** طب إزاى؟.. هذا هو السؤال الذى لم يطاردنى وحدى، لكنه أرهق قطاعا كبيرا من الناس.. وأصابهم بالحيرة، حين وجدوا.. مصطفى يونس، لاعب الكرة السابق، والمدرب السابق أيضا، يمارس الإعلام الرياضى، ويخرج على الناس من هذه الفضائية أو تلك.. ولم يحدث أن توقف.. باعتبار أن الرجل لا يصلح لهذه المهنة بأى حال من الأحوال، وهو لا يقدم شيئا يستحق المشاهدة، اللهم إلا لو كان يعتبر حديثه المفعم بالنرجسية، عن صولاته وجولاته فى ملاعب الكرة، حين كان لاعبا منذ سنوات بعيدة، وبعيدة جدا!! لماذا يعمل مصطفى يونس مقدمًا للبرامج؟ هذا هو السؤال المهم.. لأن من يعمل فى مهنة ما لابد أن يكون مؤهلا لها.. أيا كانت صورة هذا التأهيل، ولكن الأخ يونس.. على باب الله، لا يملك من مؤهلات ممارسة العمل الإعلامى أى شىء.. بالمرة، فهو ليس خريج كلية الإعلام.. ولا حتى قسم من أقسام الإعلام فى أى كلية أخرى، وهو أيضا ليس له علاقة بأى معهد من معاهد الإعلام.. ولا حتى كتاب من كتاتيب الإعلام، ولا أظن أنه يومًا أخطأ.. وفتح كتابا يتعلق بالإعلام، ليعرف ما هى القواعد التى تحكم العمل الذى صار مهنة له ويحصل منه على أرقام خيالية، ربما لم يحصل عليها من كرة القدم.. لا لاعبا ولا مدربا!! ربما تكون مؤهلات "الأخ يونس" التدريبية، هى التى دفعت به إلى ساحة الإعلام.. ولكن على قدر علمى.. فإن الرجل ليس له إنجاز يوحد ربنا، يمكن أن نقول إنه يستحق أن يدخل سجله التدريبى، وربما أن هذا الأمر هو الذى جعله يخرج من الساحة، لأنه ليس من المعقول أبدا أن يستعين فريق من الفرق، أو ناد من الأندية بمدرب يأتى إليه بالهزائم، أو يدفع به إلى غيابات الجب.. والنسيان!! كانت أمام الأخ يونس فرصة عمره، حين تولى تدريب منتخب الشباب المصرى، وقضى معه من الوقت، ما يسمح بأن ينسب إليه النجاح لو حققه، ولكنه فى لحظة.. اختار أن يكون إعلاميا.. ففضل تقديم برنامج تليفزيونى، على العمل مع منتخب مصر.. وربما كان هذا القرار من القرارات الصائبة، التى اتخذها يونس.. ولكنه أخطأ فيه لسببين، الأول: لأنه أى القرار كان فيه اعتراف "ضمني" من جانبه بأنه لا يصلح للتدريب، وإلا ما كان قد فرط فى جهد من المفترض أن يأتى من ورائه النجاح، والثانى لأنه اختار الإعلام كبديل للتدريب، وهو لا يصلح له بالمرة.. وزاد الطين بلة، قيام الرجل بتسخير ظهوره على الشاشة، للثأر من هذا أو ذاك.. وللهجوم على سين وصاد، والتنكيل بفلان وعلان.. دون أن يكون لديه "ولو ورقة" توحد ربنا، وتعزز ما يقول.. فماذا كانت النتيجة؟! كراهية ورفض كاسح له، ولما يقدمه.. وكان أن خسر جمهور الأهلى، الذى لم يجد ما يتعاطف به مع لاعب سبق وارتدى فانلة النادى، ولكنه لم يقدم ما يدل على تقديره لهذا النادى.. وواصل هجومه عليه بشتى الصور، وعندما حدث فى وقت من الأوقات أن تجاوز بشدة، وتطاول أكثر من اللازم.. دون أن يملك الدليل "كالعادة"، قرر المسئولون فى النادى الأهلى اللجوء للقضاء ضد الأخ يونس.. وهنا لم يجد "الرجل المحترم"، أبوقلب جامد.. وضمير حى.. أى غضاضة فى الخروج فى اليوم التالى على الشاشات ليعتذر علنا عما قال.. فماذا تسمون مثل هذا التصرف؟!! الأخ مصطفى يونس.. حامى الأخلاق، والمدافع عن القيم والمبادئ، ورجل الإعلام الأول فى مصر.. لم يجد أدنى مشكلة فى أن يخرج على الناس، وهو يبكى لمرض محمود الخطيب.. خرج المدرب الكبير، والإعلامى الذى لا يشق له غبار.. "وهو بيتصور" أنه بيعيط.. تخيلوا؟!! ما هذا الذى نحن فيه؟ لماذا وصلنا إلى هذا المستوى؟ إيه اللى حصل فى مصر؟ لماذا هذا التصنع؟ وما هى الفائدة التى عادت على الناس حين شاهدوا واحدا بيعيط.. ولم يصدقوه؟ إنه الإعلام الجديد.. إعلام من لا مهنة له.. إعلام المصاطب، الذى يسمح بأن يعمل فيه أى أحد.. وكل أحد.. وقريبا انتظروا الميكانيكية فى استوديوهات البرامج الرياضية!! ** الهرولة الآن تمضى فى اتجاه تأسيس شركات لكرة القدم.. الخطوة التى أحذر منها منذ شهور، وأعلن رفضى التام لها لأنها ليست فى مصلحة مصر بالمرة، وإنما هى تصب فى النهاية فى خانة من يريدون البقاء على أنفاس الرياضة طول العمر!! ما معنى أن نأتى على ناد من الأندية، وكلنا يعرف حجم المشكلات التى تعيشها كلها دونما استثناء.. بما فيها النادى الأهلى، وهذه المشكلات لا ينفع معها أن نواصل اقتطاع أجزاء كل يوم وتأسيس شركة لها.. لأن هذا يعنى أنه بمرور الوقت وقد قلتها من قبل أن النادى سيتحول إلى خمسين شركة.. وخد عندك بقى الهيصة اللى هاتحصل جوا.. بين شركة الكرة، وشركة الجنينة، أو شركة الألعاب الأخرى، وشركة دورات المياه التى لم توفر مياهًا ساخنة لفريق الكرة الطائرة.. ثم تقوم خناقة أخرى بين شركة المطاعم وشركة المراجيح لأن شركة المراجيح لم تهتم بالزحليقة، وتركتها دون إصلاح، فأصابت بعض الأطفال، مما دفع الأسر إلى عدم الحضور إلى النادى، وبالتالى تأثرت مبيعات شركة المطاعم، وانخفض الطلب من 100 ساندويتش كل يوم، إلى خمسة ساندويتشات!! عيب عليكم اللى بتعملوه ده.. أوقفوا هذه المهزلة، ولا تتصوروا أنكم عندما تتحدثون عن دورى المحترفين، وضرورة توفيق الأوضاع، حتى نتجنب العقوبات، ووضع السيخ المحمى فى صرصور ودننا.. يبرر تقسيم الأندية بهذه الصورة العبثية، عفوا يا سادة.. الحل ليس فى تأسيس الشركات، وأنتم أول من يعلم ذلك.. الحل ولا حل غيره يتمثل فى إعادة النظر فى شكل ملكية الأندية المصرية، فقد بات علينا أن نحولها من شكل العزب الحالى، إلى النموذج الذى يعرفه العالم كله، وفيه تدار الرياضة على أنها صناعة.. صناعة تدر الربح على المؤسسة، ويستفيد منها الكل دونما استثناء بمن فيهم حملة الأسهم.. والأهم هو معنى أن تكون الرياضة.. صناعة، هى أن يؤخذ كل قرار على أسس اقتصادية.. ولا يكون لها دافع إلا تحقيق الربح المادى.. أما مجاملة فلان، وخدمة علان.. واتخاذ القرارات لأسباب انتخابية، والحصول على أصوات الناخبين.. فهذا ما يريدون له أن يستمر.. حتى تبقى السبوبة إلى الأبد!! مقالات أخرى للكاتب: - خط مستقيم| خالد توحيد يكتب.. الحاكم بأمره.. يحصل على معلوماته من "بتوع البطاطا"! - خط مستقيم| خالد توحيد يكتب.. ويصر النصابون على الادعاء بأننا نمارس رياضة!! - خط مستقيم| خالد توحيد يكتب.. قطع اللسان ينقذ الحكام.. فى مصر!! للمزيد: - خط مستقيم