عند الحدود بين السودانيين.
وقال الكولونيل اغير «نحترم قوانين الحرب الدولية سنتصل بالصليب الاحمر لنرى اذا كان قادرا على تسهيل عودتهم الى ديارهم».
واوضح ان هؤلاء ال14 اسروا خلال معارك فى منطقة هجليج، مؤكدا وجود اسرى اخرين بايدى قواته لكنه لم يحدد عددهم.
واكد احد هؤلاء الأسرى الرقيب خالد حسن احمد «ارسلونى لمعالجة الجرحى فى منطقة المعارك وقد اسرت خلال الهجوم» الذى انتهى بسيطرة قوات الجنوب على هجليج.
وقال اسير اخر يدعى مورور مالك ان الجيش السودانى «اجبرنى على القتال وقد اصبت برصاصتين فى ساقى».
من جهته أعلن البرلمان السودانى أمس حكومة جنوب السودان «عدوا للسودان».
وقال البرلمان فى قرار وافق عليه النواب بالاجماع بعد إن تلاه رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس تعتبر حكومة جنوب السودان عدوا للسودان وعلى مؤسسات الدولة السودانية معاملتها وفق لذلك.