عاد الزمالك للدخول في النفق المظلم، ولا أحد علي وجه الأرض يعلم الآن كيف سيخرج منه. مجلس الإدارة المنتخب سيعود إلي حيث بدأ، وسيدخل في مشوار قضائي يدافع من خلاله عن كيانه في اتهامه بالتزوير. المجلس القومي وقع في »حيص بيص« ووجد نفسه في مأزق جديد مع مرتضي منصور الذي لم يخسر قضية واحدة في دفاعه عن مطالبه. الدنيا »هاصت وظاطت« من جديد في ميت عقبة، وكأنه مكتوب علي الزمالك أن يظل في دوامة إذا خرج منها بعض الوقت.. عاد إليها بصورة أسوأ. الموقف الآن مؤلم ومحزن في واحدة من أكبر القلاع الرياضية في مصر والعالم العربي.. بل والشرق الأوسط.. وإذا كان الطريق يزداد وعورة أمام الفريق الكروي للنادي، فهذا يعني أن أمل العودة للبطولات قد يتبدد من كثرة المشاكل. الأوضاع خطيرة.. وتنذر بمخاطر أكبر.. لأن الأمر لن يقف عند مجلس جديد لمدة سنة، أو لجنة تدير الانتخابات بعد ثلاثة أشهر أو أي شيء آخر من هذا القبيل، وإنما الكارثة الحقيقية في أن النفوس ليست صافية في هذا النادي العريق. يحتار الإنسان في مثل هذه القضايا.. إذ أن القضاء يقول كلمته.. بينما تتصارع أطراف مختلفة ألوانها في التعامل مع هذه الأحكام القضائية بصورة متناقضة. قالها الكثيرون مراراً وتكراراً من قبل.. وهو أن حلول أزمات الزمالك لا يفصلها فقط القضاء، وإنما يساهم فيها كل من ينتمي إلي هذه القلعة الكبيرة بالتعاون والتفاهم ومحاولة تذليل العقبات. وكم يتمني هؤلاء الكثيرون.. أن تكون هذه هي الأزمة الأخيرة بلا عودة، بمعني إذا كان حسن صقر سينفذ حكم القضاء، فهذا يعني أنه ستجري انتخابات جديدة ينبغي أن تكون الأخيرة. صحيح.. إذا كانت هناك أخطاء في الانتخابات الأخيرة للزمالك، والتي أبطلها مرتضي منصور بخبرته وذكائه، فإنه ينبغي الاعتراف بأن معظم انتخابات الأندية المصرية تخللها نفس هذه الأخطاء، وربما أكثر منها، ولم يسمع عنها أحد.. ولاداعي للدخول في تفاصيل أكثر حتي لا تنفجر الأمور. حق مشروع لمجلس الإدارة برئاسة ممدوح عباس أن يدافع عن نفسه.. وأن تنفي هذه الإدارة اتهامها بالتزوير، لأنه لو هناك تزوير فليسأل من أجروا الانتخابات وهو بالفعل ما أكده مرتضي منصور في مؤتمره الصحفي حيث أشار إلي أن استشكال الزمالك لن يقبل لأنه ليس طرفاً، وإنما مديرية الرياضة بالجيزة. لقد نفذ حكم القضاء فعلاً.. ويتعين علي كل الأطراف المعنية أن تنظر للمستقبل، حيث لا رجعة في هذا الحكم.. ومسألة قبول استشكال الزمالك من عدمه لن ينهي الأزمة، وإنما الذي ينهيها تماماً هو أن توضع الضوابط الإدارية والقانونية لما سيأتي من إجراءات حتي تنقشع هذه الغمامة السوداء عن ناد عريق فرقته المشاكل والأزمات، فانعكس ذلك علي أدائه في كل شيء.. والأخطر علي سمعته. يجب أن يعدو العقلاء من جديد ليتدخلوا في احتواء كوارث تهدد مسيرة الزمالك.. بالحوار والمناقشة أولاً.. وبإعادة روح المودة والحب للكيان الكبير ثانياً.. وقبل هذا وذاك الرحمة بجماهير النادي.
إحدي مشاكل الزمالك.. تكمن في خفافيش الظلام التي لا تظهر إلا لأجل مصلحة شخصية.