تنافس مصر نظيرتها جنوب إفريقيا علي تنظيم بطولة الأمم 2019، والقرار النهائي في يد الاتحاد القاري »الكاف» يوم 9 يناير، ونحن نتعامل بثقة علي أن التنظيم سيكون من نصيبنا لتوافر كل الإمكانات المطلوبة من ملاعب وفنادق وتنقلات وأمن وقاعدة جماهيرية كبيرة. لكن للأسف أشعر بأن هناك تعاملا فيه جانب من الغرور والثقة الزائدة، وتقليل من قدرات جنوب إفريقيا للبطولة، نحن لا نبذل أي مجهود إيجابي للترويج عن قدرات مصر الكروية علي مستوي البنية التحتية، بل علي العكس نسلط الضوء بشكل غير مقصود علي العيوب التي نعاني منها. وعلي سبيل المثال أرضيات عدد من الملاعب التي تقام عليها مباريات الدوري الممتاز، كانت حالة العشب لإستاد المقاولون العرب أثناء مواجهة الاتحاد السكندري في غاية السوء، لا تليق أبدا بمباراة في أهم بطولة مصرية مذاعة فضائيا حول العالم لمن يريد أن يري كيف هي حال كرتنا وملاعبنا؟ جنوب إفريقيا تروج لنفسها بأنها نظمت كأس عالم ناجحة عام 2010 في حضور 32 منتخبا، وأنها تنافس استراليا لتنظيم مونديال السيدات عام 2023 باشتراك 24 فريقا، ونحن نذيع مبارياتنا دون اهتمام من اتحاد الكرة بوضع ضوابط صارمة حول حالة أرضية الملاعب في بطولة الدوري الممتاز، أليس كافيا أن المباريات تقام في أجواء مملة بدون حضور جماهيري كبير؟. أصبحنا نري كيف خطف الدوري السعودي اهتمام الجماهير في الوطن العربي، وكيف أن هذه البطولة صارت قوية إعلاميا وعلي مستوي الملاعب والجماهير واسماء النجوم من مختلف الجنسيات. أعلم أن القوة الشرائية هناك أعلي بكثير بالمقارنة مع مصر، لكن علي الأقل يجب أن نهتم بالشكل الجمالي لملاعبنا وهذا يتطلب صيانة مدروسة باستمرار. إذا تحقق ذلك أثق أن دورينا سيعود الأقوي عربيا وإفريقيا، لأن المضمون المتمثل في جودة اللاعبين المحليين مع العناصر الأجنبية قادرون علي تقديم مباريات قوية المستوي فنيا، وأنظروا إلي محمد صلاح كمثال صار ينافس نجوم العالم لأن البيئة الجيدة كروية توفرت له.