لدينا فرصة تاريخية كى نبدأ الخطوة الأولى على الطريق الصحيح.. تعالوا ننجز ما لم تفعله الأجيال التى سبقتنا، ولعلهم لم يفكروا فيه، ولم يخطر على بالهم، وربما لم يكن لديهم القدرة على إدراكه. مطلوب منا الآن أن نعمل بكل جهدنا من أجل هذا الوطن، حتى نجعل صورة ملاعبنا لا تختلف تماما، عن صورة ملاعب الدول المتحضرة فى أوروبا، والتى نشيد بها ليلا ونهارا، ونتمنى أن يكون لدينا مثلها.. الآن لم يعد لدينا اختيار فى هذا، ولم يعد لدينا بديل أن يكون الاحترام، والنظام، والانضباط، والروح الرياضية، وقبول الآخر، واحترام المنافس، وتقبل قرارات التحكيم.. كل هذه الصور الغائبة عنا أصبحت ضرورة لا مفر منها، ولم يعد مقبولا أن تعود الكرة من جديد.. بالقواعد القديمة، نريد دستورا جديدا يحكم واقع ملاعبنا ومستقبلها، ولا تفريط فى هذا.. ومن جانبى لن أسمح بما كان من قبل، لو على جثتى.. ولو حدث فأبشروا بى كل يوم.. وأنا بأنغص عليهم عيشتهم فردا فردا، حتى لو كان منهم النجوم الذين تعشقهم الجماهير.. ويرتكبون الأخطاء، وينتظرون أن تحميهم هذه الجماهير!! ألا هل بلغت اللهم فاشهد. * أضع اللائمة دوما على من بيده اتخاذ القرار، فهم فى ظنى المسئول الأول، وربما الأخير، فى أى حدث يقع فى المكان الذى يتولى إدارته.. وبهذا المنطق، كنت مقتنعا تمام الاقتناع أن اتحاد الكرة، هو المسئول الرئيسى عن فاجعة بورسعيد.. ولكن هناك من هو شريك مهم، مع الفاعل الأصلى وهو اتحاد الكرة، الذى ترك مهامه.. ومسئولياته، وأعنى به الجمعية العمومية التى تنتخب رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة.. ولو كان هؤلاء على قدر المسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهم، ولو كانوا يدركون ما هو العبء، الذى يقع على أكتافهم.. لاختاروا من يخدم الكرة، ويعمل من أجل مصلحتها، ونهضتها.. وبما أن فاقد الشىء لا يعطيه.. فقد اعتاد السواد الأعظم من الجمعية العمومية لاتحاد الكرة أن يختار من يرعى مصالحهم.. أى أن النادى يختار من يشعر بأنه سيساعده على إنجاز مصلحته.. مصلحته الخاصة طبعا، وليس المصلحة العامة التى تقتضى أن أختار من يخدم اللعبة.. من أجل أن تتقدم هذه اللعبة كل يوم، لتصبح قريبة أو مشابهة للنموذج السائد فى العالم كله، والذى لم يعد قاصرا على القارة الأوروبية، بل تعداه إلى مختلف دول العالم.. ووصل التقدم الآن بالفعل إلى مختلف قارات الدنيا.. بما فيها القارة الآسيوية، وأيضا قارة أفريقيا.. وصرنا نحن فى آخر الصف، لأن المشكلة ليست فى اتحاد الكرة، ولكن فيمن يختار اتحاد الكرة!! حقا هى مشكلة كبيرة.. مشكلة قاتلة، لو فكرنا فيها وتأملناها جيدا، فنحن قادرون على تغيير اتحاد الكرة، ويمكن أن نتخلص منه فى أى وقت، حتى لو كان هذا مخالفا لقوانين الاتحاد الدولى لكرة القدم.. مادمنا تحفظنا على أداء هذا الاتحاد، أو رفضنا ممارساته.. وفساده مثلا، ولكن كيف بنا.. وما هو الحل مع الجمعية العمومية للاتحاد، التى لا تحسن الاختيار.. أو تقوم فى يوم من الأيام بفرض رؤيتها الإصلاحية على من يتولون الإدارة فى الاتحاد.. ربما هناك ما يحول دون قيامها بهذا.. ربما أن الأجواء لم تسمح.. ربما أن الناس لم يجدوا الوقت الكافى لفرض ما يريدون.. إنما الأكيد أن