ردا على اتهامات رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان أصدر مجلس الامن الدولى مشروع قرار صاغته الولاياتالمتحدة لزيادة الضغوط على سوريا من خلال مطالبتها بالامتثال لمهلة العاشر من أبريل الجارى لوقف القتال وسحب قواتها من المراكز السكانية. وكان كوفى عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الخاص بسوريا قد ابلغ مجلس الأمن بأن الحكومة السورية قد قبلت المهلة، مضيفا أنه سيسعى من أجل انهاء العمليات العسكرية للمعارضة خلال ساعات بعد أن تتوقف القوات الحكومية عن القتال وتسحب قواتها.
واستجابة لطلب عنان أعدت الولاياتالمتحدة مسودة لما يعرف «ببيان رئاسي» يؤيد الجدول الزمنى الذى وضعه لإنهاء الصراع فى سوريا.
وجاء فى نص مشروع البيان «أن مجلس الامن الدولى يطالب الحكومة السورية بأن توقف على الفور تحركات القوات نحو التجمعات السكنية واستخدام الأسلحة الثقيلة الثلاثاء المقبل».
ودعا مشروع البيان جميع الاطراف بما فى ذلك المعارضة الى وقف العنف المسلح خلال الساعات المقبلة.
وطالبت الولاياتالمتحدة عنان بالاستمرار فى ابلاغ المجلس بالمستجدات فيما يتعلق بالتزام سوريا بالمهلة والتقدم فى اتجاه تنفيذ خطته ذات النقاط الست لتحقيق السلام داعية بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة بأن يقدم أيضا مقترحات لتشكيل بعثة لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار.
فى المقابل أعلنت سوريا قبولها المهلة ولكن دبلوماسيين غربيين أبدوا شكوكا فى نوايا الرئيس السورى بشار الاسد. وقالوا إن هناك شكوكا فى أن يلتزم بالمهلة بشكل كامل لانه نكث بجميع الوعود السابقة بوقف التحرك العسكرى ضد المحتجين المدنيين.
فى سياق متصل قالت متحدثة باسم الجمعية العامة للأمم المتحدة ان عنان اطلع أعضاء الجمعية المؤلفة من 193 دولة على الوضع فى سوريا أمس من خلال دائرة تليفزيونية مغلقة.
من جانبه أكد أحمد فوزى المتحدث باسم المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفى عنان، أن الجنرال النرويجى روبرت مود، سيقود بعثة مراقبى عنان إلى دمشق.
وذكر التليفزيون النرويجى أن المفتش العام السابق فى الجيش النرويجى روبرت مود، ترأس بعثة الأممالمتحدة لمراقبة الهدنة فى الشرق الأوسط لمدة عامين فى مهمة انتهت فى شهر فبراير من العام الماضي.
ومن المقرر أن يزور مود دمشق خلال الساعات المقبلة لمناقشة إمكانية نشر ما بين 150 إلى 200 مراقب تابعين للأمم المتحدة.
فى المقابل قال مصدر حكومى سورى إن الجيش بدأ بالانسحاب من بعض المدن التى وصفها بالهادئة لتطبيق الخطة الدولية لوقف إطلاق النار، وهو ما نفته المعارضة والنشطاء.
على العكس تماما أعرب مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عن أسفها لتصاعد حدة القصف المدفعى فى سوريا، رغم الاتفاق الذى تضمن وقف العمليات العسكرية وسحب الآليات من التجمعات السكانية.
وأكد تونر أن قوات النظام السورى لم تنسحب من أى مدن وفق ما روج له مسئولون سوريون الأربعاء الماضى، بل على العكس صعدت قصفها المدفعى لحمص وإدلب ومناطق أخرى مكتظة بالمدنيين.
فى المقابل، حذر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف الدول الغربية والعربية الأربعاء الماضى من مغبة تسليح المعارضين للرئيس السورى بشار الأسد، قائلا إن ذلك سيؤدى إلى استمرار إراقة الدماء لسنوات دون مساعدة المتمردين فى هزيمة القوات الحكومية.
ميدانيا لقى 25 شخصًا مصرعهم أمس فى أعمال عنف متواصلة فى سوريا، بحسب نشطاء، فى حين دخل أكثر من ألف لاجئ سورى إلى تركيا خلال الساعات الماضية الأخيرة ليرتفع بذلك عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى تركيا هربا من أعمال العنف فى بلادهم إلى 20900 لاجئ.