قد نجد العذر لجماهير الكرة في أخطائها لأنها لا تملك الوعي الكامل، ولكن أن يتحول مدربو الأهلي والزمالك إلي رؤوس شياطين لنشر العصبية والجهل ويصدرونه للغلابة، كما حدث في لقاءات الناشئين تحت 81 و02 سنة الأسبوع الماضي باستاد زامورا، فتلك كارثة وجريمة لنماذج كانت قدوة تحولت إلي بذور للفتنةالرياضية. كلهم سقطوا.. والمجتمع يدفع الثمن! جلس الجميع في البيوت المصرية ليسمعوا فيلم الموسم وحكاية الصراع بين الرجلين القدوة.. المستشار مرتضي منصور والكابتن أحمد شوبير.. كل منهما رمز في المجتمع، ولكن شهوة الانتقام من الماضي حوّلت القضايا الشخصية إلي دراما يومية تعرض علي الفضائيات التي وجدتها فرصة ذهبية حسب مفهومها للديمقراطية والسبق الإعلامي في نشر الفضائح والمهاترات والشتائم داخل بيوتنا المحترمة.. المحاكم هي ساحة الصراع بين الرجلين، ولكن حرام تشويه الرموز أمام أعين الأجيال القادمة. كلهم سقطوا.. والمجتمع يدفع الثمن! أما الشامتون والمتربصون وأعداء النجاح والذين شاء القدر أن يمسكوا ميكرفوناً أمام الشاشة فقد فتحوا برامجهم السوداء للتشفي والغل، وأقاموا سرادق العزاء والفرح في نفس الوقت، وكانوا هم أصحاب الفرحة الطاغية لنجاح هذا أو سقوط ذاك..المهم (طز) في الأخلاق والقيم الإعلامية و(طز) في المجتمع كلهم سقطوا.. والمجتمع يدفع الثمن! أما ستوديوهات التحليل التي تبيض ذهباً لأصحاب القنوات فقد ساهمت في تحطيم القيم الأخلاقية في المجتمع ونشرت التعصب، وحولت قضاة الملاعب المعتزلين إلي مصارعين يشوهون صور زملائهم قضاة اليوم حتي أصبح الحكم يدير المباراة وهو خائف من الكاميرات ومن ستوديوهات التحليل فيكون الفشل والخطأ. وكذلك سمحت الفضائيات والصحافة من أجل الإثارة وتهييج الجماهير بنشر تصريحات لمدير كرة معتوه أو مدرب نرجسي شغال ليل نهار في الانتقام من الماضي دون احترام لقيمة الكلمة ومدي استجابة الجماهير لها، والتعصب الأعمي الذي بدأ يطل من جديد في ملاعبنا بفضل إعلام متحيز وعناصر لعبة غير محترمين فاقدين لمعني كلمة وطن. كلهم سقطوا.. والمجتمع يدفع الثمن!