كما كان متوقعاً.. وكما كان لا يخفي علي أحد.. وكما ألمح وأشار الكثيرين.. الدنيا »هاصت«.. وربما تكون الأمور »ظاطت« قبل بدء الموسم الكروي الجديد. لم يكن الأمر بحاجة إلي »فذلكة«، أو أي نوع من أنواع الفلسفة، كما لم يكن بحاجة إلي معرفة أصول الفلك أو الكيمياء، حتي يتم الكشف عن حقيقة ما ينتظر الدوري.. دوري الملايين الذي يحمل عناوين براقة لكل معاني الاحتراف.. وهو لا يعدو أكثر من نموذج حي للاغتراف. لم يتوصل المسئولون عن اللعبة.. لا في اتحاد الكرة، ولا في المجلس القومي للرياضة إلي وضع نظام بالتعاون مع الأندية لتهيئة المناخ والأجواء لإقامة مسابقة أو مسابقات نظيفة، سلوكياً وخلقياً واحترافياً.. وبات من الواضح أنه لا جديد في شيء من الناحية التنظيمية. لم يستطع أحد إخماد نار الخلافات في العديد من القضايا التي ترتبط بالعلاقة بين الأندية خاصة فيما يتعلق باللاعبين والصراعات حول خطف هذا أو ذاك، وأيضاً رفض أكثر من لاعب مبدأ أو نظام المقايضة أو الإعارة وما يستتبع ذلك من ترك أثار نفسية سلبية في الملاعب عند استئناف النشاط. قصة جدو بين الأهلي والزمالك وليست كما يردد الكثيرون أن الأهلي ليس طرفاً، وأن الحدوتة بين الزمالك واللاعب فقط. سيناريو المعتصم سالم سيظل بين الأهلي والزمالك، وليس كما يزعم البعض بعبارات وكلمات هادئة.. معسولة.. أن الأمر خرج من الزمالك، والمؤكد أن الزمالك وإن خرج بعدما أعلن اللاعب رغبته في الانضمام للأهلي، إلا أن الملف الخلافي مازال مفتوحاً. الحرب الباردة بين القطبين لم تهدأ.. بل تزيد حدتها كلما خرج مسئول من هنا أو من هناك ليقول كلاماً غير الواقع، فلا يصدقه الناس. أشكال التحضر واضحة.. ولا تخفي علي أحد داخل الأندية وبعض الأندية.. والأسباب كثيرة منها، وربما أهمها أن عمليات الصرف علي اللاعبين أو التعاقد مع لاعبين كلفت الإدارات دم قلبها، ومن ثم تضع في حساباتها مسألة التعرض للخطر في جدول الدوري، وتشعر أن الفشل معناه أن كل هذه الملايين ضاعت في الهواء دون فائدة. اتحاد الكرة لم يشعرب الاستقرار بعد غياب سمير زاهر، بل انه في حاجة إلي جهود جبارة حتي يستقر ومن ثم يكون بمقدوره قيادة واحد من أصعب المواسم.. والمتوقع أن يظهر مجلس الإدارة علي حقيقته مع الأسابيع الأولي للدوري.. إن لم يكن مع الأسبوع الأول. الأجواء العامة لا تنذر بجديد من حيث المستوي، لكنها تنذر بالكثير من الصراعات والأزمات و»التربص والتلكيك«.. وإذا كانت هناك محاولات لتنويم الوسط حتي يتأجل اقتحام هذه السلبيات ومنها ما يتعلق بالتعصب الأعملي الذي تم ترجمته في مباراة ودية بين الأهلي وكفرالشيخ باستاد التيتش، فكيف سيكون الوضع مثلاً في مباريات رسمية. ربنا يستر.. لأن الوضع خطير.. وهذا مجرد تحذير.
ليس بالضرورة أن نتكلم حتي تثبت سلامة موقف أو توضيح وجهة نظر.. العمل يوضح كل شيء.