ساعة العُسرة نعم إنها ساعة العُسرة.. تلك الظروف والاحداث القاسية التي تمر بها مصرنا الحبيبة. لكننا نؤمن دائما بأنه بعد العسر يسر.. ونؤمن أيضا «أن الله لايغير مابقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم» ولقد واجه المسلمون الاوائل ساعة العسرة مرات ومرات.. وقبل غزوة تبوك كان المسلمون في اشد حالات العٌسرة.. ويواجهون أقسي أنواع المعاناة في ظروف المعيشة بما فيها الطعام والشراب.. ويتربص بهم الرومان والمتمردون علي أطراف الدولة.. فماذا فعل رسولنا الكريم في هذه الظروف العصيبة التي تكاد أن تعصف بالدولة الاسلامية.. لقد استنصرهم جميعا وخاطب فيهم نصرة الحق وانقاذ الدولة الوليدة.. فهب الجميع الي العمل والجهاد.. و اخرجوا ما يكنزونه لمواجهة العُسرة التي تمر بالبلاد والعباد.. ومواجهة الاعداء علي أطراف الدولة وكعادتهم كان الاثرياء هم السباقون في البذل والعطاء وكان صحابة رسول الله هم مضرب الامثال. وتذكر السيرة أن ابي بكر الصديق تبرع بكل مالديه من مال.. وقدم عمر بن الخطاب نصف ماله وأعطي عثمان بن عفان الف درهم وقام بتجهيز ألف بعير لجيش المسلمين في غزوة تبوك. فقال عنه الرسول لم يدع عثمان من الخير بعد ذلك. هذا ماكان يحدث عندما تأتي الازمات.. ولم يخيب الله آمال المؤمنين فيه.. فيمدهم بنصره ويحول عسرتهم الي يسر وعزة وكرامة.. وكل الفتوحات الاسلامية تؤكد علي ذلك منذ عهد الرسول. الي ان فتح بيت المقدس علي يد الناصر صلاح الدين.. وإلي تأميم قناة السويس واحباط العدوان الثلاثي، ثم نصر اكتوبر العظيم.. وكل ذلك لم يتحقق الا بالايمان والامانة.. وبالصدق والمصداقية.. و بالتعاون والتآلف والاخلاص في العمل.. وبتغليب المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة بنبذ الخلافات والاحقاد الشخصية. نحن بالفعل نعيش ساعة العُسرة.. وتبدو عسرتها أشد لأن وقودها يشتعل من الداخل.. ويروج لها الذين ينتمون إلي هذا البلد.. ويحاولون إعادة البلاد إلي عهد الفساد ومصر لن تعود إلي هذا العهد مرة أخري لقد أدبر هذا العهد وولي بلا رجعة.