هناك وهم كثرة لا يعرفون معنى كلمة الإصلاح أصلا؟!! * الأخبار التى يمررها البعض على موقع الفيس بوك.. منها ما يندرج تحت بند الأخبار القذرة، المنحطة.. التى تحمل فى داخلها أغراضا، ونيات سيئة، وبكل أسف.. تجد مثل هذه الأخبار، كثيرا من الصدى فى البداية - سواء كان مؤيدا أو معارضا - حتى يكتشف الناس الحقيقة، بعد أن يترك الخبر كثيرا من البلبلة.. والحيرة، واحد من هذه الأخبار، ما روجه البعض مساء يوم الجمعة الماضى، عن قيام محمد أبوتريكة، بالتوجه إلى وزارة الدفاع، والهتاف مع نفر من المتظاهرين ضد المجلس العسكرى، والمثير أن الخبر تم تمريره من جانب عدد من المواقع الموجودة على الإنترنت، التى توحى لمن يتابعها بأنها تقدم تغطية خبرية مستمرة، وأنها تسبق فى عرض الحقيقة، ولكن الواضح أن هذا غير صحيح بالمرة.. فقد أثبت الخبر الذى تم بثه عن أبوتريكة، أن الأمر لا يتعلق بمهنية، أو أداء إعلامى فى المطلق.. وأن هناك أهدافا أخرى، أعترف بأننى لم أتمكن من الوصول اليها حتى الآن.. واحترت فيها، وسألت نفسى: هل هناك رغبة فى إثارة البلبلة؟ هل المطلوب هو التهييج؟ هل هى محاولة لتوريط بعض الأسماء أو الإيحاء بوجودها لإكساب بعض التصرفات نوعا من الشرعية أو حتى مزيدا من وجود الناس؟ على أى حال الخبر كان مشبوها.. والسعى إلى نشره على نطاق واسع كان مشبوها.. أيضا، والغرض من وراء هذا، أو ذاك كان مشبوها.. كذلك، المهم أن هناك نفيا للخبر بعد قليل من وقت نشره، ولكن عدة مواقع رياضية كبيرة، ومعروفة.. كانت قد نشرت الخبر بالفعل منسوبا إلى مصدره، وهو "نشطاء" على الفيس بوك وتويتر، وتضمن النفى توضيحا بأن أبوتريكة، فى هذه اللحظات، أى فى وقت بث الخبر الملفق.. كان موجودا فى منطقة دار السلام، ليقدم واجب العزاء، ويساند أسر بعض المتوفين فى كارثة بورسعيد.. وكان بصحبته وائل جمعة، أى أن أبوتريكة لم يكن موجودا فى كوبرى القبة، أمام وزارة الدفاع.. ولم يهتف ضد أحد، وما قيل كان نوعا من استخدام اسم الرجل، بكل ما يعنيه الاسم.. وكان طبيعيا أن يتقبل الناس النفى، لأن مصدر الخبر محسوب على جماعة تمارس أفعالا غير محددة الهدف، إلى جانب أن من نشر الخبر الأول.. صار كما يقول التعبير الدارج "فص ملح وداب".. ولم يكلفوا أحدا منهم بأن يدافع عن مصداقية ما نشروه من قبل، أو حتى توضيح الأسباب، أو الدوافع التى أدت بهم إلى القول بأن "أبوتريكة".. يقف أمام وزارة الدفاع.. وهو لم يكن هناك من الأصل.. ولم يكن هناك ولو اعتذار.. فما معنى هذا؟ وما هو الهدف من مثل هذه الأخبار؟ ومن صاحب المصلحة فى نشرها ومحاولة الإيحاء بصحتها؟ الموضوع كبير، وليس سهلا بالمرة.. ومن المهم أن نتعلم منه، ونفكر فيه، وضرورى أن نسأل أنفسنا: كم من الأخبار التى تعرضت للنشر.. وحملت فى طياتها مثل هذه النوعية من الأكاذيب؟ كم من نوعية هذه الأخبار المشبوهة أثر أو تسبب فى كوارث كان الخاسر الأخير وربما الوحيد.. هو الوطن؟!! كم من أخبار وحواديت وقصص لا أساس لها من الصحة وكان من الصعب التثبت من صحتها وأشعل حريقا أو صنع أزمة أو مشكلة؟ الأسئلة مفتوحة ولا نهائية، والتنبيه واجب.. لأن هناك من لا يتورع عن فعل أى شىء، حتى لو كان الاتجار بالحقيقة.. واللعب بعقول الناس فى مصر.. حاجة تقرف بجد!!