وسط جموع اخوانية حشدتها الجماعة وحزبها «الحرية والعدالة» من مختلف المحافظات قدم المهندس خيرت الشاطر المرشح المحتمل للرئاسة لجماعة الإخوان المسلمين مساء أمس أوراق ترشحه الي اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة.
حيث اصطفوا علي جانبي الطرق المؤدية إلي مقر اللجنة وسط هتافات «الشعب يريد الشاطر رئيسا» وقد حالت هذه الجموع دون إلقاء الشاطر لكلمته التي كانت من المقرر أن يلقيها عقب تقديم الأوراق الأمر الذي دفع الشاطر إليأن يكتب عبر صفحته علي فيس بوك وتويتر» أتوجه بالشكر لكل من حضر اليوم أمام اللجنة العليا للانتخابات لتأييد ترشحي لانتخابات الرئاسة كما أشكر الصحفيين والإعلاميين الذين حضروا ولم أستطع التواصل معهم نظرا للزحام الشديد وأعدهم بالتواصل قريبا بإذن الله.
وقد أعلن المستشار حاتم بجاتو أمين عام لجنة الانتخابات الرئاسية أن المهندس محمد خيرت سعد عبد اللطيف الشاطر أصبح المرشح الثاني عشر الذي يتقدم بأوراقه بصفة رسمية.
في نفس السياق بدأت جماعة الإخوان المسلمين في إجراء استطلاعات للرأي في جميع المحافظات عبر مسئولي مكاتبها الإدارية لمعرفة رأي الناس في ترشيح الشاطر ومدي تأثرهم بالقرار وإمكانية التصويت له إضافة لمعرفة ما تطلبه الجماهير خلال الفترة المقبلة من الاخوان، وذلك قبل إطلاق حملة طرق الأبواب في القري والمراكز وجميع المحافظات لتعريف المواطنين بمرشح الجماعة والأسباب التي يزعم الاخوان أنها وراء دفعهم بالشاطر.
وقال مصدر داخل الجماعة انه خلال الفترة القادمة ستعلن اسماء سياسية بارزة في الشارع المصري دعمها الشاطر، مشيرا إلي أن تنازل عبدالله الاشعل عن الترشح للانتخابات ودعم د.صفوت حجازي ودفاع الداعية السلفي محمد عبد المقصود كانت البداية وتابع أن ترشيح الشاطر والهجوم الإعلامي وحد الجماعة بعد موجة الانشقاقات.
ومن جهة أخري نفت حملة «ما يحكموش» أن تكون مدعومة من جماعة الإخوان المسلمين أو أن تكون تابعة لأحد من المرشحين، ووصفت ذلك بأنها شائعات عارية تمامًا من الصحة وليس لها أساس. وقالت الحملة في بيان لها إنهم مجموعة من الشباب من مختلف الاتجاهات اتفقوا علي أن ينحوا خلافاتهم جانبًا لمواجهة فلول النظام السابق الذين انتووا الترشح للرئاسة وليسوا تابعين لأي حزب أو حركة أو جماعة بعينها.
وشددت الحملة علي أنها لا تدعم أي مرشح رئاسي بعينه وإنما تركز كل مجهوداتها وطاقتها في مواجهة ما اسمتهم بالفلول «وتهاجم الحملة كلا من د.عمرو موسي والفريق احمد شفيق واللواء عمرسليمان «وتؤكد انها ستصعد ضدهم خلال الفترة القادمة حتي التنازل أو سقوطهم في الانتخابات.
عقد شباب جماعة الإخوان المسلمين بمحافظة البحيرة لقاء جماهيريا بقاعة الزهور بنادي الزراعيين بدمنهور برئاسة المهندس أسامة سليمان النائب بمجلس الشعب وعضو مجلس شوري الإخوان ليعلنوا فيه تأييدهم لقرار مجلس شوري الإخوان الخاص بترشيح المهندس خيرت الشاطر لمنصب رئاسة الجمهورية.
وأكد سليمان أن قرار الإخوان جاء عقب إعلان العديد من الفلول بترشيح أنفسهم لمنصب رئاسة الجمهورية. فيما أكد المهندس محمد العصار أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالبحيرة علي أهمية الالتزام بقرار مجلس شوري الجماعة موضحاً أن هذا القرار استغرق أكثر من 33 ساعة مناقشات إلي جانب العديد من ورش العمل للخروج بهذا القرار.
وصفت «الدعوة السلفية» و«حزب النور» اللقاء مع خيرت الشاطر مرشح الإخوان لمنصب رئيس الجمهورية بأنه كان لقاء وديًا وإيجابيًا وتمت مناقشة القضايا المرتبطة بموضوع الترشح للرئاسة والاتفاق علي استمرار التواصل نصحًا للأمة ورغبة في مستقبل أفضل للبلاد. وأكدت الدعوة السلفية تمسكها علي تفعيل مبادرة ائتلاف القوي الإسلامية، إنه ستستمر في التشاور مع أبنائها في كل مكان علي أن يتم تحديد المرشح الذي ستؤيده المبادرة بعد انتهاء الطعون.
من جانبه قال نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور أن الحزب ثابت علي موقفه وأننا ملتزمون بقرارنا الأول ألا ندعم أحدًا إلا بعد غلق الترشح مشيرا إلي أن التيار الإسلامي علي حد سواء يتعرض لحملة تشويه ممنهجة.
وأبدي بكار تعجبه ممن يتخذ الكذب حرفة ولا يخجل أن يمارسها ليل نهار وأعجب أكثر ممن يصدق أي شائعة بغير ما يسأل ويتثبت مضيفا سيذكر لنا التاريخ أننا فصلنا نائبًا برلمانيًا لأجل كذبة مرة واحدة في الوقت الذي يتنفس فيه غيرنا الكذب ليل نهار. وأشار بكار إلي أن التيار الإسلامي كله يتعرض لحملة تشويه ممنهجة سواء كانت علي السلفيين وحزب النور أم علي الإخوان وحزب الحرية والعدالة.
علقت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية علي تذبذب موقف جماعة الإخوان المسلمين وتغير مواقفها خاصة بعد دفع الجماعة برجل الأعمال خيرت الشاطر ليخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بعدما أعلنت الجماعة مرارا وتكرارا عقب ثورة يناير أن الجماعة لن تدفع بمرشح رئاسي.وسخرت الصحيفة من تغير موقف الجماعة في مستهل التقرير قائلة أنه «يمكنك أن تسامح المصريين لتوصلهم للاستنتاج بأنه لا يمكن الوثوق بالإخوان بعد الآن».
واعتبرت الصحيفة البريطانية ترشيح خيرت الشاطر بمثابة المفاجأة المدوية التي فجرها الإخوان في مطلع هذا الأسبوع بل وتشكل تلك الخطوة تغيرا كبيرا في نهج الجماعة المتبع علي مدار العقود الماضية والتي كانت مواقف الإخوان فيها دوما ما تتسم بالحذر والميل نحو اتباع السياسة التدريجية ولكن رأت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين فضلت في الآونة الأخيرة المشاركة في تحمل مسئولية حكم الشعب المصري.